4 مسلحين يختطفون نجل صاحب مصنع بأكتوبر ويساومون والده على دفع مبلغ ربع مليون جنيه لتحريره.. والطفل: "المتهمون هددونى بالقتل بس ما خوفتش منهم وعمو الظابط ضرب عليهم رصاص ورجعنى لبابا"

اختطف 4 أشخاص نجل صاحب مصنع بمدينة السادس من أكتوبر وساوموا والده على ربع مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه، وهددوه بالقتل فى حالة اللجوء للشرطة أو عدم الاستجابة لمطالبهم، وتمكنت قوات الأمن بالجيزة بالتنسيق مع مباحث الاتصالات من تحديد مكان وجود المتهمين بعد تتبع الهواتف المحمولة التى يتحدثون من خلالها لوالد الضحية، حيث تبين أن المتهمين احتجزوا الطفل بمنطقة العياط، حيث تم اقتحام المنطقة وتبادل إطلاق الرصاص مع الجناة والقبض عليهم وتحرير الطفل المختطف وإعادته لأسرته سالماً.

التقى "اليوم السابع" الضحية "يوسف عبد العظيم" 11 سنة، طالب بالصف الخامس الابتدائى، والذى سرد تفاصيل وكواليس 30 ساعة من الاختطاف والاحتجاز والتهديد بالموت.

وقال "يوسف" بصوت قوى، أنا رجل مع أن سنى صغير ولم أخف من الموت، "أيوه والله أنا أرجل من المتهمين اللى خدونى على خيانة"، حيث ذهبت إلى السوبر ماركت لشراء بعض المستلزمات كالعادة، وفى منتصف الطريق بين المنزل والسوبر ماركت حيث كنت أستقل دراجة، قطعت سيارة على الطريق وترجل منها شخصان ووضعا أيدهما على فمى ووجدت نفسى بعدها داخل السيارة حيث كان بها السائق وشخص آخر، وانطلق الأربع أشخاص بالسيارة وأنا بداخلها دون أن أنطق بحرف بعدما هددونى بالقتل من خلال أسلحة كانت بحوزتهم.

وتابع "يوسف" كانت دقات قلبى تسبق سرعة السيارات، وفى منتصف الطريق سألونى عن اسم والدى وطبيعة عمله فأجبت على أسئلتهم فى جمل قصيرة، وبعد قرابة الساعتين وصلنا إلى منزل مهجور ودخلنا به، وسألتهم عن المكان الذى وصلنا إليه فأكدوا لى أننا الآن أصبحنا فى المنصورة، لكننى قرأت الكذب فى أعينهم، وحرصت ألا أتحدث كثيراً معهم.

وأضاف الطفل "يوسف" استولى أحدهم على هاتفى المحمول واتصل منه على والدتى، وتحدث معها مدة لا تزيد عن دقيقتين أكد لها من خلال هذه المكالمة القصيرة أنهم اختطفونى وساوموا الأسرة على المال حتى يحررونى من الاختطاف، وسألنى الجناة عن ثروة والدى والمصنع الذى يمتلكه، وهددونى بالقتل فى حالة عدم سداد والدى لمبلغ الفدية، وأنهم سيقطعوا رقبتى ويضعوا المخدرات فى رأسى "وأنا صراحة مستغرب إزاى يحطوا المخدرات جو رأسى".

واستطرد الطفل، تحركت برفقة المتهمين تحت تهديد السلاح من المكان الذى وصلنا إليه إلى مخبز مهجور، ومنه إلى منزل آخر، حيث كان المتهمون حريصين على أن نتحرك فى أكثر من مكان، ومكثت طوال 30 ساعة من عملية الاختطاف لم أذق الأكل أو الشرب، أفكر فى أمرى ومصير أمى وأبى دون وجودى بالمنزل، كان المتهمون يجلسون بعيدا عنى يأكلون ويشربون ويمزحون بينما أجلس أنا بعيدا أغوص فى التفكير العميق ضربات قلبى لا تهدأ أحبس دموعى حتى لا يراه المتهمون، فقد كنت حريصا على الظهور صلبا شجاعا أمامهم لا يكسرنى الخوف، فأنا "راجل" رغم أن سنى صغير.

مرت الـ30 ساعة قاسية وكأنهم 30 سنة، وبعدها سمعت إطلاق رصاص بكثافة وتبين أن الشرطة وصلت للمكان وتبادلت إطلاق الأعيرة النارية مع المتهمين ثم دخل "عمو مصطفى" يقصد النقيب مصطفى الشربينى معاون مباحث قسم ثان أكتوبر، وحملنى بين يده وقال لى: "لا تخف هترجع لأبوك وأمك" وبالفعل بدأ قلبى يطمئن وأشعر بالأمان بعد ما ركبت "البوكس" مع الضباط وتوجهنا إلى القسم ومنه إلى منزلنا، لقد عشت أصعب أيام حياتى وما حدث كنت أراه فى أفلام الكرتون ولم أتوقع أن يحدث معى على أرض الواقع.

والتقط والد الطفل أطراف الحديث، قائلا، لقد عشنا أصعب أيام حياتنا طوال فترة اختفاء "يوسف" وخيم الحزن على المنزل بأكمله، ولم تتوقف دموع والدته، إلا أن الأمل كان فى الله كبير ثم فى ضباط الشرطة الذين واصلوا العمل على مدار الـ 24 ساعة حتى عاد "يوسف" سالما إلى أحضاننا بعدما كادت أعيننا أن تبيض من الحزن عليه.

وكان العميد رأفت الحلوانى مأمور قسم ثان أكتوبر تلقى بلاغا من مواطن يفيد فيه اختطاف نجله وتلقيه اتصالات من مجهولين يساوموه على ربع مليون جنيه مقابل عودته، وتوصلت تحريات المقدم فوزى عامر رئيس المباحث إلى أن المتهمين يتحدثون إلى والد الضحية من العياط، وتم إيفاد مأمورية أمنية بقيادة النقيب مصطفى الشربينى معاون مباحث القسم، حيث تم اقتحام المنطقة والقبض على المتهمين وبحوزتهم 2500 قرص مخدر، وتحرير الطفل المختطف، وتبين من تحقيقات اللواء حسام فوزى رئيس قطاع شمال الجيزة والعميد عبد الوهاب شعراوى مفتش مباحث أكتوبر أن المتهمين هم "عزت.م" و3 آخرين، وتبين للواء مجدى عبد العال نائب مدير مباحث الجيزة أن المتهمين قتلوا ضابط قبل هذه الواقعة، وأحالهم اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة للنيابة التى باشرت التحقيقات.


أخبار متعلقة..


محافظ أسوان يلتقى أسرة المخرج التليفزيونى المختطف فى ليبيا