"سينما المرأة" تنهار بعد جيل هند رستم وتحية كاريوكا و"المتأدبات" السبب.. 8أفلام بموسم عيد الأضحى تخلو من البطولة النسائية.. ومخرجون: مفيش "بطلة" بتجيب إيرادات.. ونبيلة عبيد ترجع السبب إلى عدم الاجتهاد

الإثنين، 13 أكتوبر 2014 11:14 ص
"سينما المرأة" تنهار بعد جيل هند رستم وتحية كاريوكا و"المتأدبات" السبب.. 8أفلام بموسم عيد الأضحى تخلو من البطولة النسائية.. ومخرجون: مفيش "بطلة" بتجيب إيرادات.. ونبيلة عبيد ترجع السبب إلى عدم الاجتهاد هند رستم ورشدى اباظه
كتب - العباس السكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توجّت «سينما المرأة» على عرش السينما المصرية على مدى أكثر من نصف قرن، بدءا من جيل الرواد بهيجة حافظ وفاطمة رشدى وعزيزة أمير، اللائى قدمن صورا سينمائية تمس حياة المرأة وتحاكى الواقع المجتمعى لتلك الفترة، مرورا بجيل مديحة يسرى وراقية إبراهيم وفاتن حمامة ومريم فخر الدين وهند رستم وصباح وشادية ونادية لطفى وسعاد حسنى، وحتى جيل نبيلة عبيد ونادية الجندى، وما إن حلت الألفية الثالثة حتى اختفت «سينما المرأة»، ما بين تحفظ نجمات السينما على المشاهد الجريئة، واكتفائهن بتقديم الأدوار النمطية من جهة، وهن من أطلق عليهن لفظ «المتأدبات»، وضعف موهبتهن من جهة أخرى، ولم تستطع أى من نجمات السينما المصرية أن تحظى بلقب«بطولة مطلقة» لأكثر من 10 سنوات، رغم أن بداية القرن الحالى شهدت تفاؤلا بوجود نجمات مثل حنان ترك ومنى زكى وياسمين عبدالعزيز وهند صبرى، ومع أنهن لا يتمتعن بجمال أو أنوثة أو موهبة مثل نجمات جيل الزمن الجميل، إلا أن نجمهن سطع فترة، لكن سرعان ما تقلصت أعمالهن بصورة واضحة، وأصبح بعضهن يكتفى بتقديم دور «السنيدة» بجانب النجم السينمائى.

وتعد ظاهرة اختفاء «النجمة المطلقة» فى السينما هى الأولى من نوعها منذ بدايات السينما المصرية، حيث كانت تشغل البطلة مساحة كبيرة من الانتشار وكان اسمها يسبق اسم النجم أحيانا كثيرة، ومنهن النجمة صباح التى سبق اسمها على تتر فيلم «خطف مراتى» إخراج حسن الصيفى، اسم النجم أنور وجدى الذى كان ملء السمع والبصر آنذاك، وأيضا النجمة شادية، حيث سبقت النجم شكرى سرحان على تتر فيلم «شباب امرأة» إخراج صلاح أبوسيف، وكذلك النجمة تحية كاريوكا، وفى فيلم «صراع فى الوادى» إخراج يوسف شاهين سبق اسم فاتن حمامة اسم النجم عمر الشريف، كما سبق اسم النجمة هند رستم، اسم رشدى أباظة فى «صراع فى النيل» إخراج عاطف سالم، وتم وضع اسم النجمة نبيلة عبيد قبل محمود عبدالعزيز فى فيلم «العذراء والشعر الأبيض».

وتفاقمت الأزمة فى السنوات الأخيرة بعدم وجود بطلة فى المواسم السينمائية، حيث يعرض فى موسم عيد الأضحى السينمائى الحالى 8 أفلام سينمائية بدون بطولة نسائية واحدة، ولا يوجد فيلم تقوم ببطولته فنانة بل يشاركن النجوم فى أعمالهم، ومنهن هند صبرى التى شاركت أحمد السقا فى فيلم «الجزيرة 2» إخراج عمرو عرفة، والتونسية درة التى تساند عمرو سعد بفيلم «حديد» إخراج أحمد البدرى، وأيضا ميرفت أمين التى ظهرت مع حمادة هلال فى «حماتى بتحبنى» إخراج أكرم فريد، ولم تقتصر هذه الأزمة على هذا الموسم فقط، بل جميع المواسم السينمائية ومنها موسم عيد الفطر الماضى حيث ظهرت النجمات فى دور السنيدة بجوار الأبطال ومنهن نيللى كريم، مع كريم عبدالعزيز فى «الفيل الأزرق» إخراج مروان حامد، وياسمين رئيس مع أحمد حلمى فى «صنع فى مصر».

وبمقارنة نجمات السينما بنجمات الدراما فى الوقت الحالى، يتضح أن النجمة فى السينما شبه مفقودة، على الرغم من أن هناك نجمات فى الدراما التليفزيونية يستطعن تسويق العمل بوضع اسمهن على الأفيش، ومنهن نيللى كريم، غادة عبدالرازق، يسرا، إلهام شاهين، ليلى علوى، رانيا يوسف، وغيرهن.
وعن هذه الظاهرة تقول النجمة نبيلة عبيد لـ«اليوم السابع»، سينما المرأة أخذت فى الانتشار فترة طويلة ثم انكمشت، مرجعة الأسباب إلى عدم اجتهاد بعض الفنانات لوجود نص مناسب يقدمنه على الشاشة، مؤكدة فى حالة وجود نص مميز ستعود سينما المرأة من جديد.

بينما لفت السيناريست والمخرج الكبير رأفت الميهى إلى أن ازدهار سينما المرأة فى الماضى، يعود لاهتمام نجوم الزمن الجميل بالعمل والحرص على تقديمه فى أفضل صورة للمشاهد بخلاف الجيل الجديد، بينما حمّل المخرج مجدى أحمد على مسؤولية تراجع دور النجمة فى السينما المصرية مؤخرا واكتفائها بدور «السنيدة»، للمجتمع المصرى الذى تغيرت نظرته للمرأة بصفة عامة، قائلاً: «طبيعة المجتمع هى السبب لأنه ينظر للمرأة بمقياس النقص، وهو ما أثر سلبيا على المناخ العام للمرأة وليس مجال السينما فقط، حيث أصبحت هناك نظرة تخلف من قبل المجتمع للمرأة وأعمالها، وهو ما أدى إلى تراجع دورها فى أغلب المجالات».

وأوضح مجدى أحمد على، أن نجمات الأجيال الجديدة فى السينما ليست فيهن شخصية تمتلك القيادة والقدرة على مواءمة دورها بشكل مميز، معتبرا هذا من ضمن الأسباب التى أدت لتراجع دور المرأة، لافتا إلى أن هناك دورات سينمائية تمر وتظهر بها نجمات يعتمدن على أسلوب سينمائى معين، وأخرى تظهر أجيالا لا تؤثر على الساحة السينمائية مطلقا.

وقال المخرج محمد خان، إن أسباب انهيار سينما المرأة تعود إلى عدم وجود بطلة تصمد أمام شباك التذاكر ويهرع جمهور السينما لمشاهدة أفلامها، وهو ما أدى إلى عزوف المنتجين عن صناعة بطولة نسائية مطلقة، مثلما كان يحدث فى السابق، خشية عدم تحقيق ربح كافٍ على مستوى الإيرادات، حيث يقول: «السينما شابة، وحاليا لا توجد نجمة شباك، وحديثى هذا ليس ضد سينما المرأة بل بالعكس أتمنى ازدهارها فى الأيام المقبلة»، وأضاف خان: «السينما اعتمدت بشكل كبير على البطولة النسائية المطلقة فترات طويلة، حيث كانت تحظى أفلامهن بنجاح جماهيرى كبير، إلى أن تقلصت البطولة النسائية حاليا وأصبحت شبه مفقودة».

ويشير المنتج محمد حفظى إلى أن السوق السينمائية تعتمد بشكل عام على نجوم الشباب، خاصة على مستوى شباك التذاكر، حيث إن أغلب جمهور السينما يرغب فى مشاهدة النجوم الشباب فى مشاهد الأكشن، وهذا النوع من الفن لا يصدقه الجمهور إن قامت النجمة بتقديمه، لافتا إلى أن البطولة النسائية ظهرت فى بعض الفنانات اللائى قدمن الكوميديا، وهذا لا يعنى إثبات ذواتهن، لأن السينما تعتمد على جميع ألوان الشكل السينمائى من كوميدى وأكشن واجتماعى وعاطفى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة