تقرير أممى: "داعش" يمنع وصول المساعدات لآلاف المدنيين فى سوريا

أفاد تقرير صادر عن إحدى اللجان التى تقوم بالتحقيق فى جرائم الحرب فى سوريا اليوم الجمعة ، أن تنظيم "داعش" منع وصول المساعدات الغذائية والطبية لآلاف الأشخاص، فضلا عن قيامه بإخفاء مقاتليه وسط المدنيين، وذلك منذ بداية الغارات الجوية من قبل التحالف الدولى على معاقل التنظيم فى سوريا والعراق.

وأكدت لجنة التحقيق الدولية المكلفة بالتحقيق فى الانتهاكات لحقوق الانسان فى سوريا وفى تقرير جديد لها صدر اليوم الجمعة فى جنيف أن تنظيم داعش ومن خلال الشهادات التى تم جمعها يعمل على اخضاع المدنيين فى المناطق السورية المختلفة من خلال السيطرة على مظاهر حياتهم والخدمات الأساسية وباستخدام الإرهاب.

وأشار التقرير إلى أن داعش تقدم الخدمات فقط إلى المدنيين الذين يبدون الطاعة لأفكارها المتطرفة كما يقوم التنظيم بتلقين الأطفال الصغار مبادئ التطرف فى المناطق التى يسيطر عليها إضافة إلى الممارسات التى يقوم بها وتشمل طائفة واسعة من الانتهاكات للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى وبما فى ذلك قمع حرية التعبير والحريات والاكراه واخافة السكان المدنيين واستخدام العقاب لمنع أى انشقاق وكذلك التمييز على أساس الجنس والمعايير الاجتماعية الجامدة.

وأوضح تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصة بسوريا، أن السوريين والعراقيين يتعرضون لما أسمته ب "حكم الإرهاب" الممارس من قبل تنظيم "داعش" واستخدام العنف لضمان السيطرة على تلك المجتمعات، ويشمل الأمر أيضا الانتهاكات المتكررة ضد النساء والأطفال.

وقدمت اللجنة، المكونة من أربعة أعضاء من الخبراء المستقلين تقريرها، بعد إجراءها لما يقرب من 300 مقابلة وجمع أدلة فوتوغرافية ومقاطع فيديو مع أشخاص فروا من أو لايزالوا يعيشون فى مناطق تحت سيطرة داعش.

وقال رئيس اللجنة باولو سيرجيو "إن الفارين من داعش أكدوا تعرضهم لأعمال إرهابية تهدف لإسكاتهم".. فيما أكد عضو اللجنة فيتى مونتاربورن أن الهدف من التقرير هو إيصال أصوات ضحايا داعش وما يتعرضون له من عمليات الإعدام وبتر الأطراف والاستعباد الجنسى وتجنيد الأطفال.

وأشار التقرير أيضا إلى أن داعش تقوم بنشر مقاتليها وعتادها بالقرب من المناطق التى يقطن بها المدنيون، مضيفا أنه منذ بداية غارات التحالف الدولى على معاقل التنظيم فى سوريا، قام مقاتلوه بالتمركز داخل منازل المدنيين فى حلب.

ولم تستطع الجماعات الإنسانية الوصول لما يقرب من 600 ألف مدنى يعيشون فى محافظتى دير الزور والرقة فى سوريا -معقلا داعش الرئيسيين-، فضلا عن قيام التنظيم المتشدد بعرقلة وصول الأدوية والأطباء وفرق التمريض إلى محافظة الحسكة، التى تقع أيضا تحت سيطرة داعش.