نشر العامرى فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة الأسبق على صفتحه على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" مقالاً صحفيًا عن واقعة الصفر ..وينشر "اليوم السابع"مقال العامرى فاروق، الذى جاء فيه:
مَنِ الذى ما زال يذكر واقعة (الصفر) وخصوصًا أن مصر مرَّت بالعديد من الأحداث ما بين ثورات واضطرابات وتغيير أنظمة مما يجعل تلك الواقعة نسيًا منسيًّا.
الحقيقة أن ذلك الصفر ما زال يؤلمني؛ ليس لأننا لم نَفُز بتنظيم بطولة، ولكن لأن الصفر له دلالة غاية فى الخطورة.
الصفر يترك من يحصل عليه حائرًا؛ لا يدرى أين يقف من العالم؛ وما مقدار المسافة التى تفصله عن البداية..؟!
الصفر يا حضرات يظهر أمامى كسحابة كبيرة؛ لو أنَّنَا حصلنا على (واحد) لبنينا عليه، وعرفنا وتأكدنا أننا نقف فى بداية الطريق، لكن الصفر ضباب يجب علينا أن نبذل جهدًا كبيرًا لمعرفة فقط أينَ نحن.. ومِنْ أين نبدأ..؟!
لو حصل ابنك على 1 من 10 فى مادة الرياضيات فى الصف السادس الابتدائى مثلًا فهذا معناه أن ابنك ضعيف.. لكنَّه مُؤَّهل لتعديل مستواه بمزيد من التركيز والجهد المستمر، على الرغم من أنَّ ما يُدركه من هذه المادة هو عُشرها.
أما إذا حصل على صفر فهذا يدعو إلى القلق؛ لأنَّ معناه أن أبنك قد لا يكون مؤهلًا لتعلُّم مادَّة الرياضيات من الأصل، أو محتاج أن يبدأ من الروضة؛ فالصفر ضباب.
الصفر لا يعنى شيئًا فى أى مجال من المجالات، وليس فى مجال واحد فقط.
وإذا كانت الدولة تعرَّضت لزلازل عنيفة لم تزل تحاول أن تتجاوزها، فالدلالة التى ألقاها الصفر فى وجوهنا لا تنعكس فقط على الرياضة، وإنما على كل حياتنا التعليمية والصحية والبحثية والزراعية والعلاقات الأفريقية وغيرها.. وهذا ما جعلنى أفكر بعمق فيما ينقصنا.
وللأسف أحسست بالصدمة؛ لأن ما ينقصنا كثير جدًّا، وقد ظهر هذا أمامى واضحًا بعدما توليت منصبًا رفيعًا فى الدولة.
علينا نحن المصريين أن نبدأ فورًا فى استكمال كل شيء دون توقف، ودون تضييع للوقت، ولكن بشرط قاطع وواضح وهو تحديد الرؤية والهدف.
الأهداف تتنوع حسب الغاية المرجوَّة، ويُعرف الهدف عامة بأنه ما يسعى الفرد أو المؤسسة أو الدولة لتحقيقه، وهو نهاية عملية لبداية نظرية من أجل تحقيق غاية مرجُوَّة.
وبذلك يكون الهدف هو المُوَجِّه لسلوك الفرد، وهو ما يشكل الدافع، وإليه يتجه السلوك العملى، كما أنه النتيجة الحاسمة التى يتم السعى إليها. ومن خصائص الهدف أنه يقود ويوجِّه ويرشد السلوك الإدارى لغرض الوصول إلى تحقيق النتائج النهائية.
العمل دون تحديد هدف هو عمل ارتجالى، قد يكون ضرَرُه أكثر من نفعه؛ لأنَّ الأهداف العظيمة تحتاج إلى تكاتف العديد من الجهات لتحقيقها، وكذلك أهداف الدولة والأمم التى لا تكون أهدافًا شخصية، وإنما هى أهداف قومية، وهذا ما ينقص العديد من التنفيذيين فى حكوماتنا المتعاقبة.
فلو مثلًا وضَعَتِ الدولة هدفًا أمامها مؤدَّاه بالتحديد أن تكون مصر قادرة على إطلاق مراكب فضائية فى عام 2030 فهذا معناه أن يتم تهيئة كل منظمات المجتمع العملية والثقافية للوصول إلى هذا الهدف؛ فتعمل مراكز الأبحاث عليه، ويتم تعديل المناهج التعليمية فى المدارس لتؤدى إلى تخريج جيل قادر على تنفيذ ذلك الهدف فى المستقبل، كذلك المناهج الجامعية المتخصصة؛ كما يتم تطوير وإنشاء وحدات فى بعض المصانع لتشارك فى هذا الفكر، حتى ألعاب الأطفال تكون فى نفس الاتجاه، حتى يصبح الهدف فى حالة تعايش مع الشعب بكل فئاته، فيتحقق مع الأجيال القادمة دون خوف أو رهبة أو حتى نطق كلمة مستحيل.
عندما يتحدد الهدف يستوجب تهيئة المجتمع ليعمل كمركب تجديف فالكل يجدف فى اتجاه واحد وفى وقت واحد.. ليس لدى 90 مليون مواطن مصرى بل لدى 180 مليون يَدٍ تعمل فى اتجاه واحد.
كل عمل مهما كان صغيرًا أو كبيرًا يحتاج بالضرورة إلى تحديد الهدف المسبق؛ ولكى لا يقف القارئ الكريم عند مثال مراكب الفضاء - وربما ظنه بعيد المنال أو أكبر من الإمكانات المتاحة - فإننى أؤكد أنه مجرد مثال على الرغم من إعلانى التحدى أننا نسطيع إنجازه، سأضرب مثالًا آخر غاية فى البساطة؛ لو أن هدفنا أن يستخدم غالبية المصريين الدرَّاجَات فى انتقالاتهم بعد خمس سنوات من الآن؛ فهل قام التعليم بوضع هذا الفكر فى المناهج..؟! أو ابتكر نشاطًا رياضيًّا للطلاب يؤدى إلى ذلك..؟! هل أصدرت التنمية المحلية قرارات بضرورة وضع المعايير الخاصة بتخطيط الطرق والشوارع الرئيسية على الأقل فى المدن الجديدة أو السياحية مثل شرم الشيخ، والغردقه، وأسوان، والأقصر لتستوعب هدف الدولة..؟! كذلك هل قامت وزارة الصناعة بالتخطيط لجعل مصر فى الخمس سنوات القادمة رائدة فى صناعة الدراجات بأقل الأسعار..؟! ألخ ألخ.. هكذا يجب أن يترابط الفكر بين مؤسسات الدولة المختلفة.
وهكذا يكون تحديد الهدف ضروريًّا فى تهيئة الأجواء للوصول إليه وتحقيقه بالفعل، وليس بالشعارات والهتافات وتوزيع الابتسامات.
اقرأ أيضاً..
بالفيديو.. سعد سمير: “لا يوجد صخرة فى مصر إلا وائل جمعه فقط”
اليوم.. مؤتمر لـ”تشافى” ببرشلونة قبل تدريب ناشئ “بالم هيلز”
الأهلى يجهز عبد الفضيل فى ودية العربى الكويتى استعدادا لنهائى الكونفدرالية
تدريب مفتوح للإعلاميين بالمنتخب الأولمبى اليوم
الإسماعيلى يهدد جون أويرى بالإيقاف
“آى فون 6? سلاح السعودية لحصد كأس الخليج
عبد العزيز عبد الشافى: استعادة قيمة قطاع الناشئين بالأهلى أهم أولوياتى
جالاس يكشف عن أمنيته مع تشيلسى بسبب مورينيو
“كيميا البرتغاليين” تحل أزمات عقم الزمالك.. باتشيكو فك نحس التعادلات.. فييرا أعاد مدرسة الفن والهندسة.. فينجادا حقق آخر لقب للدورى
بالفيديو والصور.. تعرف على حصاد الجولة الـ11 فى الدوريات الأوروبية الثلاث الكبرى
العامرى فاروق