سفارة العراق بالقاهرة: داعش تسعى لتدمير الدولة الوطنية

الإثنين، 29 سبتمبر 2014 11:55 ص
سفارة العراق بالقاهرة: داعش تسعى لتدمير الدولة الوطنية تنظيم داعش – أرشيفية
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذر المشاركون فى ندوة عقدت بمقر سفارة العراق بالقاهرة - من مخاطر الفكر المتطرف على مستقبل الدول العربية وصورة الإسلام الحنيف، الذى تتمسح به جماعات تسعى لتدمير الدولة الوطنية وتصدر رؤاها وأفكارها التى تخرج عما نادت به الديانات السماوية كافة من تسامح وتعايش وإخاء.. ونبهوا إلى ما يمثله تنظيم (داعش) وممارساته من مخاطر على مستقبل الدولة الوطنية والأمة العربية والإسلامية.

وقال سفير العراق بالقاهرة المندوب الدائم لجامعة الدول العربية ضياء الدباس - فى افتتاح ندوة بعنوان "الأبعاد السياسية والأمنية والدينية لفكر وممارسات تنظيم (داعش) الإرهابى" إن العالم شهد تطورات دراماتيكية عقب إعلان (داعش) عن احتلال محافظتى الموصل وصلاح الدين بالعراق، وأضاف "أن تنظيم (داعش) الإرهابى ارتكب جرائم بشعة لا مثيل لها فى سوريا والعراق، حيث اعتدوا على أتباع الديانات السماوية – مسلمين ومسيحيين - باسم الإسلام الحنيف الذى يرفعون رايته زورا وبهتانا".. محذرا من المخاطر التى يمثلها التنظيم على الدولة الوطنية.

وتابع "أن تنظيم (داعش) الإرهابى تسبب فى هزة عنيفة، وأصبح الإرهاب خطرا داهما لا منجى منه إلا بتضافر الجهود من أجل مكافحته والقضاء عليه، وأضحى ذلك ضرورة ملحة حفاظا على مستقبل الدولة الوطنية"، وأشار إلى أن الهدف من الندوة هو طرح الأفكار والرؤى والتحليلات الخاصة بتنظيم (داعش) تمهيدا لوضع تصورات عملية لمكافحة إرهاب هذا التنظيم .

وردا على سؤال - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - حول صراع فكرتى الدولة الوطنية و"الخلافة الإسلامية" التى يروج لها (داعش) ومساعى التنظيمات المسلحة المتمردة لهدم مكونات الدولة بما يفيد المشروع الغربى للفوضى الخلاقة وفى القلب منه إسرائيل ؟، قال المفكر والكاتب الدكتور مصطفى الفقى "وأهم من يروج أن الخلافة الإسلامية ضد الدولة الوطنية، ففكرة الوطن والدولة المدنية مستقرة فى تقاليد الإسلام وحضارته، ولا علاقة للإسلام بممارسات قطع الرقاب وعمليات الإعدام البشعة للعزل".. وأضاف "أن الرسول الكريم قال عندما هاجر عن مكة لولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت"، وقوله تعالى فى سورة الحجرات "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. "

واستطرد "أن من يروج للتعارض ما بين الأممية والوطنية لا يعرف أن الانتماء للجزء لا يمنع الانتماء للكل، والخلافة ليست نظاما فى الإسلام، فبعد الخلافة الراشدة التى انتهت بالإمام على بن أبى طالب أصبح الحكم ملكا عضودا وبدأ توريث الحكم، رغم أن الأصل هو الاختيار والانتخاب والشورى، فالأمة مصدر السلطات وما تجمع عليه الأمة هو الأصح".

ولفت إلى أن (داعش) لا تمثل الإسلام، مؤكدا "أنها من جماعات الخوارج التى دست علينا ومخترقة من قوى أجنبية، ومن عناصرها أجانب ومتأسلمين وهى أقرب للجريمة المنظمة"، وقال "ليس فى الإسلام ما نشهده من ممارسات الذبح والقتل البشع التى ليست من الإسلام فى شىء"، نحن لا ننتمى لهم وهم لا ينتمون لنا، إننا مستهدفون والعراق قطر له خصوصية وكان منارة للعلم والحضارة فى العصر العباسى، وبه موارد مادية وبشرية ضخمة وتعرض لهجمة شرسة فى السنوات الأخيرة، وكذلك سوريا وأيضا مصر، ودول الجوار غير العربية ليست بعيدة عن المشهد".

وأضاف "الأتراك ليسوا بعيدين عما يحدث ولهم مطامع فى الموصل وشمال العراق، وكذلك الوضع فى سوريا، وبالبحث عن المستفيد نجد "إسرائيل" مرتاحة لحل جيش العراق ومحاولات إضعاف الجيش فى سوريا، ويتم إشغال جيش مصر فى مكافحة الإرهاب، وداعش تلتقى مع أهداف إسرائيل التوسعية والاستيطانية، وكأننا ندعو الأجنبى ليعالج مرض الإرهاب السرطانى داخلنا".

وقال "إن الإرهاب كل لا يتجزأ "وداعش" نبتت من القاعدة، وتيارات الإسلام السياسى على اختلافها ولدت من رحم جماعة "الإخوان المسلمين"، لا أستطيع اتهام كل التيارات بالعنف جملة، إلا أن رحم الإخوان أخرج متطرفين مختلفين فى الدرجة، ولكن ليست كل التيارات تدعم العنف وتمارس الإرهاب. "

وتابع "من تحاربهم مصر فى سيناء لا يختلفون عمن يواجهونهم فى سوريا والعراق، فهذا خطر مشترك يستهدف الأمة العربية، هؤلاء مجموعة من الخوارج وليس هذا بعيدا عنا، فقد واجهنا جماعات تتستر بالدين وتستغله ولا تعرف عنه شىء، متسائلا هل فى الإسلام طرد أهل الذمة الأقرب منا مودة، إن ما يجرى على أرضنا يشوه صورة الإسلام الحنيف السمح. "

ودعا إلى تضافر الجهود العربية والإسلامية لمواجهة همجية الإرهاب والتطرف، وقال" لابد من تعاون سياسى وأمنى بين الدول ومن خلال جامعة الدول العربية والتعاون الإسلامى والمنظمات الدولية لفضح ومكافحة هذه الممارسات الإرهابية"، لافتا إلى حادثة اختطاف وقتل الدبلوماسى المصرى فى العراق إيهاب الشريف منذ سنوات.

وطالب بنبذ الطائفية وقال "إن الشعب المصرى سنى المذهب شيعى الهوى يحب أهل البيت"، وأضاف "أن الطائفية صنعتها بريطانيا سابقا فى المنطقة وترعاها أمريكا حاليا، ولابد أن نحارب الطائفية وندعو إلى الوحدة ونبتعد عن التصنيفات التى تفرقنا، ونلتقى من أجل صناعة مستقبل أفضل بعيدا عن ممارسات جماعات لا يمكن تصور المشاهد التى تصدرها من ذبح وقتل وتدمير وحرق تحدث فى عام 2014.

- داعش والطائفية -
وحذر الشيخ أحمد كريمة من أن الفكر المنحرف يجرف صحيح الإسلام، وقال "نبتت أشواك الفكر المنحرف فى عهد الإمام على بفكر الخوارج"، لافتا إلى مخاطر فكر الخوارج على مستقبل الأمة الإسلامية لأنهم يقتلون أهل الإسلام، ونبه إلى أن الفكر الدينى المغلوط قائم على القياس الخاطئ، وقال "إن الخلافة لم تكن فى صحيح الإسلام عملا سياسيا"، مشيرا إلى الاستدلالات الخاطئة فى مفهوم التدين السطحى واقتصاره على الشكل دون المضمون، وقال"إن المؤسسات الدينية قصرت فى مكافحة الفكر المنحرف، واقترح تدابير وقائية تقوم على التعلم الدين الصحيح وفقه الواقع وضبط مصطلحات: الإمامة والخلافة والشريعة، فالدولة فى الإسلام مدنية يعظم فيها الإسلام".

وطالب وزراء الأوقاف ومنظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الحكومية للبدء فى علاج ناجح يصوب الفكر الخاطئ من خلال عمل مؤسسى عربى وإسلامى على المستوى الإقليمى والعالمى بعيدا عن الشجب والإدانة وسن تشريعات حاسمة ضد فكر الخوارج إلى جانب مواجهة الجماعات المسلحة بالقوة حتى تعود إلى الطريق القويم.

ورأى مستشار الشئون العربية فى "المؤتمر الوطنى" العراقى محمد أبو جلل، أنه لاحرب طائفية فى العراق، وقال "إن قوات الحشد الشعبى حمت بغداد من السقوط فى أيدى داعش، وحررت آمرلى وأيضا الضلوعية السنية، فداعش تقتل العراقيين سنة وشيعة ومسيحيين ويزيديين وعرب وأكراد".. وأضاف "أن جيش العراق هو لكل العراقيين" .. مطالبا وسائل الإعلام العربية بمساندة دولة العراق، محذرا من سقوط العراق وأن انهياره سقوط وانهيار لمنظومة الدفاع العربى .

ونوه إلى أن العراق سيخرج من هذه المحنة بإرادة العراقيين وجيشه الوطنى الذى يقوم منذ سقوط الموصل وصلاح الدين بجهود كبيرة لمحاربة داعش برا وجوا.

ومن جانبه، أكد المستشار محمد الدمرداش الذى أدار الندوة أن العراق هو درع الأمة وتصدى مرات عديدة وتعاقبت عليه محن كثيرة خرج منها قويا، واصفا تنظيم (داعش) بأنه عصابات تستهدف كل الدول العربية تعتنق فكر الترويع والإرهاب.

"خرائط الدم والوهم"
وعرض الكاتب الصحفى محمود الشناوى لتجربته فى العراق، حيث كان مديرا لمكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط فى بغداد خلال الفترة 2006 -2010، ولكتابه الجديد " داعش.. خرائط الدم والوهم" الذى يرصد المجموعات المسلحة المرتبطة بفكر "القاعدة" وتلك التى تشكلت من منطلقات طائفية، وقال" إن القاعدة بدأت فى العراق بتنظيم التوحيد والجهاد بقيادة أبو مصعب الزرقاوى، ثم مجلس شورى المجاهدين، فالقاعدة فى بلاد الرافدين، وكانت حاضنة التنظيم الذى تطور إلى (داعش) فى منطقة وسط العراق، والذى بدأ تنظيما إرهابيا ضد المحتل وتطور إلى تنظيم دول العراق الإسلامية ذات الفكر التكفيرى، وانتهى إلى تنظيم (داعش)، الذى قتل السنة والشيعة وشيوخ العشائر، وانقلبت عليه العشائر وحاربته نتيجة لممارساته" .. داعيا إلى إعادة إحياء الصحوات، وقال "محاربة داعش بالقوة العسكرية ليس كافيا بل لابد من تطوير الخطاب الدينى، وعدم توفير حاضنة تشوه فكر الشباب الطامح إلى تحقيق العدالة".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة