الأحزاب الإسلامية تتجه للمشاركة السياسية والانسحاب من «تحالف دعم الإخوان».. سلسلة مقالات لعبود الزمر تفجر حركة مراجعات داخل أحزاب الجماعة الإسلامية والوسط والوطن السلفى

السبت، 23 أغسطس 2014 01:40 م
الأحزاب الإسلامية تتجه للمشاركة السياسية والانسحاب من «تحالف دعم الإخوان».. سلسلة مقالات لعبود الزمر تفجر حركة مراجعات داخل أحزاب الجماعة الإسلامية والوسط والوطن السلفى مختار نوح
كتب: أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان فشل الإخوان فى الحشد خلال الفترة الأخيرة، وهجوم بعض قيادات تحالف دعم الإخوان عليها، إشارة لوجود مراجعات من بعض الأحزاب الإسلامية التى أعلنت منذ أكثر من عام تحالفها مع الإخوان، ولم تجن من هذا التحالف سوى الخسارة والانعزال عن الحياة السياسية، وبدأت شخصيات بارزة بتيار الإسلام السياسى تطالب الجماعة والمتحالفين معها بإجراء مراجعات، والعودة إلى الحياة السياسية.

وفى الوقت الذى أصرت فيه جماعة الإخوان على اتخاذ طريق واحد وهو التصعيد المستمر، والتحريض على التظاهر والعنف، رأت بعض الأحزاب المكونة لتحالف دعم الإخوان أن هذا الطريق سيؤدى فى النهاية إلى انهيارها قبل انهيار هذا التحالف، ويخشى أعضاء تلك الأحزاب أن يلقوا نفس مصير الإخوان. 
ويتكون تحالف الإخوان من أحزاب وحركات أبرزها أحزاب البناء والتنمية، والوسط، والوطن، والاستقلال، والأصالة، والفضيلة، والحزب الإسلامى، وحزب الراية الذى أسسه الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل- تحت التأسيس- وحزب الشعب التابع للجبهة السلفية- تحت التأسيس».

وبعض هذه الأحزاب إما قررت تجميد نشاطها وعدم المشاركة فى فعاليات التحالف أو التواصل مع بعض مقدمى المبادرات لحل الأزمة، بالإضافة إلى أن بعضها نشط فى التواصل مع قواعدها لبحث مستقبلها فى التحالف، وكذلك مدى إمكانية مشاركتها فى الحياة السياسية.
وهناك عدة أسباب جعلت الأحزاب الإسلامية تتجه إلى إجراء مراجعات والتفكير فى العودة إلى الحياة السياسية:

أولا: فشل إحياء ذكرى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة فبعد أن أوهمت جماعة الإخوان أن المظاهرات فى الذكرى ستنتشر فى كل محافظات مصر، وأنه سيتم اقتحام ميادين كبرى، فشلت الجماعة فى الحشد، وتركزت مظاهراتها فى بعض الأماكن بالقاهرة والجيزة وبعض المحافظات، ولم تحقق الجماعة ما أعلنته سواء فى بياناتها أو فى بيانات التحالف.

ثانيا: اتجاه الجماعة إلى إنشاء مجموعات مسلحة مثل المجموعات التى ظهرت فى الفترة الأخيرة، وهو ما لاقى ردا سلبيا من جانب عدد من الأحزاب المشاركة فى التحالف، وأبرزها «البناء والتنمية» و«الوسط»، حيث ردت الجماعة الإسلامية على ذلك بعدة مقالات وبيانات لقياداتها تطالب بعدم استخدام السلاح، وهو ما أنذر ببداية خلافات وانشقاقات قد تدب بين الإخوان والمتحالفين معها.

ثالثا: إصرار الإخوان على عودة محمد مرسى، وهو ما ترفضه أحزاب عديدة داخل التحالف، وترى أن عودة مرسى أصبح مطلبا بعيد المنال.

رابعا: لجوء الإخوان إلى إنشاء كيانات جديدة تتزعمها قياداتها مثل وثيقة بروكسل، والمجلس الثورى، واللذين تم تدشينهما فى الخارج فى محاولات لإحلال تلك الكيانات بدلا من تحالف دعم الإخوان.

خامسا: مطالبة قيادات داخل تلك الأحزاب بضرورة الانسحاب من تحالف دعم الإخوان، وظهر ذلك جليا من خلال الاستقالات التى تمت فى حزب الوسط اعتراضا على الاستمرار فى التحالف وكان أبرز المستقيلين رشيد عوض عضو المكتب السياسى، وطارق الملط عضو المكتب السياسى، وحسين زايد الأمين العام المساعد، كما انتقد بعض قيادات حزب الوطن، التحالف، مثل ما فعله الشيخ راضى شرارة القيادى بحزب الوطن.

سادسا: الخوف من مصير حزب الحرية والعدالة المنحل، حيث تخشى الأحزاب المكونة للتحالف الداعم للإخوان من أن تحل أحزابها، لاسيما أن حيثيات حكم المحكمة الإدارية العليا بحل حزب الحرية والعدالة كان بسبب ممارسة قياداته لأعمال عنف، وهو ما ينطبق على الأحزاب المتحالفة مع الإخوان لاسيما فى ظل اتهام عدد من رؤساء تلك الأحزاب بالتحريض على العنف.

وبدأت المراجعات الفكرية للأحزاب الإسلامية مع انقلاب الشيخ عبود الزمر «القيادى الإسلامى الشهير» على تحالف دعم الإخوان، وتوجيهه الانتقادات للإخوان، ومطالبته لهم بالتوقف عن المظاهرات والمشاركة فى الانتخابات البرلمانية، وهو ما دفع عددا من الأحزاب داخل التحالف إلى أن تراجع مواقفها من جديد، لاسيما حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، لما للزمر من ثقل وكلمة داخل التيار الإسلامى بعامة والجماعة الإسلامية بشكل خاص.

وبدأ عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية سلسلة مقالاته فى هذا المجال بالتأكيد على أن فترة حكم محمد مرسى شابها الكثير من الأخطاء، وأنه قدم النصح كثيرا لجماعة الإخوان ولكنها لم تكن تأخذ بنصائحه، مستنكرا إصرار الإخوان على التصعيد، وتابع الزمر مقالاته التى تحدثت عن معرفة جماعة الإخوان بموعد فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة ولم تبلغ أنصارها بهذا الموعد، بجانب هجومه على اللجوء إلى إنشاء مجموعات مسلحة، مؤكدا خطورة هذا التوجه.

وفى سياق متصل بدأ بعض الأحزاب الإسلامية التى تتحالف مع الإخوان فى دراسة مدى إمكانية المشاركة فى الحياة السياسية من جديد، من خلال عقد اجتماعات مكثفة إما مع قواعدها فى المحافظات المختلفة، للخروج بنتيجة واضحة حول مدى إمكانية الانسحاب من التحالف وإعلان المشاركة فى الحياة السياسية، أو التواصل مع مقدمى مبادرات لحل الأزمة للتناقش حولها ومعرفة مدى إمكانية تبنيها داخل التحالف ذاته، فيما اعتبرت أحزاب أخرى أن التحالف لم يعد له أى قيمة، وأن «الإخوان» من الممكن أن تضحى بالمتحالفين معها، وساهمت تصريحات بعض قيادات الإخوان فى الإسراع فى هذه الخطوة من خلال تصريحاتهم العنيفة، وتمسكهم بمبدأ التصعيد دون وضع أفق له، ومطالبة بعضهم أنصارهم بحمل السلاح، وهناك 3 أحزاب تحديدا هى من تقوم بتلك المراجعات فى الوقت الحالى وهى:

البناء والتنمية
بدأ الحزب فى اتخاذ خطوات جادة للعودة إلى الحياة السياسية من جديد، وقد أثرت النصائح التى وجهها الشيخ عبود الزمر فى قيادات الحزب، الأمر الذى جعل الحزب يعقد العديد من الاجتماعات لبحث مدى إمكانية الإعلان عن مبادرة، وجاء ذلك خلال تصريح للقائم بأعمال رئيس حزب البناء والتنمية الدكتور أحمد عمران بتأكيده أن الحزب سوف يكون جزءا من الحل، وأن توجيهات الشيخ عبود الزمر تم أخذها موضع الاعتبار.

ويقوم أحمد عمران بجولات فى مختلف المحافظات خلال الفترة الأخيرة لبحث مبادرة عبود الزمر مع أعضاء الحزب، حيث يؤكد عمران أن مبادرة الشيخ عبود يتم عرضها على المكاتب الإدارية وأبناء الجمعية العمومية لبحث الأمر واتخاذ القرار المناسب فيه، أيا كان هذا القرار.

وكشفت مصادر داخل الجماعة الإسلامية أن هناك عددا كبيرا من أعضاء الجماعة الإسلامية يؤيدون رؤية الشيخ عبود الزمر فى المشاركة فى الانتخابات البرلمانية، فى ظل رفض جماعة الإخوان تقبل أى نصائح موجهة إليها، مضيفة أن هناك أعضاء بالجماعة الإسلامية وحزبها يرون أن الاستمرار فى التحالف سيؤدى فى النهاية إلى انهيار الجماعة وحزبها بسبب انتهاج التحالف لأساليب عنف.

حزب الوسط
يسعى حزب الوسط إلى إيجاد طريقة أخرى للعودة إلى المشهد السياسى، من خلال التواصل مع مقدمى المبادرات فى الفترة الأخيرة، وعقد حزب الوسط مؤخرا لقاءات بمقر الحزب مع عدد من منشقى جماعة الإخوان، الذين أعلنوا مساعيهم لإحياء مبادرة الدكتور حسن نافعة، بجانب أن حزب الوسط يسعى لإقناع بعض القوى السياسية بالمبادرات المقدمة، وتوحيد جميع المبادرات التى قدمت فى الفترة الماضية.
ويرفض حزب الوسط التصعيد الذى تنتهجه «الإخوان»، وتبين ذلك بشكل واضح من خلال البيان الذى أصدره الحزب إبان ذكرى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة معلنا رفضه لدعوات الإخوان بالتظاهر فى الميادين الكبرى، ولأول مرة يعلن أنه غير مسؤول عن بيانات تحالف دعم الإخوان، وأن البيانات التى تخرج من الحزب فقط هى التى تعبر عنه.

ويسعى حزب الوسط إلى تبنى مبادرة من المبادرات التى أعلنت فى الوقت السابق، كمحاولة منه للعودة من جديد للحياة السياسية، من خلال محاولات إقناع أحزاب داخل تحالف دعم الإخوان بتبنى نفس رؤية الحزب كمخرج لحل الأزمة الراهنة.

حزب الوطن
جمد حزب الوطن فى الفترة الأخيرة نشاطه فى تحالف دعم الإخوان، فى إطار تفكير قياداته الرجوع عن فكرة الاستمرار فى الانعزال عن المشاركة السياسية الذى ينتهجه الإخوان، وتبين من تصريحات قيادات بالحزب رفضهم للنهج الذى يتبعه الإخوان، حيث يقول راضى شرارة، القيادى بحزب الوطن: «آسف رصيد دعم الشرعية انتهى»، و«حين تهدر الفرص فلن تأتيك فرصة مثل أى فرصة سابقة، بل ما هو أقل منها».

رأى الخبراء
يقول مختار نوح، القيادى الإخوانى المنشق، إن أحزاب تحالف دعم الإخوان لم يجمعها شىء، وبالتالى تفرقها لن يكون بعيدًا، موضحا أن الأحزاب مثل الوسط والبناء والتنمية والوطن تقوم بمراجعات لنفسها ومواقفها الحالية، لكنها أحزاب ليس لها حضور فى الشارع، وبالتالى فإنها لن تستطيع أن تضيف شيئًا.
ويشير الدكتور عبد الستار المليجى، القيادى الإخوانى المنشق، إلى أن المراجعات التى تقوم بها بعض الأحزاب المنضوية تحت تحالف دعم الإخوان ليست ذات جدوى، لأن تلك الأحزاب تأكدت أن العنف الذى تمارسه الجماعة ليس له نتيجة ولن يحقق شيئا، وبالتالى تريد رفع يديها من يد الإخوان بعد أن تأكدت أن الطريق الذى تسير فيه الجماعة هو طريق مظلم.
ويرى أحمد ربيع الغزالى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية: لابد لهذه الأحزاب أن تعلن استنكارا واضحا وصريحا لكل أعمال العنف التى شهدتها البلاد سواء السابقة أو الحالية، وتوضيح رؤيتها عن الإسلام لأن الإسلام يأبى تكفير الآخرين.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة