خبير عالمى «يعيد الحياة» لـ«آذان الأطفال» بمعهد السمع.. الطبيب البلجيكى الزائر: عمليات زراعة قوقعة الأذن تحتاج إلى دعم كبير.. والجراحون المصريون متميزون

الثلاثاء، 26 أغسطس 2014 01:53 م
خبير عالمى «يعيد الحياة» لـ«آذان الأطفال» بمعهد السمع.. الطبيب البلجيكى الزائر: عمليات زراعة قوقعة الأذن تحتاج إلى دعم كبير.. والجراحون المصريون متميزون الطفل عمار الذى جاء به والده من الفيوم بعد رحلة مع ابنه منذ ولادته
تحقيق - آلاء الفقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عمر وعمار وجنات أطفال فى سن الزهور، جمعهم المرض ووحدهم الصمت أصبحوا أصدقاء قبل أن يسمع كل منهم صوت الآخر، التقوا فى معهد السمع والكلام.

عمار طفل يبلغ من العمر 5 أعوام يعانى من ضعف فى السمع منذ ولادته نتيجة لزواج الأقارب، فمنذ ولادته اعتاد والده أن يحمله من الفيوم ليطرق أبواب الأطباء فى القاهرة ليعرف ما أصاب طفله الذى لم يكن يسمع، وفى نهاية المشوار لجأ الأب إلى معهد السمع والكلام وعلم السبب الرئيسى وهو أن عمار يعانى من ضعف سمع وراثى نتيجة زواج الأب من ابنة عمه، وبعد خمس سنوات من المعاناة أجرى عمار عملية زرع قوقعة بالأذن فى معهد السمع والكلام فى شهر إبريل الماضى، والنتيجة الآن أن عمار أصبح يمارس حياته بشكل طبيعى مثله مثل أى طفل.

أما بالنسبة لعمر وجنات، فهما طفلان جمعتهما روح المرح واللعب فى معهد السمع والكلام، جنات محمد طفلة ولدت تسمع وتتكلم، لكنها أصيبت بحمى أثرت عليها، أصيبت الأم بالفزع بعد أن لاحظت أن ابنتها لا تستجيب لها وليس لديها أى ردود أفعال، هنا ذهبت الأم للطبيب وقامت بإجراء فحص للسمع عن طريق قياس السمع بالكمبيوتر، واكتشفت أن الحمى أثرت على السمع وأدت لضعفه، وكان المنقذ فى معهد السمع والكلام الذى أعاد صوت الحياة لجنات بعد إجراء عملية زرع قوقعة حتى تعيش كطفلة تتمتع بالحياة مثل أطفال سنها.

أما عمر رفيق جنات بمعهد السمع والكلام الذى يبلغ من العمر 6 سنوات فكان يعانى من ضعف سمع شديد، نتيجة للإصابة بتشنجات حرارية شديدة أثرت عليه وأدت إلى ضعف سمعه، وهو ما تطلب إجراء عملية جراحية لزراعة القوقعة تم شفاؤه بعدها.

عشرات الحالات للأطفال فى معهد السمع والكلام تنتظر الشفاء وتتطلع لإجراء جراحة زرع قوقعة حتى يخرجوا من سجن السكون ويستمعوا إلى صوت الحياة يعود لهم كما عاد لعمر وجنات وعمار، على أيدى عدد من الأطباء المصريين الذين أتقنوا هذه العمليات فى معهد السمع والكلام، الذى يهتم باستقدام الخبراء الأجانب للاستفادة بخبراتهم فى هذا المجال وهو ما حدث مؤخرا، حيث استعان المعهد بخبير بلجيكى لإجراء عدد من عمليات زرع القوقعة خلال الأسبوع الحالى وبداية من يوم الجمعة الماضى ليعيد البسمة على شفاه هؤلاء الأطفال الذين يعانى أغلبهم من ضعف السمع بسبب زواج الأقارب.

يعد زواج الأقارب من أكثر الأسباب التى تؤدى إلى إصابة الأطفال بأمراض السمع كضعف السمع الوراثى وغيرها من الأمراض السمعية الأخرى التى قد تتطلب «زراعة القوقعة»، والتى يوجد صعوبة فى إجرائها نتيجة للتكاليف العالية، لكن فى الفترة الأخيرة أصبح من الممكن إجراؤها فى معهد السمع والكلام، الذى يضم العديد من حالات الأطفال الذين توجد لديهم مشاكل بالسمع، ويحتاجون «لزراعة القوقعة».

ويضم معهد السمع والكلام الذى تم إنشاؤه فى عام 1968، عدة أقسام رئيسية مثل قسم الأنف والأذن والحنجرة وقسم التخاطب والسمعيات، وتوجد أيضًا أقسام مساعدة مثل المعامل والصيدلية، كما يشهد المعهد إجراء جميع العمليات الدقيقة مثل عمليات الأنف والأذن والحنجرة وعمليات الأذن والليزر وجراحة الوجه والفكين، وجميع الاختبارات السمعية، بالإضافة إلى وحدة الأطفال حديثى الولادة الذين يعانون من مشاكل بالسمع.

وأشار الدكتور محمد حسنى، استشارى الأنف والأذن والحنجرة ومدير معهد السمع والكلام، إلى أن الخبير البلجيكى أندريه زروافسكى جراح الأنف والأذن والحنجرة أشرف على إجراء 8 عمليات زراعة القوقعة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين عامين و6 أعوام داخل المعهد أيام الجمعة والسبت والأحد، وشارك أيضا مجموعة من الجراحين المصريين فى إجراء عملية زراعة القوقعة، ومن بينهم الدكتور محمد حسنى استشارى جراحة الأنف والأذن والحنجرة، والدكتور إيهاب سيفين استشارى الأنف والأذن والحنجرة ومدير العمليات فى معهد السمع والكلام، والدكتور نادر الفقى استشارى جراحة الأنف والأذن والحنجرة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد حسنى، إن مشاكل السمع التى تعرض لها الأطفال الذين خضعوا لعملية زراعة القوقعة كانت نتيجة لزواج الأقارب، بالإضافة إلى بعض الأسباب الأخرى مثل الحمى الشوكية ومتلازمة وردينبيرج.

وتابع استشارى الأنف والأذن والحنجرة، أن عمليات زراعة القوقعة فى معهد السمع والكلام بدأت فى عام 2001، حيث تمت زراعة القوقعة لخمس حالات ثم توقف المشروع حتى عام 2002 نتيجة لقلة الإمكانيات وارتفاع التكاليف، فتكلفة سعر القوقعة 200 ألف جنيه، لافتا إلى أن زراعة القوقعة عادت مرة أخرى فى سبتمبر 2013، وذلك بعد أن تم تكوين فريق من الأطباء يشمل 6 جراحين استشاريين فى جراحة الأذن والأنف والحنجرة، و6 استشاريى سمعيات، و5 أطباء استشاريى تخاطب، ويقوم الفريق الطبى بالاعتناء بالطفل من بداية إصابته بمشكلة بالسمع، حيث يتم تحضير الطفل ومتابعته قبل وبعد إجراء زراعة القوقعة.

وأضاف د. محمد، أنه لتحديد زراعة قوقعة للطفل يتم استقباله من قبل لجنة بمعهد السمع والكلام، ومن خلالها يتم فحصه إكلينيكيا، وفحص سمعى وفحوصات رنين ودم، ثم بعد ذلك يتم تجهيز تخاطبى وتجهيز من قسم السمعيات للجراحة، حيث تتم متابعة الطفل من 6 شهور لسنتين بعد إجراء زراعة القوقعة، ويجرى له اختبارات سمعية واختبارات للذكاء، ومن خلالها يتم تحديد عملية زراعة القوقعة للطفل، تحت إشراف بروتوكول خاص لاختيار المريض.

كما ذكر الطبيب، أنه يوجد صندوق تبرعات بمعهد السمع والكلام لزراعة القوقعة بالمعهد، وذلك لإجراء عمليات زرع القوقعة للكثير من الأطفال الذين لا تمتلك أسرهم تكلفة هذه الجراحات.

«اليوم السابع» تحدثت مع الخبير البلجيكى أندريه زراوفسكى جراح الأنف والأذن والحنجرة عن رأيه فى معهد السمع والكلام، فرد قائلا: إن المعهد مجهز تجهيزا عاليا بالأجهزة والآلات الحديثة، كما أن فريق الأطباء الموجودين مستواهم متميز وعالٍ، لافتا إلى أن عمليات زراعة القوقعة التى تم إجراؤها من قبل الأطباء المصريين بإشراف الخبير البلجيكى كانت مطابقة للمواصفات والمقاييس.

أما عن رأيه حول الجراح المصرى، فأجاب بأن الجراح المصرى ممتاز مثله مثل الجراحين فى أمريكا وأوروبا، موضحا أن المشكلة التى توجد فى مصر هى مشكلة البرامج الصحية، حيث لا يوجد مسح سمعى للأطفال حديثى الولادة، ويظل الطفل يعانى من مشكلة بالسمع حتى يصل لسن خمس سنوات بدلا من الاكتشاف فى سن مبكرة.

وأوضح الخبير البلجيكى أن عمليات زراعة القوقعة فى مصر تحتاج إلى دعم مادى أكثر، حتى يستطيع جميع الأطفال الذين يعانون من مشكلات بالسمع إجراء زراعة القوقعة ليعود لهم صوت الحياة، مؤكدا أنه فى الخارج يتم زراعة الأذنين حتى فى حالة وجود ضعف فى أذن واحدة فقط، بخلاف مصر فيتم زراعة القوقعة إذا كان يوجد فقط ضعف فى الأذنين ويركب الطفل سماعة فى أذن واحدة فقط نتيجة لزيادة التكاليف المادية للعمليات وعدم قدرة الأهالى على تحملها.

ينصح د. أندريه بأنه للحفاظ على صحة السمع، يجب مواجهة ثقافة المجتمع الخاصة بزواج الأقارب، حيث وجد أن معظم حالات الأطفال التى يتم لها زراعة القوقعة تكون نتيجة زواج الأقارب بسبب ضعف السمع الوراثى.

وشدد الدكتور إيهاب سيفين، استشارى الأنف والأذن والحنجرة ومدير العمليات فى معهد السمع والكلام، على أن الطفلة التى قام بإجراء عملية لها عمرها 3 سنين مصابة بفقد السمع، نتيجة لزواج الأقارب.

ومن جانبها، قالت الدكتورة إيمان عبدالبديع، رئيس قسم السمعيات بمعهد السمع والكلام، إنه لا يتم إجراء عملية زراعة القوقعة لكل طفل مصاب بضعف سمع، حيث توجد مواصفات معينة للوصول للنتيجة المطلوبة منها درجة ضعف السمع ومدته إذا كان الطفل ارتدى سماعة أو لا، فإذا كان الطفل وصل لسن سنتين ولم يقم بتركيب سماعة فذلك من الحالات التى يصعب معها إجراء زراعة قوقعة، لأنه يجب أن يقوم الطفل بارتداء سماعة على الأقل لمدة 6 شهور، ويجب متابعته أثناء ارتداء السماعة فترة ثم يتم تحديد إذا كان الطفل يصلح أو لا لإجراء عملية زراعة القوقعة، لأن سن الطفل كلما كان أصغر كانت النتيجة أفضل.


الخبير البلجيكى يتوسط الجراحين المصريين بعد إجراء عملية زراعة القوقعة لـ10 حالات من المرحلة الثانية لعمليات زراعة القوقعة ومعه الطفل عمر الذى عاد له السمع مرة أخرى


الطفل عمار الذى جاء به والده من الفيوم بعد رحلة مع ابنه منذ ولادته، ففى معهد السمع عادت له الحياة مرة أخرى


الدكتور محمد حسنى مدير معهد السمع والكلام: بعد إيقاف إجراء عمليات زراعة القوقعة نتيجة لارتفاع التكاليف تعود مرة أخرى بـ10 حالات تحت إشراف الخبير البلجيكى


الطفل عمر بعد إجراء عملية زراعة القوقعة فى شهر إبريل الماضى









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أيمن ماضى

اريد عنوان المعهد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة