إيران تبدأ تنفيذ الهلال الشيعى لتطويق المنطقة..طهران تدعم الحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان والأسد بسوريا وشيعة البحرين

الثلاثاء، 07 أكتوبر 2014 12:54 م
إيران تبدأ تنفيذ الهلال الشيعى لتطويق المنطقة..طهران تدعم الحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان والأسد بسوريا وشيعة البحرين المخطط الإيرانى يستهدف حزب الله فى لبنان محطة مركزية لتوسيع النفوذ فى المنطقة العربية
كتبت - إسراء أحمد فؤاد " نقلاً عن العدد اليومى"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد ثورات الربيع العربى التى اجتاحت الدول العربية والتى لا تزال آثارها تخيم على بعض الدول، وتشعل أزمات فى دول أخرى، يبرز شيئا فشيئاً دور إيران الغامض فى هذه الأزمات ويفرض نفسه بقوة على علاقات الجمهورية الإسلامية بجيرانها من دول الخليج بل ودول أخرى.

هذا الدور يتنافى مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين التى تدعو لإرساء الاستقرار فى المنطقة، ومع أداء الرئيس حسن روحانى الذى أراد أن يغير وجه بلاده أمام العالم، هذا الدور الغامض ينفيه على الدوام المسؤولون الإيرانيون ويعزون ذلك إلى أن أعداءهم فى المنطقة أرادوا نشر الإيرانو فوبيا أو التخويف الإيرانى، لكن المصلحة الإيرانية تغلب على التصريحات البراقة التى يطلقونها، وبرز فى الأيام الأخيرة مع دعم الحوثيين الشيعة فى اليمن وإثارة القلاقل فى البحرين، والتوغل فى العراق ولبنان، والحليف السورى.

برز الدور الإيرانى جلياً فى اليمن الأيام الأخيرة من خلال دعمها للحوثيين الشيعة عن طريق الدعم المالى واللوجستى، وبعد أن سقطت صنعاء، يوم 21 من الشهر الجارى، فى قبضة مسلحى جماعة الحوثى، حيث بسطت الجماعة سيطرتها على مفاصل الدولة ومعظم المؤسسات الحيوية فيها، ولاسيما مجلس الوزراء، ومقر وزارة الدفاع، ومبنى الإذاعة والتلفزيون، فى ذروة أسابيع من احتجاجات حوثية تطالب بإسقاط الحكومة، والتراجع عن رفع الدعم عن الوقود، رفع صور الإمام الخمينى فى صنعاء بعد سقوطها فى يد الحوثيين، مما لا يدع مجالا للشك فى الدعم الكبير الذى تلقاه الحوثيون من إيران، ما أجبر الرئيس اليمنى، عبدربه منصور هادى، توقيع، اتفاق مع جماعة الحوثى، بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، ومندوبى الحوثيين، وبعض القوى السياسية اليمنية، وأطلق المسؤولون الإيرانيون تصرحات بأن صنعاء العاصمة الرابعة التى التحقت بركاب الثورة الإسلامية والمقاومة.

وعلق محمد الشناوى خبير الشؤون العربية بأن الحوثيين هم الزيدية الشيعية وهى تختلف كثيرا عن الشيعة الاثنى عشرية فى إيران وأقرب إلى أهل السنة، ومع ذلك عملت إيران على دعم الزيديين وتقويتهم لدرجة كسروا فيها أبواب العاصمة صنعاء، ودعمتهم بالسلاح والمال والرجال، ورأى أن النفوذ الإيرانى أصبح حزاما حول منطقة الخليج العربى ومصر، وهناك شيعة فى السعودية والكويت والإباضية فى عمان هذا الحزام الشيعى يهدد مضيق باب المندب.

وقال السفير محمود فرج، السفير السابق فى طهران، إن هناك أخطارا استراتيجية على مصر، لأن إيران تسعى لتتواجد فى باب المندب عن طريق الهلال الشيعى، ولو سيطر الحوثيون على اليمن سيكون باب المندب مثار مشاكل فى المرحلة القادمة، واحتمال وجود مواجهة بين إيران ومصر، لأن هذا المضيق واجهة قناة السويس.

ويشير فرج لـ«اليوم السابع» إلى أن الإيرانيين يحاولون السيطرة على المناطق والمحاور البحرية من منطلق سيطرتها على منطقة الخليج. وهو ما يهدد المصالح المصرية، ودعا لحركة سياسية نشطة من جانب مصر للتوصل إلى حل المشاكل بين إيران ودول الخليج.

ظهر الدعم الإيرانى لشيعة البحرين الذين يشكلون نحو نصف السكان، فى التظاهرات التى خرجت تطالب بإسقاط النظام على غرار دول الربيع العربى، وكذلك فى تصريح المسؤولين وتناول الصحافة بشكل عام أزمة البحرين، وأغضب القادة الإيرانيين كثيرا إرسال المملكة العربية السعودية قوات «درع الجزيرة»، وهو ما ظهر وكأنه تنافس سعودى - إيرانى على البحرين. كذلك التصريحات التى تخرج بين الحين والآخر من المسؤولين الإيرانيين بأن البحرين محافظة إيرانية.

وهنا قال محمود فرج السفير المصرى السابق فى طهران، إن البحرين بها %70 شيعة إيرانيين ووجود قاعدة البحرية الأمريكية فى المنامة كان سبب فشل حركة إيران تجاه البحرين.

منذ أن اشتعلت الثورة السورية الحقيقية «قبل أن تدخل عليها الجماعات المتطرفة» ضد حكم بشار الأسد مطالبين بعزله، لم تعترف بها إيران واعتبرتها جماعات مدعومة للخارج تحاول إسقاط الدولة السورية التى تعتبر الفناء الخلفى لإيران وخط المقاومة التى تسير على أيديولوجيتها، وأخذت تدعم نظام بشار الأسد ماليا ولوجيسيتيا، وكشفت وسائل الإعلام عن إرسال قوات الحرس الثورى للمقاتلة إلى جانب الجيش السورى.

وتعد سوريا بالنسبة لإيران حلقة وصل أساسية لها مع حزب الله، فقد استعانت بالنظام السورى حليفها القديم والمتواجد فى لبنان بقوة لهذا الهدف وأصبحت معظم الأسلحة التى ترسلها طهران إلى الحزب تشحن عن طريق سوريا، وكذلك استمرت سوريا فى دعم حزب الله عسكريا بعد خروجه من لبنان عبر الحدود، لكن دخول الربيع العربى إلى سوريا والتهديد بإسقاط النظام وبالتالى القضاء على الطريق السورى للأسلحة المتوجهة إلى حزب الله، لا يتطلب المرور ببيروت. وهنا وقف حزب الله إلى جانب الأسد وقرر المشاركة فى القتال إلى جانب النظام فى سوريا.

وقال السفير محمود فرج إن الحرس الثورى هو من يحمى الأسد فى سوريا، وهناك تعاون استراتيجى كبير بينهم على سبيل المثال تدرب إيران الطيارين السوريين.

ازداد التغلغل الإيرانى بقوة بعد تولى المالكى رئيس الوزراء العراقى السابق مقاليد الحكم، إلا أنه بدأ يتقلص بعد إقالة المالكى.
وقال محمود الشناوى خبير الشؤون العربية ومدير تحرير وكالة الشرق الأوسط، إن إيران ترى أن العراق الدولة البديلة ووجود إيران فى العراق وهى الحلقة الثانية التى تمتد من طهران ودمشق وضاحية بيروت، نابع من أنها مصدر رئيسى لكل المشتقات النفطية، وكانت هناك عمليات تهريب السولار لها.

وأضاف، ظهرت مؤشرات على أن الدور الإيرانى فى العراق منذ أن أقال حكومة المالكى بدأ بتقليم أظافره بعض الشىء لأن حكومة المالكى كانت وجه إيران فى المنطقة وطبيعة الأدوار بدأت تتغير، ورأى أن عدم مشاركة إيران فى التحالف الدولى ضد داعش مرده إلى أنها تفهم قواعد اللعبة جيدا، وتفهم أن داعش صناعة أمريكية.

وأشار إلى أن إيران كان لها دور كبير فى حماية منطقة «آمرلى» العراقية التى يقطنها الشيعة بميليشيات وعصائب أهل الحق الشيعية، وقال الشناوى إن الجنرال قاسم سليمانى هو من كان يحكم العراق.

وقال محمود فرج إن إيران حاليا لها وجود هام جدا فى العراق عن طريق الأمريكان الذين أعطوا لهم الفرصة وزاد التغلغل والتوغل للحرس الثورى الإيرانى بعد أن تولى المالكى وأصبح له اليد العليا فى العراق.

ومؤخرا كشف العميد أمير على حاجى قائد القوات الجو الفضائية للحرس الثورى، لوكالة أنباء إيرنا، عن تدخل الحرس الثورى بقيادة سليمانى لمحاربة داعش فى العراق، وقال حاجى «جنرالنا العظيم قاسم سليمانى وقف أمام إرهابىّ داعش فى أربيل بـ70 شخصا»، ولم يشير إلى تفاصيل حول مهمة الـ70 شخصا فى العراق.

وما يؤكد ذلك هو كشف المصادر العسكرية فى العراق اتفاقا بين سليمانى ونور المالكى رئيس الوزراء السابق فى آخر أسبوع شغله فى منصبه من أجل إرسال قوات حرس ثورى إلى العراق ضد تنظيم داعش عبر معبر بدرة العراقى.

يتمثل الوجود الإيرانى فى لبنان بتأسيس المقاومة اللبنانية المتمثلة فى حزب الله اللبنانى، وتعتبر القيادات فى إيران حزب الله فى لبنان رأس الحربة فى صراعها مع إسرائيل، والمحافظة عليه تعتبر جزءا أساسيا من المحافظة على نفسها، نظرا للفكر المذهبى الواحد، منذ أن تم الإنفاق على حزب الله وتدريبه وتجهيزه عسكريا ليكون ذراعا عسكرية لها على الأراضى اللبنانية، وأدركت إيران أهمية مشاركة حزبها فى المجتمع السياسى والمدنى اللبنانى، وأن لا يبقى مجرد تنظيم عسكرى، واختار الحزب المشاركة فى القتال إلى جانب النظام فى سوريا لضمان بقائه.

وقال محمود الشناوى خبير الشؤون العربية ومدير تحرير وكالة الشرق الأوسط، إن حزب الله اليد الإيرانية فى لبنان التى تعتبر إكمال الهلال الشيعى، وأضاف أن حزب الله صنعته إيران وحركة «أمل» كانت الممثل الحقيقى للشيعة، وتخطط إيران لأن يكون لبنان محطة مركزية، مضيفا أن النفوذ الإيرانى فى لبنان أصبح بالغ القوة، ويمكنه تعطيل الحكومة، والقيام بعمليات تهريب أسلحة وغسيل أموال، كل هذا مع الحفاظ على الخطوط الحمراء مع إسرائيل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة