فولكس فاجن تعزز وجودها فى السوق الآسيوى

أعلنت شركة «سوزوكى موتور كورب» اليابانية للسيارات، عن توقيعها اتفاقية تحالف رأسمالى مع شركة «فولكس فاجن» الألمانية لتشكيل أحد أكبر التحالفات فى صناعة السيارات فى العالم.

ووفقا للاتفاق، تحصل «فولكس فاجن»، أكبر منتج للسيارات فى أوروبا، على حصة نسبتها 19.9% من «سوزوكى»، رابع أكبر منتج للسيارات فى اليابان، مقابل 222.5 مليار ين (2.5 مليار دولار)، الأمر الذى يعزز موقع «فولكس فاجن» فى السوق الآسيوية. وهذه الصفقة التى تأتى بعد يوم واحد من استحواذ «فولكس فاجن» رسميا على 49.9% من أسهم منافستها الألمانية «بورشة» تحول «فولكس فاجن» الألمانية إلى لاعب رئيسى فى صناعة السيارات على المستوى الدولى، خصوصا أن «سوزوكى» تملك حصة رئيسية فى السوق الهندية من خلال شركة «ماروتى سوزوكى» المملوكة لها بنسبة 54% وأن «فولكس فاجن» نفسها تعتبر واحدة من الشركات الرئيسية فى السوق الصينية.
أما المغزى الآخر للتحالف فهو الإقرار بأن السوق الآسيوية أصبحت، اليوم، أسرع أسواق السيارات نموا فى العالم.

والملاحظ أن الشركات العالمية المصنعة للسيارات حولت اهتمامها، بعد نجاتها من العاصفة، إلى إقامة علاقات تأمل بجنى مكاسبها مع عودة التعافى الاقتصادى، ففى هذا السياق أيضا تم التوصل إلى صفقة بين «جنرال موتورز» الأمريكية وشريكها الصينى شركة «شنغهاى» لصناعة السيارات «سايك» قد تتبعها صفقة ثالثة، بين «بى إس إيه بيجو سيترون» الفرنسية و«ميتسوبيشى» اليابانية. هدف الصفقات الثلاث واحد: تأمين وجود أكبر فى الأسواق الآسيوية والاستفادة من النشاط التصنيعى منخفض التكلفة مع التشارك فى المحتويات وتطوير الموازنات. ومن بين الثلاثة، فإن الصفقة الأكثر أهمية هى تحالف «فولكس فاجن» و«سوزوكى» على الرغم من أن «سوزوكى» تعتبر الشركة اليابانية الرابعة من حيث حجم إنتاجها، فهى تتميز بصناعة السيارات الصغيرة والدراجات البخارية. وإلى جانب «فيات»، ربما تكون «سوزوكى» هى الشركة المصنعة الوحيدة التى لها أهمية عالمية والتى تعرف كيف يمكنها الحصول على أرباح من السيارات الصغيرة غير مرتفعة التكلفة. الأمر الذى سيساعد «فولكس فاجن» على المضى فى التركيز على إنتاج السيارات الأصغر حجما والأكثر مراعاة للبيئة فى ظل ظهور قوانين انبعاثات جديدة وتحولات نمو تجاه مستهلكين أكثر فقرا داخل أسواق ناشئة. والأمر الآخر الذى تقدمه «سوزوكى» هو عرض نادر داخل أسواق ناشئة. وعن طريق حصتها التى تبلغ 54 فى المائة داخل «ماروتى سوزوكى»، فإن لديها أكثر من 40 فى المائة من السوق الهندية التنافسية. ولديها أيضا مواقع قوية داخل باكستان وإندونيسيا، وهما دولتان فيهما عدد كبير من السكان وفيهما أسواق سيارات ناشئة. وشركة «فولكس فاجن» تعتبر شركة رائدة داخل الصين وتستحوذ على قرابة ربع السوق البرازيلية ولكنها تأخرت فى البدء بنشاطها داخل الهند، حيث بدأت التصنيع خلال العام الحالى فقط. وإذا ما تقدمت هذه التحالفات، وانتهى الأمر بتحويل «فولكس فاجن» لشركة «سوزوكى» إلى علامتها التجارية الحادية عشرة تكون الشركة الألمانية قد خطت خطوة هامة فى تحقيق هدفها للمدى الطويل: تجاوز «تويوتا» كأكبر منتج والتحول إلى شركة السيارات الأكبر فى العالم.