وكانت بداية علاقة محفوظ بالسينما فى نهاية الأربعينيات من القرن الماضى، وفى تلك الفترة كان المخرج الكبير صلاح أبو سيف، يخطو خطواته الأولى فى عالم الإخراج وكان للقائه بنجيب محفوظ أثر كبير فى نفسه، وعرض عليه أن يكتب للسينما، وقتها لم يفكر محفوظ فى تقديم أحد أعماله لإنتاجها كفيلم سينمائى، حيث كان ينظر لتلك الأعمال كروايات أدبية تصلح فى المقام الأول للقراءة.
ومن هنا بدأ الثنائى نجيب محفوظ، وصلاح أبو سيف فى كتابة سيناريو فيلم "المنتقم" وقدم عام 1947، وفى عام 1951 كتب محفوظ سيناريو فيلم "لك يوم يا ظالم" وأخرجه أبو سيف أيضًا، واستمر هذا الثنائى فى أعمال أخرى مثل "ريا وسكينة" وهو الفيلم الذى لاقى نجاحًا كبيرًا، بعدما استطاع محفوظ تقديم حبكة درامية شديدة التميز.
وبعدها توالت أعمال محفوظ للسينما، وكان من أشهر أعماله الثلاثية "بين القصرين، خان الخليلى، وقصر الشوق"، وكذلك "ميرامار، السمان والخريف، أميرة حبى أنا، الكرنك، الشيطان يعظ، الحرافيش، التوت والنبوت، الجوع، الحب فوق هضبة الهرم، الشريدة، والطريق"، وغيرها من الأفلام التى أثرت السينما المصرية برصيد سينمائى يحسب لها حتى الآن.
ولم يتوقف تعامل السينما مع أعمال محفوظ على المستوى المحلى فقط، إذ بعد حصوله على جائزة نوبل عام 1988 التفتت السينما العالمية إلى أعماله، فتم تقديم الفيلم المكسيكى "حارة المعجزات" المأخوذ عن "زقاق المدق"، كما قدمت السينما فى أذربيجان فيلم "اعترف" عن رواية "اللص والكلاب".
ونستعرض هنا عددا من أفيشات أفلام نجيب محفوظ، وهى تعتبر من أشهر أفلامه، وأنجحها.
أفيش بين القصرين من إنتاج عام ١٩٦٤م، وإخراج حسين الإمام، من بطولة مها صبرى، يحيى شاهين، عبدالمنعم إبراهيم، هالة فاخر، زوزو نبيل، يستعرض الفيلم المسارات الحياتية لأسرة السيد أحمد عبد الجواد خلال فترة الاحتلال الإنجليزى وقبيل اندلاع 1919، بدءًا من رب الأسرة الذى يتعامل بصرامة شديدة مع أفراد عائلته، بينما هو يعيش ليلًا حياة من اللهو والانحلال
أفيش قصر الشوق، وهو الجزء الثانى لفيلم بين القصرين، وإنتاج عام 1966م، بعد أن مات ابنه فهمى، تمر خمس سنوات، ويخرج الأب إلى الحياة، ويقرر أحمد عبدالجواد العودة إلى منزل زبيدة العالمة
أفيش فيلم خان الخليلى، بطولة عماد حمدى، وسميرة أحمد وحسن يوسف، وإخراج عاطف سالم، وإنتاج عام 1966م، ويدور حول شخصية أحمد الذى يضطر لقطع دراسته حتى يعول أسرته، وليستكمل شقيقة الأصغر رشدى دراسته، وينتقل بأسرته من السكاكينى إلى خان الخليلى، وهناك تتطور الأحداث.
أفيش فيلم ميرامار، وهو إنتاج عام 1969م، وإخراج كمال الشيخ، وبطولة شادية، عماد حمدى، نادية الجندى، ويوسف شعبان، ولاقى الفيلم اعتراضًا من قبل جهاز الرقابة وقت عرضه، وذلك لتعرضه الدائم لحوارت بين أبطاله عن الفساد الذى شاع فى البلد، وقد شاهده الرئيس عبد الناصر بنفسه ووافق على عرضه
أفيش "السمان والخريف"، من إنتاج عام 1976م، بطولة محمود مرسى، ونادية لطفى، وعادل أدهم، وإخراج حسام الدين مصطفى، تدرو أحداث الفيلم حول شخصية عيسى الدباغ (محمود مرسى) ذلك الشاب الذى ينتمى لأحد الأحزاب والتى انتهى دورها بعد ثورة يوليو، فيتخبط فى حياته وبعد أن يستبعد من المراكز الحساسة التى كان يتولاها يلتقى بفتاة الليل زيزى (نادية لطفى)
أفيش "أميرة حبى أنا" وهو من إنتاج عام 1974م، وإخراج حسن الإمام، وبطولة سعاد حسنى، حسين فهمى، سمير غانم، كريمة مختار؛ وقدمت سعاد حسنى عددًا من الأغانى فى هذا الفيلم أشهرها "الدنيا ربيع، وبمبى"
أفيش "الشيطان يعظ"، إنتاج عام 1981م، وإخراج أشرف فهمى، وبطولة فريد شوقى، نبيلة عبيد، وعادل أدهم، ونور الشريف، تدور قصة الفيلم حول عالم الفتوات فى الحوارى المصرية القديمة، حيث تبدأ القصة بموافقة الفتوة الأكبر على انضمام شاب إلى أتباعه، لكنه يطلب منه البحث عن أجمل فتيات الحارة، وعندما يعثر عليها يقع فى حبها، ويتزوجها ويطلب الحماية من فتوة آخر معادٍ لفتوة حارته
أفيش فيلم "الحرافيش" من إنتاج عام 1986م، وإخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة محمود ياسين، وليلى علوى، وممدوح عبد العليم، وصلاح قابيل، وصفية العمرى، وتدور أحداثه حول عالم الغلابة الذى يحكمه قانون القوة والفتونة، سليمان الناجى فتوة الغلابة، يشب الحريق فى بيته بسبب رضوانة زوجة ابنه البكرى بكر، التى تقع فى غرام شقيقه خضر، وعندما يكتشف بكر ذلك يحاول قتل شقيقه ويتهمه بخيانته
أفيش "التوت والنبوت" من إنتاج عام 1986م، وإخراج نيازى مصطفى، وبطولة عزت العلايلى، تيسير فهمى، أمينة رزق، حمدى غيث، وسمير صبرى، ترتكز أحداث الفيلم على الجزء الأخير من رواية الحرافيش للأديب نجيب محفوظ، فى منطقة القاهرة القديمة، وفى عصر الفتوات والحرافيش
أفيش "الجوع" إنتاج عام 1986م، وإخراج على بدرخان، وبطولة سعاد حسنى، محمود عبد العزيز، ولمس الفيلم أبعاد سياسية غاية فى الأهمية، فصعود بطل شعبى من وسط مجموعة من الناس الفقراء يختارونه بمحض إرادتهم لمواجهة القهر والظلم، ليحقق لهم الأمن والأمان، فإذا به يتحول بسرعة البرق إلى ديكتاتور ظالم فاسد
أفيش "الحب فوق هضبة الهرم"، إنتاج عام 1986م، وإخراج عاطف الطيب، وبطولة أحمد زكى، وآثار الحكيم، ويدور فى اطار اجتماعى واقعى، حول شاب وفتاه يتزوجان سرا نظرا لعدم القدرة على تكاليف الحياة الباهظة، وحين حاولا ممارسة الحياة الزوجية الطبيعية لم يجدا أفضل من جدران الأهرامات ساترا لهما حتى وقعا فى قبضة بوليس الآداب
أفيش "الشريدة" إنتاج سنة 1980م، وبطولة وإخراج أشرف فهمى، وبطولة محمود عبد العزيز، نجلاء فتحى، ونبيلة عبيد، ويدور الفيلم حول ليلى المحامية الناجحة، المتزوجة من المقاول الثرى فتحى، لكن تختلف ثقافة كل منهما، فهو جاهل أما هى فمتعلمة، ورغم أنها من أسرة فقيرة، فإنها تحس أن وضعها الثقافى يجعلها تتعالى عليه.
أفيش "الطريق" من إنتاج عام 1964م، وإخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة شادية ورجدى أباظة، وسعاد حسنى، وتحية كاريوكا
أفيش "اللص والكلاب"، من إنتاج عام 1962م، وإخراج كمال الشيخ، وبطولة شادية، وشكرى سرحان، وتدور قصته حول البطل الرئيسى سعيد مهران الذى يدخل السجن بفعل وشاية يقوم بها رجل اسمه عليش الذى بدوره يقوم بالزواج من زوجة سعيد بعد تطليقها منه، وبعدها يخرج سعيد من السجن لينتقم من زوجته
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة