د. مصطفى خميس السيد يكتب: الإخوان وعام من الأكاذيب

الجمعة، 15 أغسطس 2014 02:49 م
د. مصطفى خميس السيد يكتب: الإخوان وعام من الأكاذيب جانب من أحداث فض رابعة _ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرت أمس الذكرى الأولى لأحداث «رابعة».. تلك البؤرة التى راهن عليها الإخوان، ومعهم قطر وتركيا وأمريكا والذراع العسكرية لجماعة الإخوان «حماس»، لهدم الدولة المصرية وانحلالها.. وساعدهم فى ذلك «النحانيح» الذين ظلوا يعزفون سيمفونية «الدم الحرام» بينما لم يتأثروا بدم جنود سيناء أو الأطفال الذين قتلهم الإخوان فى «رابعة» أو ضباط الشرطة الذين عذبوهم فى أحداث مذبحة كرداسة وسقوهم مياه نار هؤلاء هم الذين يستحقون الذكرى (شهداء كرداسة).. ولم يحاول أحد منهم التدخل لإقناع أشقائهم من الإخوان بضرورة فض الاعتصام تجنباً للدم.

ما لا يعرفه الكثيرون فى ذلك الوقت أن «السيسى» صارح «مرسى» فى آخر لقاء بينهما بأن اعتصام رابعة «مسلح»، والمفاجأة أن رئيس الإخوان لم ينفِ بل برر قائلاً: بأن «السلاح مرخص»، كما أن قيادة إخوانية اتصلت بعضو بارز بالمجلس العسكرى ليلة الفض يطلب منه التفاوض، فرد عليه قائلاً: «تعرفون شروطنا.. الفض ثم التفاوض»، فقال له الإخوانى: سأرد عليك، ولأن القائد العسكرى يعرف مناورات «الجماعة» أعطاه فرصة حتى الفجر للرد، وكالعادة ذهب الإخوانى ولم يعد، فراحت آخر فرصة للحل السلمى، فى ذات الوقت كان «البلتاجى» و«حجازى» يشحنان المعتصمين المغيبين والمؤجورين ضد رجال الشرطة قبل وصولهم، مهددين بالويل لكل من يقترب منهم، وهذه الفائدة الوحيدة لقناة «الجزيرة» "الذراع الإعلامية للفتنة" التى أظهرت للشعب جرائم تحريض الإخوان وعملائهم. المفيد أن يتذكر الجميع الفترة من 3 يوليو حتى أحداث الحرس الجمهورى التى لم يتعرض أى إخوانى فيها لأذى حتى ذهبوا إلى دار الحرس بأسلحتهم وأكاذيبهم وبياناتهم التى أصدروها بعد ساعات من الأحداث يطالبون فيها المجتمع الدولى بالتدخل حتى لا تتحول مصر إلى سوريا.. هكذا أرادوها، لكن الله خيب ظنونهم، بعد أن استخدموا بيوت الله فى تصدير العنف وترديد الأكاذيب. أحداث «رابعة» كانت فرصة للشعب المصرى ليكتشف الإخوان وعملاءهم فى الداخل والخارج، وليتعرف على مؤامرات الإعلام الدولى من «الجارديان» إلى «سى إن إن» إلى «نيويورك تايمز» و«الجزيرة» و«ديرشبيجل» وغيرها، وليتأكد أن منظمات حقوق الإنسان العالمية مثل «منظمة العفو الدولية» أو «منظمة هيومان رايتس ووتش» وغيرهما، كلها تعاطفت مع ضحايا الإخوان، وتجاهلت شهداء الجيش والشرطة، سواء فى سيناء أو «رابعة» أو كرداسة، كما تناست عمليات العنف الممنهج من الإخوان وعملائهم ضد الكنائس والأهالى فى كثير من المحافظات. فى ذكرى «رابعة» يجب أن يتذكر المصريون أكاذيب الجماعة الإرهابية الخائنة التى ظلت ترددها على مدار 48 يوماً مما خلق أجيالاً جديدة من الإرهاب، وللعلم فإن معظم من قبض عليهم وتورطوا فى قضايا الإرهاب على مدار عام كانوا من معتصمى أو مسئولى الحشد إلى اعتصامى «رابعة» أو «النهضة» كنتيجة طبيعية للخطاب التحريضى الذى كان مستمراً على مدار 24 ساعة.. كما يجب أن يتذكر المعتصمون أن قياداتهم ضحكوا عليهم بأكاذيب كثيرة لم يثبت منها شىء بداية من انشقاق اللواء أحمد وصفى قائد الجيش الثانى آنذاك، واللواء محمد زكى قائد الحرس الجمهورى، وغيرهما لدرجة أنهم أحضروا من ألبسوه زى الجيش فوق المنصة ليشحنوا أنصارهم، والحقيقة أنه لم ينشق عسكرى واحد من الجيش العظيم، أو تلك الوعود بأن النظام يسعى لمصالحتهم وهم يرفضون، أو وعودهم بعودة المخلوع «مرسى» فى رمضان والعيد وغيرها من الأكاذيب، بل والأخطر أن كل قيادات الإخوان قد هربوا من الميدان قبل فضه فيما ورطوا المغيبين فى الدم.

على المصريين أن يتذكروا ما فعله الإخوان فى «رابعة»، وليست رابعة فقط بل أحداث التفجيرات على مدار العام، وعلى أنصارهم أن يراجعوا «إذا كان لديهم ما تبقى من عقل»، وعود وأوهام وأكاذيب قياداتهم الذين استغلوا الأحياء وتاجروا بالأموات والأطفال الأيتام، بأوامر خارجية لا لشىء إلا من أجل «المنصب» حتى ولو على حساب الدين الوطن والشعب والدين بريئ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

أما فى الوقت الحالى لو كنت مكان رئيس الوزراء إبراهيم محلب، لذهبت صباح أمس، الموافق 14 أغسطس، إلى ميدان رابعة العدوية تحت شعار «مصر لا تخاف» مع كوكبة من نجوم المجتمع، لوضع إكليل من الزهور على نصب تذكارى لشهداء الجيش والشرطة، ولأعلنت 14 أغسطس يوم الشهيد.. يحتفل فيه مع أسر الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل الوطن، بأعمالهم البطولية وسيرتهم العطرة، ويمنح أسرهم أوسمة ونياشين ويستمع لمطالبهم ويحتضن شكواهم، فواجب الدولة أن تضعهم فى قلبها وعيونها، ولا تنساهم وتهمل أسرهم، فمهما قدمت لهم فلن تعوضهم قطرة دماء واحدة، ولن تكفف دموعهم، وعليهم أن يشعروا بأن الوطن الذى وهبوه أعز ما يملكون ليس جاحدًا ولا متجاهلآ لهم.

والآن سقطت الدعاية الإخوانية الكاذبة، وأصبح لدى أهل مصر الطيبين حصانة تحميهم من وباء الغش والخداع.
لم يستوعب الإخوان الدرس، وهو أنهم يزرعون الكراهية بأعمالهم الإرهابية والإجرامية، وكلما ازداد عنفهم ازدادت كراهية الناس لهم، وأن السبيل الوحيد للعودة إلى المسرح السياسى هو وقف العنف، والتوقف عن المتاجرة بالدين وخداع الناس بما ليس فيهم، فهم ليسوا طيبين ولا «بتوع ربنا» ولا «خلينا نجربهم» إنما جماعة شريرة لا يهمها إلا السلطة والحكم، ولو كان ذلك فوق الجثث والدماء، وعلى حساب أرض الوطن وحريته واستقلاله.. جماعة تبيح القتل وتزعم أنها تملك مفاتيح الجنة والنار، وأتباعها المختطفون ذهنيا يصدقون أن جبريل كان يصلى معهم الفجر فى رابعة فى مثل هذه الأيام، وأن معزولهم الجاسوس كان يؤم رسولنا الكريم فى الصلاة، وأن صورة مرسى إذا وُضعت فى الأكفان تخفف عذاب القبر.. وتكبير. بالفعل عشنا أيامًا سوداء وشتان بين حالة مصر قبل عام والآن، وبين المسيرات التى كانت تجوب الشوارع بالآلى وقنابل المولوتوف والسنج والسيوف، والهدوء الذى بدأ يعود تدريجيا للبلاد.. بين حالة اليأس والاكتئاب التى خيمت على المجتمع ، وتفاؤل حذر يتسلل للنفوس والقلوب.. بين مصر التى كادت أن تضيع، واتشحت بالسواد ، ومصر التى تبتسم للحياة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة