الاندبندنت: بوتين يحمّل أمريكا مسؤولية الصراعات الكبرى فى العالم

سلطت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية الضوء على اتهام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، للولايات المتحدة بتقويض الاستقرار العالمي..محذرًا من أن العالم سيواجه حروبًا جديدة إذا استمرت واشنطن فى عدم احترام مصالح الدول الأخرى.

وأقر بوتين - خلال خطاب ألقاه فى مدينة سوتشى الروسية وأوردته الصحيفة عبر موقعها الألكترونى – بمساعدته للرئيس الأوكرانى السابق فيكتور يانوكوفيتش، على الفرار فى فبراير الماضي.. قائلاً: "سأقولها علناً، هو طلب إبعاده عن روسيا، وذلك ما فعلناه".
وأشار بوتين فى حديثه إلى استمرار روسيا فى معالجة الأزمة فى أوكرانيا، التى ساهمت فى وصول العلاقات بين روسيا والغرب إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة.

وقال بوتين إن من يسمون أنفسهم "المنتصرين" فى الحرب الباردة يريدون نظاما عالميا جديدا يناسبهم فحسب..مشيرًا إلى أن النظام الأمنى الدولى والإقليمى تم إضعافه.
وأكد الرئيس الروسى أن موسكو تدافع عن مصالح الروس المقيمين فى أوكرانيا والأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية، ووافقت من أجل ذلك على إعادة الهوية الروسية لمنطقة القرم، الأمر الذى أثار حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية وأغضب "القوة الأعظم الوحيدة"، حتى أنها وضعت سياسة روسيا "العدوانية" فى قائمة الأخطار الرئيسية الثلاثة إلى جانب حمى "إيبولا" و"تنظيم داعش".

واتهم بوتين القوى الغربية بدعم إطاحة الرئيس الأوكرانى السابق -الموالى لروسيا- يانوكوفيتش، وزعم أن القادة رفضوا مصالح روسيا المشروعة فى جارتها، على حد تعبيره.

وقال بوتين إنه على الرغم من أن موسكو لا ترى أن واشنطن بمثابة تهديد للسياسة الخارجية الأمريكية التى خلقت حالة من الفوضى، مشيراً إلى الحروب فى العراق وليبيا وسوريا، واتهم الرئيس الروسى الولايات المتحدة وحلفائها بالقتال ضد نتائج سياستها الخاصة.
وتابع بقوله "إنهم يلقون بقدرتهم لإزالة المخاطر التى خلقت نفسها، وإنهم يدفعون ثمنا مستمرا فى الزيادة".

وأضاف الرئيس الروسى أنه "من دون تقديم أمثلة محددة؛ أعتقد أن سياسات النخبة الحاكمة خاطئة، أنا مقتنع بأن يسيرون ضد مصالحنا، ويضعف من الثقة فى الولايات المتحدة".

وقال "إن احتمال حدوث سلسلة من الصراعات الحادة مع المشاركة غير المباشرة والمباشرة حتى من القوى الكبرى قد زاد بشكل حاد".. مشيرًا إلى أن أوكرانيا تعد مثالا لهذه الصراعات التى تؤثر على توازن القوى العالمي..مضيفاً فى الوقت ذاته "وأعتقد، أنه ليس الصراع الأخير".

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى فرضا عدة جولات من عقوبات شديدة ضد موسكو، ردًا على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم فى مارس الماضى ودعمها للمتمردين الموالين لروسيا، الذين يقاتلون القوات الحكومية فى شرق أوكرانيا، لكن بوتين قال إن موسكو "لن تضرع" فى ردها على العقوبات المفروضة عليها.

وأكد الرئيس الروسى فى حديثه أيضاً أن مصالح روسيا والدول الأخرى لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار لتحقيق استقرار الوضع العالمي، وقال "إن روسيا لا تطلب مكان خاص أو حصرى فى العالم".