الجامعة العربية تطالب بإستراتيجية شاملة للنهوض بأوضاع الأطفال العرب

الإثنين، 10 نوفمبر 2014 02:08 م
الجامعة العربية تطالب بإستراتيجية شاملة للنهوض بأوضاع الأطفال العرب المستشارة إيناس مكاوى مدير إدارة الأسرة والطفولة بالجامعة العربية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالبت جامعة الدول العربية اليوم الاثنين بوضع إستراتيجية عربية شاملة للنهوض بأوضاع الطفل لما بعد 2015، على أن تكون متسقة مع الواقع العربى والتحرك الدولى وترصد الأوضاع التى عليها الأطفال فى المنطقة العربية.

وشددت الجامعة العربية على ضرورة أن تكون هذه الإستراتيجية مقرونة بخطة عمل تضع أنشطة وبرامج حقيقية وعملية لمواجهة التحديات العصيبة التى تواجه الطفولة مقترنة بالوسائل الحديثة للوقاية والحماية والتدريب.

جاء ذلك فى كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التى ألقتها المستشارة أيناس مكاوى، مدير إدارة الأسرة والطفولة بالجامعة العربية، خلال افتتاح أعمال الدورة العشرين للجنة الطفولة العربية التى انطلقت أعمالها اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تحت عنوان "أطفالنا مستقبلنا" برئاسة مسعود محمد أبو القاسم وزير العمل والشئون الاجتماعية بدولة ليبيا خلفا للبنان، وحضور المستشارة إيناس مكاوى مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية، والدكتور جمال بن عبيد البح رئيس منظمة الأسرة العربية، فضلا عن مشاركة خبراء ومسئولين يمثلون الوزارات المتخصصة واللجان والهيئات الوطنية المعنية بالأسرة والطفولة بالدول العربية.

وأكدت المستشار مكاوى أهمية أعمال الدورة كونها تتزامن مع الاحتفال العالمى بمرور 25 عاما على توقيع اتفاقية حقوق الطفل، فضلا عن التحديات والمعوقات والظروف غير المسبوقة التى تواجه الأطفال فى المنطقة العربية بسبب النزاع المسلح والأوضاع غير المستقرة فى بعض البلدان العربية.

وقالت مكاوى - فى كلمة الأمانة العامة للجامعة العربية التى ألقتها خلال افتتاح أعمال الدورة- إن هذه الظروف التى تمر بها المنطقة العربية حاليا تلقى بظلالها على واقع الطفل العربى وتنتزع منه حاضره ومستقبله كما أنه تتآكل معها كل الحقوق وشروط عدالة العيش وسبل الأمان.

وحذرت مكاوى من خطورة الممارسات السلبية التى تغذيها ثقافة وظروف بعض الجماعات الجديدة والدخيلة على المجتمعات العربية مثل القتل المتعمد للفتيات وحرمانهن من التعليم وتجنيد الأطفال وتفشى ظاهرة الأطفال بلا مأوى والتمييز ضد الأطفال ذوى الإعاقة وغيرها من الظواهر السلبية.

كما حذرت مكاوى من خطورة ما يتعرض له الأطفال السوريين وما يعانون منه من كل أشكال العنف، موضحة أنه من الصعب توصيف الأوضاع التى آلت إليها أحوال الأطفال السوريين فهم أطفال بلا مأوى، بلا تعليم، بلا حماية، وبلا مستقبل.

وتابعت قائلة، لعل أحسنهم حالا هم هؤلاء الذين تأويهم مخيمات اللجوء فى الدول العربية المستضيفة والمجاورة لسوريا.

وحول أوضاع الطفل الفلسطينى، أكدت مكاوى أن الطفل الفلسطينى يتعرض لحرب دموية وإبادة جماعية من أجل وأد القضية ومستقبلها وذلك من خلال استهداف الأطفال قتلا وحرقا، فضلا عما تعرض له أطفال غزة من عدوان إسرائيلى غاشم فى حربها الأخيرة على القطاع، مشددة على أنها الأبشع فى التاريخ الحديث انتهاكا لحقوق الطفل، موضحة أنه استشهد ما يقارب من 600 طفل فلسطينى وإصابة ما يقارب من 4000 آخرين منهم ألف مصابون بإعاقات بدنية ونفسية دائمة فى ظل عجز دولى وإنسانى غير مسبوق على كل المستويات.

كما حذرت مكاوى من خطورة ما يتعرض له الأطفال فى ليبيا والعراق واليمن والسودان.

يناقش جدول أعمال هذه الدورة العديد من الموضوعات المهمة يأتى فى مقدمتها وضع خطة عربية لأجندة الطفل لما بعد 2015، ووثيقة "ضمان حقوق الأطفال فى حالة الطوارئ التى أعدتها الجامعة العربية بالتعاون مع مؤسسة إنقاذ الطفل الدولية والتى تعمل على تطوير الآليات العربية من أجل مواجهة التأثير السلبى للنزاعات المسلحة على الأطفال، بما فى ذلك اتخاذ إجراءات الرصد والتوثيق والدراسة والمتابعة وتفعيل دور المؤسسات العربية العاملة فى المجالات ذات الصلة، وبند خاص حول النهوض بالطفولة المبكرة فى الدول العربية.

كما تستعرض الدورة بحث اتخاذ الخطوات النهائية لإنشاء المرصد الإعلامى العربى لحقوق الطفل إلى جانب ذلك سيتم خلال الاجتماع تقديم عرض حول أطفال الشوارع وكيفية مواجهة هذه المشكلة الخطيرة.

كما تناقش وقف العنف ضد الأطفال، الخطوات الإجرائية لإصدار النسخة الثالثة من "التقرير العربى المقارن لمدى إعمال توصيات دراسة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف العنف ضد الأطفال"، ومتابعة تنفيذ توصيات الإصدار الثانى من التقرير وبند خاص بحماية الأطفال فى ظروف السلم والأمن.

من جانبه حذر مسعود محمد أبو القاسم وزير العمل والشئون الاجتماعية فى ليبيا، الذى تترأس بلاده أعمال الدورة الحالية، من خطورة ما تتعرض له الأطفال والمرأة فى البلدان العربية من حالة كارثية بسبب الصراعات المسلحة التى تشهدها بعض البلدان، مشددا على أن الطفل سيظل الركيزة والمنطلق للنهوض بأوضاع المنطقة العربية ووضعها فى المسار السليم.

وقال - فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة- إننا نركز فى اهتماماتنا بإعداد المرأة المسئولة والمربية ومعدة الأجيال، موضحا أن هذه الشريحة الأكثر تضرراً من جراء ما مر بالوطن من أحداث، فضلا عن أن هناك شريحة أخرى وهى الأكثر حرماناً وبؤساً، وهى شريحة الأيتام والمعاقين بسبب الحروب الدامية والصراعات المسلحة فى المنطقة.

وقال أبو القاسم أن هناك آلاف المشردين من الأطفال والنساء، وعشرات آلاف النازحين ممن يعيشون حياة هى أشبه بالمعتقلات داخل مخيمات اللجوء، وإذا كنا بالأمس نتحدث عن الجنوح وعن أطفال الشوارع فما نشهده اليوم يؤكد أيضا إهدار كرامة الإنسان بشكل عام والطفل والمرأة بشكل خاص، داعيا الجامعة العربية إلى تحمل جزء، وأن تتبنى دوراً داعما لمراكز البحوث الاجتماعية فى الدول العربية للقيام بالمسح الاجتماعى اللازم، ولوضع مناهج لتطوير المجتمعات ومساندة الدول الأعضاء، كلاً حسب احتياجاته، وإعداد كوادر متخصصة فى مجالات البحث والدراسة والتخطيط لبناء المجتمع المثالى.

وطالب أبو القاسم الجامعة العربية أيضا بإعداد معاهد متخصصة لتدريب وتأهيل الباحثين الاجتماعيين مع التركيز على الحالات التى تتعرض لها الشعوب العربية من كوارث نتيجة الحروب أو الإرهاب، وإعداد البرامج والمخططات للنهوض بالمجتمعات، حسب البيئة والإمكانيات المتوفرة لكل بلد.

وشدد أبو القاسم على أن ما تواجهه المنطقة الآن من صراعات وحروب ما هو إلا نتيجة لثقافة خاطئة ومتراكمة تربى عليها أبناؤنا لعدة أجيال، وهى ثقافة القتل والسيف والبطولات والعنتريات الزائفة، والبعد عن ثقافة المحبة والمودة والتطلع إلى الحياة.

وأكد أن محاربة الإرهاب والتطرف أصبحت ضرورة حتمية كون التغاضى عن هذه الظواهر والتى نجم عنها هذا الوضع الخطير والتقصير فى مواجهتها سيؤدى حتماً لتكريس واقع ينتج عنه مجتمع مشوه وسيمتد ذلك إلى الأجيال القادمة.

ودعا إلى ضرورة العمل من أجل الإعداد لمشروع قومى للنهوض من كوابيس الجهل والاستغلال والفقر والتخلف، والانطلاق نحو مكافحة ثقافة العنف فى برامج الطفل الإعلامية وثقافة القتل فى الرسوم الكرتونية المتحركة، واستبدالها بثقافة الود والمحبة والتطلع إلى الحياة.

كما دعا إلى ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة ألد أعداء البشرية وهو الجهل والفقر والأنانية والتطرف.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة