أحمد أبو يوسف يكتب: التخبط الأمريكى فى سوريا

الأربعاء، 08 أكتوبر 2014 07:06 ص
أحمد أبو يوسف يكتب: التخبط الأمريكى فى سوريا تنظيم داعش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سوريا لا تزال مشتعلة.. السوريون فى الشتات لازالوا يتزايدون! أمريكا لا تزال تعارض بشار.... بشار الأسد لا يزال فى الحكم، أمريكا تحارب بشار بصورة غير مباشرة!، أمريكا تحارب أعداء بشار بصورة مباشرة، الوضع فى سوريا وصل لدرجة استثنائية من غموض بل وربما اختفاء الخطوط الفاصلة بين الأعداء والحلفاء.

- استراتيجية أمريكا.. كل شىء وعكسه
فرغم أن أسماء الأطراف المتورطة فى المستنقع السورى لم تتغير، لكن أصبحت المواقف على الأرض مختلطة ومتداخلة ومتعارضة والسبب الرئيسى هو تخبط السياسة الأمريكية وغياب رؤية واستراجية واضحة فى التعامل مع الأزمة السورية، الإدارة الأمريكية المفتقدة تماما للخبرة الخارجية عموما، اختارت أن تقف بقوة ضد بشار، ودعمت كل أعداء النظام السورى الإقليميين.

ورغم اختلاف الأسباب بدا أن الاتفاق على الهدف وهو إسقاط بشار كان كافيا لخلق تحالف إقليمى دولى تقوده أمريكا، لكن عندما يكون القائد ضعيفا ومفتقدا للرؤية لا يمكن لأى جهد أن يكلل بالنجاح، وهذا ما ظهر عندما اصطدمت الإرادة الأمريكية بالمعارضة الروسية للتدخل الأمريكى الذى كان متوقعا وقتها بل مطلوباً من بعض الأطراف، وبعد أن تحركت البوارج واستعدت المقاتلات، وتم تغذية وحدات التوجيه فى الصواريخ التوماهوك بإحداثيات !أهداف سورية تابعة للنظام السورى... بعد كل هذا.. لم يحدث شىء ! هدأت العاصفة قبل أن تبدأ روسيا بوتين نجحت فى كبح جماح الأمريكان ولأول مرة من أعوام طويلة نجحت روسيا فى حماية حليف لها.

الحقيقة أن أمريكا ومن بعدها بعض الدول الإقليمية تتحمل وزر خلق الكيان المشوه المدعو داعش، وما هو على شاكلته فى سوريا الدبلوماسية الأمريكية نجحت فى استغلال العداء بين النظام السورى والكثير من الدول العربية الغنية وبمساعدة من البعض فى المنطقة، نجحت أمريكا فى توفير غطاء عربى ودعم مالى للمعارضة المسلحة وبغباء منقطع النظير، أخذت الحكومة الأمريكية فى إعادة خلق تنظيم إرهابى متأسلم فى سوريا على أمل أن يجذب عددا كبيرا من الأنصار من مختلف دول العالم، وتنتهى الحرب بسرعة ليتحول لحزب إسلامى على غرار الجماعة الإسلامية فى مصر مثلا، ويحكم سوريا ويتصل بنظام صديق ومشابه فى مصر ومعا تستطيع دمشق والقاهرة المتشحتان بسواد التطرف إنهاء القضية الفلسطينية عبر الوطن البديل، لتنتهى القصة وفى نفس الوقت تجد دول الخليج نفسها بين سندان إيران ومطرقة المتأسلمين فى مصر وسوريا، وهو ما يعنى الانتقال لمرحلة تقسيم الخليج كذلك تدمير سوريا والسيطرة عليها يعنى حرمان روسيا من موطئ قدم أخير فى المنطقة.

لكن الغباء الأمريكى كما كان فى تقييم الموقف فى مصر كان فى سوريا، فالكيان الشيطانى الجديد الذى خلقته أمريكا بدعم من بعض الحلفاء فى المنطقة، كان كيانا متوحشا ومتعطشا للدماء والعنف كيان لا يعرف السياسة ولا يعترف بها...كيان طامع للحكم لدرجة تجعل تلجيمه مستحيلا وبسرعة كسر الكلب المسعور الطوق وانطلق ينشر السعار فى العراق وفى سوريا بل ويطمع فى المزيد...داعش بدأت من حيث انتهت القاعدة.

- روسيا..الرهان على الوقت
العملاق الروسى أدرك مبكرا ما يحدث وحذر سرا النظام السورى وحينما فشل النظام فى التعامل مع الموقف تحركت روسيا بكل قوة سياسيا وعسكرية واستخبراتيا لدعم بشار ونظامه مستغلة ضعف القيادة الأمريكية وتخبطها...والحقيقة أن روسيا لعبت على عنصر الوقت وقررت أن تراهن عليه فروسيا بخبرتها أدركت أن الوقت لصالح نظام الأسد...فمع الوقت ستجد أمريكا نفسها تدعم الإرهاب الذى صدعت العالم بالحديث عن حربها ضده، مع الوقت سينهار نظام الجماعة فى مصر وينكسر ضلع أساسى من أضلاع المخطط، الوقت هو ما بحثت عنه روسيا والمتابع للاستراتيجية التى استقر على اتباعها الجيش السورى يدرك أنها استراتيجية لا تهدف لإنهاء حرب، بل فقط مدها وتطويلها..استراتيجية تريد ربح الوقت وقد نجحت الاستراتيجية فعلا.

-اليوم
أمريكا اليوم تحارب داعش.. ولكنها ضد بشار، كيف يمكن أن تحارب عدو عدوك ولا يكون هذا دعما لعدوك!؟.

الأمريكان يقولون إنهم سيدعمون المعارضة "المعتدلة" فى سوريا، وأن هذه المعارضة التى عجزت أن تحقق أى نصر حاسم على قوات النظام ستكون مطالبة بمواجهة داعش المنتشى بانتصاراته والمدعم بغنائم عسكرية كبيرة تحصل عليها فى سوريا والعراق.

وكذلك قوات النظام التى بكل تأكيد ستكون حالتها المعنوية مرتفعة، وهى ترى الرابتور أحدث مقاتلات العالم تحلق فوق رؤوسهم، لتضرب خصمهم الأقوى والأخطر...داعش، طبعا عسكريا هذا كلام مضحك خصوصاً عندما ننظر لخريطة سوريا اليوم، حيث سنجد أن المعارضة "المعتدلة" محصورة فى مساحات ضيقة بين قوات النظام وقوات داعش، الواقع الذى تحاول أمريكا إنكاره أنها تقدم خدمة جليلة لنظام بشار بضربها داعش والنصرة، وأن هذا التناقض أدى لتردد بعض الحلفاء الأساسيين كبريطانيا هذا التردد الذى وصل لدرجة إعلان بريطانيا أنها لن تضرب داعش فى سوريا.

هذا الواقع يقول إن أمريكا المجبرة على محاربة داعش، ستضطر غالباً لقبول حلول وسط فيما يخص بقاء النظام السورى، فبجانب الدعم الروسى الكبير للنظام السورى والرفض الحاسم لأى عمل عسكرى غربى أو حتى عربى ضده.

أمريكا تعلم تماماً أنها بحاجة لجنود على الأرض لتنتصر على داعش، وفى سوريا لن تكون قوى ما يعرف بالمعارضة المعتدلة كافية لقهر داعش، ولهذا ستكون أمريكا مضطرة أن تعتمد على قوات النظام حتى ولو أعلنت العكس، أمريكا لا يزال فى طريقها الكثير من الألغام فى منطقة الشرق الأوسط، ولو ظلت تتبع نظرية كل شىء وعكسه فى سياساتها ستنفجر هذه الألغام فى وجه الإدارة الأمريكية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد علام

امريكا .. ابحث عن المصلحة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

فى سوريا ....

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد موسى

لك الله يا سوريا

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح

تحليل نموذجي

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق منير

حلو ولكن

عدد الردود 0

بواسطة:

د. علي مختار

المهم ما بعد سوريا

عدد الردود 0

بواسطة:

Ah Medo

داعش و الطائفية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة