مصطفى خميس السيد يكتب: بين الحكمة والتهور

الثلاثاء، 12 أغسطس 2014 12:20 م
مصطفى خميس السيد يكتب: بين الحكمة والتهور صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تناقض كبير نعيش فيه الآن داخل مصر بين نظرة ورؤية الكبار وتهور وعنف الثوار، فأصبحت مصر ضائعة بين ما يسمى بالاستقرار والفوضى، فمن يمتلك لا يتساوى فكريا وعقائديا مع من لا يمتلك، من يمتلك مستقبلا ومن لا مستقبل له، من يخشى الفقر ومن يقتله الفقر، فمن المؤكد بأن يحدث تناقض بين توجهات كلا الفريقين، فالكبار يتمنون الاستقرار والثوار لهم توجه آخر وهو الهدم ثم البناء من جديد.

أتذكر فيلم السفارة فى العمارة عندما كان عادل الإمام يشاهد التلفزيون وكلما انتقل من قناة إلى أخرى وكان يستمع إلى المتحدثين فيبادر بالقول (الراجل ده بيقول كلام زى الفل) بالرغم من التناقض فى الحديث المطروح بين الجميع.

هذا هو حالنا الآن، فجميعنا على حق فيما نقول سواء كبار أو ثوار حسب وجهة النظر والخبرة والمعايشة.

الكبار أو الحكماء ارتضوا بما حققوه وتحقق لهم فى حياتهم بالرغم أنه أقل من القليل الذين يستحقونه، أما شباب الثوار فهم يريدون مستقبل أفضل مما كان لأهاليهم فهم يريدون المزيد من المزيد ولن يرتضوا بأقل القليل نظرا لوعيهم ومعرفتهم وعلمهم بما تمتلكه من مقدرات وثورات حجبت بفعل فاعل عن آبائهم.

الكبار مازالوا فى قراراتهم يسيرون بسرعة السلحفاء وشباب يريد أن يقفز ويسير بسرعة الصاروخ فى إدارة البلاد وهو ما يناقض بعضه البعض. وعذر كل منهم أن الكبار تعودوا منذ سنين وفى ظل نظام حكم جامد متحجر ساكن, وشباب يسعى إلى التغيير من الجمود إلى الحركة.

فأصبحت معركة ليس فقط فى النظرة إلى كيفية إدارة الحكم ولكن فى تحسين جودة هذا الحكم لتلبية متطلبات الشباب الذى يشكل 60% من جموع الشعب المصرى، بين شباب يعانى البطالة وفتيات تعانين العنوسة وأزمة اقتصادية مصطنعة وأساليب مازالت تكرس للفساد وتزيد من مساحاته, وبين المناداة بعدالة اجتماعية لم يتحقق منها شىء بالرغم من مرور ثلاثة أعوام على الثورة، بين توريث مازال قائما فى جميع أجهزة الدولة دون النظر إلى الكفاءة، بين تفاوت فى المرتبات وأصبح الحديث عن الحد الأدنى والحد الأقصى حديث الطرشان، حيث أصبح أصحاب المصلحة يقومون بتفيتت الجهاز الإدارى والتنفيذى للدولة بوضع حد أقصى بما لا يؤثر ذلك على مردود الدخل والا ينازعهم احد فيما يحصلون عليه أو يتكسبون منه. وشباب لا يجد الفتات وفئات من الشعب تبحث فى صناديق القمامة بحثا عما يسدون به رمقهم.

ترى كم من الكبار ينحاز إلى الشباب وتهوره وعنفه ورغبته فى تغيير تلك المنظومة الغبية التى تزيد المجتمع قبحا وتشتتا، كم منهم يريد أن يجعل أبنائه الثوار يسير كما تسير السلحفاء وكم منهم يريدون أن يركبوا معهم صاروخ الحياة كى يقفزوا على القديم بسرعة ليصلوا بوطنهم إلى الأعلى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة