أيمن مجدى أيوب يكتب: وقفة مع النفس قبل وقفة عرفات

الأربعاء، 01 أكتوبر 2014 10:14 ص
أيمن مجدى أيوب يكتب: وقفة مع النفس قبل وقفة عرفات حجاج يقفون على جبل عرفات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحيانا يقف الإنسان مع نفسه ويقول "أنا لازم أتغير"، وفجاة يكتشف أنه لم يتغير ما دام واقعه وحياته لم تتغير، ولكنه أحيانا يوهم نفسه أنه تغير كنوع من أنواع التحايل على نفسه، ويخدع نفسه، ولكن الحقيقة تقول إنه لابد أن يصارح نفسه بواقعه الذى يعيش فيه، ومع الأشخاص الذين يتعامل معهم فى محيطة الاجتماعى والأسرى والعملى، وأن يعيد ترتيب أوارقه الداخلية بكل ما تشمل من عيوب وأخطاء فعلها بحق نفسه وبحق الآخرين.

عليه أن يدرك ماذا يريد أن يفعل فى كل مرحلة من حياته، وأن يمتلك إرادة التغيير بأهداف واقعية سهلة تتماشى مع ظروفه وقدارته وموهبته فالإنسان لديه طاقات كبيرة يستطيع أن يفعلها إذا أحسن استغلالها فى طريقها السليم، ولن تأتى هذه الإرادة إلا بايمان قوى بالله عزوجل، وأن يؤمن بالقضاء والقدر، وأن يتوكل على الله ويأخذ بالأسباب وبالسعى نحو إصلاح نفسه كما قال الله فى كتابه الكريم «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم. وأن يسأل الإنسان نفسه دائما هل أدى ما عليه من حقوق وواجبات وطاعة لخالقه؟ أم هناك تقصير؟ ليس كلنا ملائكة ولكن علينا أن نحسن الظن بالله إنه لا يضيع أجر من أحسن عملا.

لابد أن يكون لدينا إيمان راسخ بذلك لأنها هى أقوى أداة أن نستعين بالله فى كل خطوة، وأن ندعو الله فى أى عمل نعمله، وأن نبتعد عن النظرة التشاؤمية التى قد تصيب البعض عندما يخطئ ويفشل فالفشل بداية النحاح فالنهار يسبقه الظلام ولابد أن نتعلم من أخطائنا ونتداركها، ولابد أيضا أن يكون لدينا الإصرار على النجاح والاستمرارية عليه، ويكون لدينا بعد اجتماعى وإنسانى يستطيع أن يساعد الآخرين بكل ما لديه إذا استطاع ذلك لأن الله فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه، فالإنسان طبيب نفسه إذا امتلك أداواته، وتصالح مع نفسه هو مع المحيطين به ويعرف ماله وما عليه وتعامل بروح التسامح والأخوة والمحبة كما كان سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله علية وسلم كان خُلقه القرآن علينا أن نكون قدوة فى كل عمل نعمل فيه، وأن تكون سلوكنا وأخلاقنا تنم على ذلك بضمير يعرف ماذا يعرف ويقول ونحن على أعتاب وقفة عرفات خير يوم تطلع عليه شمس، يوم يباهى الله ملائكته بعبادة الصالحين، فصيام يوم عرفة يغفر سنة ماضية وسنة قادمة، وعلينا أن نكثر من الأعمال الصالحة وربنا يكرم الجميع بحج بيته، والوقوف على عرفة، كما أكرمنى بذلك، وأحمده عليها إنه شعور لا يوصف ومتعة روحانية تمتلك كل أعضاء جسدك وقلبك بالخضوع والخشوع لله حين تذكر الله وتقول "لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك".

فالهدف الأسمى من الحج الركن الخامس ومن كل العبادات هو ذكر الله بالقلب والفعل، كما قال الله فى كتابة الكريم فى آيات الحج: «فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ». وبعدها فى آية أخرى: «فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا فى الدنيا وما له فى الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب» صدق الله العظيم.

اللهم اغفر وارحم واعفو وتكرم وتجاوز عن ما نعلم إنك تعلم ما لانعلم إنك أنت الأعز الأكرم؛ اللهم يسر أمورنا وأحوالنا واعتق رقابنا ورقاب آباءنا وأمهاتنا وإخوتنا من النار؛ واحفظ مصرنا من كل الشرور والفتن.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور سمير البهواشى

الله عليك ....

كلام جميل ليت الكل يعيه .. بارك الله فيك .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة