تقرير لـ"دار الإفتاء" يرصد ويحلل إصدارات ومطبوعات "الداعشية" باللغة الإنجليزية.. مستشار المفتى: مواجهة الفكر الإرهابى المتطرف واجب شرعى ووطنى.. ويجب توفير كوادر متخصصة إعلاميًا لدى المؤسسات الدينية

الخميس، 16 أكتوبر 2014 05:22 م
تقرير لـ"دار الإفتاء" يرصد ويحلل إصدارات ومطبوعات "الداعشية" باللغة الإنجليزية.. مستشار المفتى: مواجهة الفكر الإرهابى المتطرف واجب شرعى ووطنى.. ويجب توفير كوادر متخصصة إعلاميًا لدى المؤسسات الدينية إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف مرصد دار الإفتاء لمقاومة الفكر التكفيرى عن قيام التنظيم الإرهابى "منشقى القاعدة" بتدشين مطبوعات إعلامية مؤخرًا باللغة الإنجليزية تحمل فكره المتطرف، يستند فيها إلى أدلة وحجج واهية تخدم فكره البعيد عن وسطية الدين الإسلامى، وباقى التشريعات السماوية، مما يسهم فى زيادة أعداد المنضمين تحت لواء هذا الفكر الإرهابى لتزداد وتيرة العنف وتعم الفوضى ويدفع الآمنون أرواحهم ثمنًا للوقوع فى براثن هذا الفكر التكفيرى.

قال د. إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية: إن مركز الحياة الإعلامى- التابع لتنظيم داعش- أصدر مجلة إلكترونية ناطقة باسمه تصدر باللغة الإنجليزية، ويتم توزيعها عبر البريد الإلكترونى فى الداخل السورى على المناطق المحررة، التى تخضع لسيطرة كتائب من المعارضة المسلحة، ولا تفصح المجلة عن كيفية نشرها أو موقعها الإلكترونى، وتشبه فى تصميمها مجلة "انسباير"، التى أصدرها فرع تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، وتضمنت تعليمات حول كيفية تصنيع القنابل وتجنيد أشخاص يشنون هجمات بمفردهم، ويتجنب القائمون على المجلة نشر صور الفظائع، التى يرتكبها التنظيم ضد المسلمين ومساجدهم وأضرحتهم، والفظاعات، التى ارتكبها مسلحو التنظيم ضد المسيحيين وبيوت عباداتهم، سواء فى سوريا أو العراق، ويدعو الأطباء والمهندسين وغيرهم للهجرة إلى أراضى دولة الخلافة.

وضمت أعداد المجلة، التى أصدرها الدواعش، صورًا لحشود تهتف لمسلحى التنظيم، وهم ينظمون استعراضات عسكرية فى مدن عراقية وسورية ويرفعون راية التنظيم السوداء، وصورًا لأشخاص قتلوا بحسب المجلة على أيدى الروافض- فى إشارة إلى الشيعة- وصورًا أخرى لجنود عراقيين قالت المجلة إنهم من الشيعة وجرى إعدامهم على أيدى مسلحى التنظيم، ونشرت المجلة فى عددها الأول أيضًا مقالًا مطولًا يستند إلى مقولات فقهية لتبرير إعلان الخلافة، وموقع البغدادى زعيمًا دينيًّا وسياسيًّا لها.


أوضح مسستشار المفتى أن مجلة الدواعش فى إصدارها الأول بدأت بافتتاحية تقول إن أوباما يعد الوريث الأسوأ لجورج بوش الابن، لأنه يسير على نفس الخطى، التى تقود إلى هدم الإمبراطورية المدنية الأمريكية، وحمّلت المجلة إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما المسئولية كاملة عن إعدام الصحفى الأمريكى "جيمس فولى"، قائلة إن الدولة الإسلامية وجهت رسالة واضحة بأنها ستقوم بإعدامه، إذا ما توالت الضربات الأمريكية الجوية، وتبدو اﻟﻤﺠلة جذابةً بصريًّا، ولم يخفِ الكثيرون ممن حصلوا على نسختها الإلكترونية، ومن رواد مواقع التواصل الاجتماعى وبعض الفنيين فى مجال الإخراج، دهشتهم لقدرة هذا التنظيم- الذى وُصِفَ سابقًا بأنه أبعد ما يكون عن التكنولوجيا- على إخراج وسيلة إعلامية على هذا القدر من الاحترافية ولو على مستوى الإخراج البصرى، فقد صدرت أعداد اﻟﻤﺠلة بعدد صفحات يضاهى الرقم العالمى بحسب المواصفات العالمية، حيث تتراوح صفحات أعداد المجلة بين 42 صفحة إلى 50 صفحة، كما استخدمت النسب العالمية فى حجم القطع المستخدم.

وقال د.نجم: فى الصفحات الداخلية يبدو التركيز على المشهد البصرى أكبر من القسم التحريرى، وتقدر نسبة الصور بثلثى محتويات اﻟﻤﺠلة، وأما القسم التحريرى فيظهر على شكل أعمدة تفصل بينها صور أو قد تكون الصورة هى خلفية للنص، كما لوحظ استخدام صور كبيرة على مساحة صفحتين متصلتين، كما فى أساليب الإخراج الحديثة، حيث إن الصورة تتكلم.

ويبدو واضحًا أن تنظيم داعش قد أدرك منذ البداية أهمية امتلاكه لأدوات الإعلام كى يحارب بها، كما يحارب بقواته وعتاده على الأرض، موضحًا قدرة تنظيم داعش على تسخير التكنولوجيا الإعلامية لصالحه، وإيجاد كوادر إعلامية للعمل على مستوى عالٍ من الحرفية، وما يتطلبه ذلك بدوره من الكثير من الأموال، يطرح خلفه تساؤلاتٍ عديدة عن مصادر تمويله.

وفى تصريحات صحفية أشار الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، والمشرف على مرصد الإفتاء لمقاومة الفكر التكفيرى، أنه يجب أن تتوافر لدى المؤسسات الدينية كوادر متخصصة فى الجانب الإعلامى لمواكبة التطور المذهل والطفرة المعلوماتية الهائلة، التى اجتاحت العالم، فى حين لا نزال فى البدايات مقارنة بما وصلت إليه تنظيمات إرهابية مثل داعش وغيره، التى استغلت هذا التطور الهائل وصنعت دعاية كاملة منظمة بكل حرفية لتضخيم حجمها القزم.


وشدد د.نجم على أن مواجهة الفكر الداعشى الإرهابى وغيره من الأفكار المشابهة فى التطرف والعنف بالرصد والتحليل والمتابعة صار واجبًا شرعيًّا ووطنيًّا، وذلك عن طريق فضح استغلالهم الدين، وعبَّر نجم عن استيائه من حالة التضخيم، الذى سببته بعض وسائل الإعلام الغربية لهذا التنظيم ليقنع البسطاء فى العالم بأنه يملك كيانًا يقارب حجم الدولة، ويسعى للوصل إلى التكوين الإمبراطورى، ويدلل على أكاذيبه، التى يروج لها من خلال التقنيات الإعلامية المذهلة فى إصدارات صحفية وإعلامية باللغة الإنجليزية رصدها مرصد دار الإفتاء المصرية.


وأكد د.نجم أن الحروب الإعلامية لا يتم الانتصار فيها إلا بحروب إعلامية مضادة وذات كفاءة عالية فى استخدام استراتيجيات إعلامية تفاعلية، منددًا بطرق المواجهة الإعلامية المنتشرة فى الإعلام العالمى فى الفترة الحالية، التى تواجه الدواعش بالتركيز على مدى وحشية ممارسات داعش، وكأنهم يحاولون أن يثبتوا للعالم الحر أن هذا التنظيم هو الشر المطلق، إلا أن القائمين على هذه الحملات لم يدركوا أن هذا يصب فى مصلحة داعش، التى نجحت فى توجيه وتوظيف وسائلها ووسائل الإعلام العالمية فى خدمة أهدافها المتمركزة حول نشر ثقافة الرعب والخوف من كيانهم الناشئ.



أخبار متعلقة:

بالفيديو.. رئيس الأركان يحضر اجتماع أوباما مع قادة عسكريين لـ22 دولة.. المتحدث العسكرى: مشاركة الفريق حجازى استمرار لدعوات السيسى لمحاربة الإرهاب.. الرئيس الأمريكى: التحالف الدولى يهدف لتدمير "داعش"










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة