عبده قاسم: التاريخ يصنعه الناس ويسرقه الحكام

الجمعة، 05 فبراير 2010 08:20 م
عبده قاسم: التاريخ يصنعه الناس ويسرقه الحكام جانب من الندوة التى عقدت لتكريم المؤرخ عبده قاسم بعد حصوله على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية
كتبت سارة علام تصوير محمود حفناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد المؤرخ الكبير قاسم عبده قاسم أن من يدعون الحديث باسم الإسلام يسيطرون على السوق الثقافية فى مصر، خاصة سوق الكتاب المسموع أو المحاضرات المسجلة على شرائط كاسيت، وقال: سجلت كتابين مسموعين وحققا مبيعات عالية، لكن بعد فترة كان تجار التجزئة فى الأحياء والمناطق الشعبية يسألون الموزعين الذين يقومون بتوزيع شرائطى هل هذا د يرتدى العمامة أم لا؟، وهل هو حليق الذقن أم يعفيها؟، وعندما علموا أننى ذكرت أن المصريين ساهموا فى الانقلاب على عثمان بن عفان، وهو ثابت تاريخيا ورفضوا توزيع الشريط.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت لتكريمه بعد حصوله على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية العام الماضى، وأدارها د.أحمد زكريا الشلق بمعرض الكتاب.
وأكد المؤرخ "قاسم عبده قاسم" أنه لم يكن يحب التاريخ للدرجة التى جعلته يحصل على 16 من 40 فى امتحان التاريخ بالثانوية العامة، إلا أن د.محمد أنيس الذى كان يدرس له بالجامعة جعله يعيد النظر، لتتحول تلك الكراهية للتاريخ إلى غرام وعشق.
وأشار إلى أن دروس التاريخ التى تلقاها قبل الجامعة هى السبب فى نفوره من التاريخ، وربما هى السبب أيضا فى نفور غالبية المصريين من التاريخ.
واستكمل "قاسم" وبعد أن تخرجت من الجامعة أرسلت فى بعثة إلى فرنسا تعلمت فيها الكثير واكتشفت أن التاريخ هو قصة الإنسان فى الكون بكل آمه وأحلامه، وبكل رفعته وخسته وأن الإنسان فى الكون هو تلك النفس التى طورها الله تعالى بكل متناقضاتها.
وأضاف "التاريخ يصنعه الناس ويسرقه الحكام، لذلك فهناك اتجاهات حديثة فى دراسة التاريخ حاليا، وهى دراسة التاريخ من أسفل، أى من القاعدة الجماهيرية إلى القمة وهى الحكام وليس العكس، لذلك عاد الاهتمام بالتاريخ الشفاهى وبالموروث الشعبى، وليس مجرد الوثائق التى لا تعكس سوى وجهة نظر الحاكم فقط.
وضرب مثلا: إذا اعتمدنا على وثيقة مثل قانون المرور الحالى سنفهم من خلالها أن المرور فى مصر فى تلك الفترة كان منظما، وهو ما يتناقض مع الواقع الذى نعيشه".
وحذر "قاسم" من أن يتبع المؤرخ أيديولوجيا معينة، لأن العلم نقيض الأيدولوجيا فهى موقف مسبق وانحياز عاطفى ووجدانى لفكر ما، أما العلم فهو قفزة فى المجهول لاكتشاف شيئا ما، مما يحتاج إثارة عقلية وشجاعة وخيال.
وربط "قاسم" بين الشعر والتاريخ، فكلما قرأنا الشعر الذى كتب فى فترة معينة وجدناه مصدرا للتاريخ، وكذلك التاريخ فهو أيضا مادة خصبة وثرية للأدب مثل الإلياذة والأوديسة فهما مثالان حيان على امتزاج التاريخ بالأدب، لذلك فإن المؤرخ الذى ينقصه الخيال ليس مؤرخا.
وتحدث "قاسم" عن تعليم التاريخ فى مرحلة التعليم ما قبل الجامعى، وقال "أعددت دراسة عن تدريس التاريخ فى المدارس، وكانت النتائج صادمة فاكتشفت أن مناهج الصفوف الأول والثانى والثالث الابتدائى تخلو تماما من التاريخ، بينما تكمن المهزلة فى الصف الرابع الابتدائى الذى يدرس فيه الطلاب الشخصية التاريخية التى تنتمى إلى محافظته، فتجد مثلا سيدنا إبراهيم عليه السلام ينتمى إلى شمال سيناء وينتمى موسى إلى جنوب سيناء وهكذا.. ووصف "قاسم" القائمين على إعداد تلك المناهج بمقاولى تأليف المناهج، وأشار أيضا إلى عدم تخصص أى منهم بالتاريخ.
وعبر "قاسم" عن أسفه من مستوى الأعمال التاريخية فى الدراما والتليفزيون وسخر من ذلك قائلا "لازم لما يكون فى فيلم تاريخى يقعد الخليفة وأدامه شوية عيال بتسكر وبنات بترقص"، وضرب مثلا آخر بمسلسل "هارون الرشيد" الخليفة العباسى، حيث صنعت المشرفة على الملابس للخليفة "هارون" عمامة زرقاء وهى التى كان يرتديها النصارى وقال: توجهت إليها وسألتها "يا ست الخليفة هارون الرشيد كان نصرانى؟!".
وعبر "الشلق" عن إعجابه بقاسم واستحقاقه للجائزة، وقال "قاسم عبده قاسم مؤرخ ومفكر ومترجم أعاد قراءة التاريخ وتقديمه وله إسهامات فكرية عديدة فى تخصصه عصر المماليك والحروب الصليبية، وكذلك تراجم فى التاريخ وغيره من المجالات، لذلك فإن جائزة الدولة تشرفت به".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة