فى الذكرى الـ85 لميلاد أبو عمار.. ياسر عرفات أول رئيس لفلسطين و"مهندس" المقاومة فى "فتح".. تجند بالجيش المصرى فى حرب 56.. وقاد "منظمة التحرير" لمواجهة عدوان الاحتلال.. ووقع "أوسلو" لإقامة سلطة وطنية

الأحد، 24 أغسطس 2014 10:20 ص
فى الذكرى الـ85 لميلاد أبو عمار.. ياسر عرفات أول رئيس لفلسطين و"مهندس" المقاومة فى "فتح".. تجند بالجيش المصرى فى حرب 56.. وقاد "منظمة التحرير" لمواجهة عدوان الاحتلال.. ووقع "أوسلو" لإقامة سلطة وطنية ياسر عرفات
كتب رأفت إبراهيم - أشرف عزوز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خاض نضالا وجهادا لا يلين طوال أكثر من نصف قرن على مختلف الجبهات، أعاد الحياة لاسم فلسطين ولقضية شعبها فى الوعى الإنسانى، ووضع القضية الفلسطينية على الخارطة السياسية العالمية وقائد الشعب الفلسطينى وفجر ثورته الحديثة، حتى أصبح أبرز القادة العظام فى العالم خلال القرن العشرين.

منذ ولادته حتى وفاته، كانت فلسطين على موعد مستمر معه، فقد حمل فى مسيرة حياته كلها فلسطين وطنا وقضية أملا وهما حملها والتصق بها لدرجة صار فيها الاسمان مترادفين لسنوات طويلة، إن ذكرت فلسطين ذكر ياسر عرفات وإن قلت عرفات عرف أنك تعنى فلسطين.

ولد محمد ياسر عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسينى الذى اشتهر لاحقا باسم ياسر عرفات فى القدس يوم 4 أغسطس 1929 ليكون ترتيبه السادس فى أسرة الأب والأم زهوة خليل أبو السعود، ونشأ فى أجواء أسرية حميمة برعاية والده الذى كان يعمل فى التجارة متنقلا بين القدس، حيث كان يمتلك متجرا للحبوب فى سوق خان الزيت وغزة والقاهرة، وأمه زهوة التى كانت تقيم مع زوجها فى القاهرة وتزور القدس فى كل عام، وكانت تقيم مع أطفالها فى منزل شقيقها سليم، وقد أنجبت ياسر وفتحى فى ذلك البيت، وكانت قد سكنت مع زوجها قبل سفر العائلة إلى مصر فى" الميلوية" وفى" الواد" قرب الحرم القدسى.

ورافقت زهوة زوجها عند انتقاله إلى القاهرة وبعد وفاتها وبناء على طلب شقيقها سليم، وافق عبد الرؤوف على أن يبقى ياسر وشقيقه الأصغر فتحى ليعيشا فى كنف خاله سليم أبو السعود وزوجته فى القدس ولم يكن سليم وزوجته قد رزقا بأولاد فأحاطا اليتيمين بالحب والرعاية.

وفى القدس تفتحت عيناه على هذه المدينة التى تعبق بالتاريخ وتعج بالقداسة فى كل مكان فىها وشاهد الاحداث التى جرت على يد الاحتلال البريطانى وانتقل بعد ذلك ليعيش فى كنف والده فى القاهرة، المحطة التى استقر فىها وأنهى تعليمه الأساسى والمتوسط فى القاهرة حيث اكتسب فى تلك الفترة لهجته المصرية التى لم تفارقه طوال حياته فى سن صباه وشبابه وتردد على بعض المنفيين الفلسطينين وفى سن السابعة عشرة قرر الدراسة فى جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حالياً)، حيث درس فىها الهندسة المدنية، وفى تلك الحقبة تكتلت وتشكلت فى هذه الجامعة تنظيمات إسلامية وفلسطينية.

بعد مقتل عبد القادر الحسينى فى أبريل من عام 1948 فى معركة القسطل ترك الدراسة وتطوع فى إحدى الفرق التى حاربت فى غزة وبعد دخول القوات المصرية إلى فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل تم حل المجموعات المسلحة فعاد محبطاً إلى مصر حيث واصل دراسته فى الهندسة، كما واصل نشاطه السياسى، فانتخب فى عام 1951 مع صلاح خلف (أبو إياد) لرئاسة اتحاد الطلاب الفلسطينيين فى القاهرة.

وفى حرب 1956 تجند لفترة قصيرة فى الوحدة الفلسطينية العاملة ضمن القوات المسلحة المصرية برتبة رقيب، وبعد تسريحه هاجر إلى الكويت حيث عمل هناك كمهندس، وبدأ فى مزاولة بعض الأعمال التجارية.

وفى 3 فبراير 1969 انتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأصبح بذلك القائد الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية، التى كانت تضم عدة تنظيمات فلسطينية، واستمر بتولى هذا المنصب حتى وفاته فى 11 نوفمبر2004 وبعد توليه المنصب أرسى عرفات تطبيق سياسة المقاومة المسلحة لتحرير فلسطين، وفى هذا الإطار قامت حركة فتح بسلسلة من الأعمال المسلحة ضد أهداف إسرائيلية تهدف إلى إنهاء دولة إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية يعيش فىها جميع أهل فلسطين بمختلف دياناتهم وطوائفهم متساوون فى الحقوق والواجبات.

خرج عرفات من الأردن فيالسر، وبدأت قوى المقاومة التى كان قد تم طردها من المدن الأردنية إلى أحراش جرش فى الانتقال إلى لبنان بموجب اتفاقية مسبقة مع الحكومة اللبنانية وتم تأسيس مقر قيادة فى بيروت الغربية وقواعد مقاومة فى الجنوب اللبنانى فى المنطقة التى عرفت باسم فتح لاند وبدأ رجال المنظمة بالفعل بشن عمليات مسلحة ضد إسرائيل، لكن سرعان ما اندلعت حرب أهلية لبنانية طاحنة، وجدت المنظمة نفسها متورطة فيها كطرف من حين لآخر لا سيما أن قوى وطنية من الموارنة وعارضت التواجد الفلسطينى وبعد الهجوم الذى شنته القوات الإسرائيلية غادر عرفات بيروت بسفىنة فرنسية مع كثير من جنوده.

وبعد الخروج من لبنان، ركز ياسر عرفات جهوده على العمل السياسى، الذى يبرع فيه وفى إطار اتفاقيات أوسلو الذى وقع عليها تم إقامة سلطة وطنية فلسطينية، مرحلية مؤقتة، لحين البدء فى مفاوضات الحل النهائى، والوصول لحل الدولة الفلسطينية على أراضى عام 1967، وعاد ياسر عرفات مع أفراد القيادة الفلسطينية إلى الأراضى التى أعلنت عليها السلطة، وهى أجزاء من الضفة وقطاع غزة، والتزم عرفات خلال ذلك، بإيقاف الأعمال المسلحة ضد إسرائيل ونبذ الإرهاب، بعد اتفاقية أوسلو.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة