بعد تكالب الفضائيات على عزاء خالد صالح.. للموت حرمة لا يعرفها اللاهثون وراء السبق فى ساحات العزاء.. يتاجرون بأحزان النجوم ولا يعيرون اهتماما لمشاعر ذويهم.. وآخرون لا يشغلهم سوى السيلفى مع المشاهير

الإثنين، 29 سبتمبر 2014 03:31 م
بعد تكالب الفضائيات على عزاء خالد صالح.. للموت حرمة لا يعرفها اللاهثون وراء السبق فى ساحات العزاء.. يتاجرون بأحزان النجوم ولا يعيرون اهتماما لمشاعر ذويهم.. وآخرون لا يشغلهم سوى السيلفى مع المشاهير خالد صالح
على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"قولى كلمة قولى كلمة؟"، "اوصفلى مشاعرك بعد رحيل خالد صالح؟"، "تحب تقول إيه فى وفاة خالد صالح؟"، "تعليقك إيه على رحيل خالد صالح؟، "توصف خالد صالح بإيه؟ "، أسئلة تكررت مرارا وتكرارا فى جنازة وعزاء الراحل خالد صالح، أسئلة لا ترتقى للحدث، أسئلة لا تراعى مشاعر النجوم أصدقاء خالد أو حتى زوجته وأولاده، أسئلة غير مقبولة أبدا فى تلك المواقف، خاصة وأن للموت حرمة يجب أن يقف لديها الإعلام ويضع حدا فاصلا ويبدأ فى تناسى فكرة السبق والمتاجرة بالأحزان.

المشكلة يستطيع أن يتغلب عليها كل مراسل صحفى لقناة فضائية إذا وضع نفسه فى موقف أهل خالد صالح وأصدقائه ومحبيه، ليرد على تساؤل واحد فقط، هل ستقبل بهذه النوعية من الأسئلة فى ذلك التوقيت؟؟ والإجابة المنطقية بالفعل لا، إذا فكيف تسمح لنفسك أن تقتحم حياة الآخرين بذلك الشكل دون مراعاة لأى مشاعر إنسانية، ويحضرنى مشهد انهيار إحدى قريبات الفنان الراحل خالد صالح والإلحاح الشديد من مراسلة إحدى القنوات الفضائية فى الحصول منها على كلمة فى الوقت الذى تتنفس فيه السيدة المكلومة بصعوبة بسبب حالة الانهيار التى تعيش فيه والفاجعة التى ألمتها وألمت بمحبى صالح، ولا أعرف بالضبط ما الذى يدور داخل ذهن المراسلة سوى مصلحتها ومصلحتها فقط والفوز بتقرير "يقطع القلب" دون مراعاة لمشاعر تلك السيدة المكلومة.

بنفس قدر مشاعر الحب المتدفقة التى ظهرت على وجوه المعزيين بعزاء خالد صالح، جاءت المشاهد المستفزة خارج سرادق العزاء لتؤكد أن هناك خللا واضحا فى تفكير البعض، فهناك كم هائل من القنوات الفضائية والمراسلين الذين يلهثون وراء النجوم وأنصاف النجوم للحصول على كلمة، وآخرون حضروا لمشاهدة النجوم ومتابعة العزاء وكأنهم "حاجزين تذاكر مسرحية صف أول" والمشهد الأكثر استفزازا هو لهث الشباب وراء النجوم لالتقاط الصور السيلفى متناسين تماما قدسية المكان والزمان وحساسية الموقف.

حقيقة كنت أشفق على أقارب خالد صالح مما شاهدوه حول أسوار سرادق العزاء وخارج جنبات دار عمر مكرم للمناسبات فعدد كبير من المراسلين يتعاملون مع الحدث على أنه "عمل" ولا أستطيع أن ألومهم فى ذلك فهو بلغة أكثر فهما يعتبر "أكل عيش" ولكن لأكل العيش أصول ومبادئ يجب أن تراعى فلا يمكن أن يكسر تابوه حرمة الموت بأى شكل من الأشكال فللموت قدسية من قدسية الحدث وارتقاء الروح إلى خالقها، وحتى أكون منصفا لا ألقى اللوم بالكامل على مراسلى الفضائيات ولكن اللوم كل اللوم على المسئولين بتلك القنوات الفضائية والتى تطالب مراسلى الفضائيات بعمل تقارير مع الحاضرين سواء فى الجنازات أو فى العزاء وهو السبب الذى جعل المراسلين يلتفون وراء الزعيم عادل إمام وهو الأمر الذى جعل الزعيم يظل جالسا داخل سيارته لأكثر من 15 دقيقة ليستطيع الخروج وعندما استطاع أن يخرج من السيارة، دخل العزاء بصعوبة شديدة جدا، وهو نفس الموقف الذى حدث مع النجمة ليلى علوى والنجم تامر حسنى والنجم أحمد عدوية والذى لم يراع أحد سنه أو حالته الصحية وقاموا بالهجوم عليه، ذلك الهجوم الذى يدهس المارين والمتواجدين إلى جوار موكب النجم فى تلك اللحظة فلا يبالى اللاهثون وراء السبق برجل عجوز أو بطفل أو بامرأة ساقها القدر أن تكون فى تلك اللحظة بجوار موكب النجم.

ربما على القنوات الفضائية أن تراجع نفسها جيدا فى المتاجرة بمشاعر الناس وأن تحرص على أن تنقل وترصد أجواء الجنازة أو العزاء إن كانت تريد، وتكتفى بذلك بعيدا عن اقتحام حياة الأشخاص والنبش فى قلوب أصدقاء وأقارب المتوفى للحصول على تقرير "سخن"، ولتعفى مراسلها من الحرج أو اتهامه بعد مراعاة مشاعر البشر.

لا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك بعض الممثلين هم من يلهثون وراء تلك المناسبات من أجل عمل "شو" ولجلب الأضواء إليهم وهؤلاء لم يجد المراسل صعوبة فى الوصول إليهم ولم يتزاحم عليهم أحد فهم وحدهم من سيبحثون عن القنوات الفضائية ويسجلون تقريرا "سخن جدا" لا يخلو من النحيب.



موضوعات متعلقة:

مجدى الإبيارى: "الدنيا بعد وفاة خالد صالح ماتستهلش"



الحب وحده يجمع نجوم الفن والسياسة والإعلام فى عزاء خالد صالح.. السقا وهنيدى والصاوى يتلقون العزاء.. والزعيم والجسمى والنبوى ويسرا وليلى علوى أول المعزين.. وحشود غفيرة تملأ عمر مكرم حزنا على الراحل












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة