كاتب أمريكى: استغلال الدين فى السياسة ضربة للحداثة فى مصر وأمريكا..سكوت هيبارد: بوش وصف المسيح بفيلسوفه المفضل وعبد الناصر استقطب القيادات الدينية..وزعماء سابقون استخدموا الإسلام العتيق لشرعنة السلطة

الإثنين، 11 أغسطس 2014 08:54 ص
كاتب أمريكى: استغلال الدين فى السياسة ضربة للحداثة فى مصر وأمريكا..سكوت هيبارد: بوش وصف المسيح بفيلسوفه المفضل وعبد الناصر استقطب القيادات الدينية..وزعماء سابقون استخدموا الإسلام العتيق لشرعنة السلطة جورج بوش
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرى كاتب أمريكى أن مصر والهند والولايات المتحدة كانت نماذج للحداثة العلمانية، لكن استخدام الساسة الدين لأغراض سياسية أدى إلى بزوغ نجم الطائفية فى البلدان الثلاث.

ويرجع سكوت هيبارد فى كتابه "السياسة الدينية والدول العلمانية.. مصر والهند والولايات المتحدة" أسباب تأثير الدين فى سياسة الدول الثلاث إلى أمور، منها أن المسئولين السياسيين يتلاعبون عادة بالدين من أجل غايات وأهداف سياسية، وأن الدين يظل مرتبطا بالسياسة الحديثة نتيجة علاقته المتسقة مع الهويات الطائفية والشرعية والأخلاقية، بالإضافة إلى أن اللغة الأدبية المتأصلة فى التقليد الدينى تجعله وسيلة فعالة على نحو فريد لإجازة السياسات والآراء السياسية الحديثة.

وكتاب هيبارد وهو أستاذ بجامعة دى بوى بولاية الينوى الأمريكية وبالجامعة الأمريكية فى القاهرة صادر ضمن سلسلة عالم المعرفة التى يصدرها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت ومن ترجمة الأمير سامح كريم ويقع فى 415 صفحة من القطع المتوسط.

ويقول الكاتب إن ارتباط الدين بماض رجعى داخل مصر والهند على وجه التحديد حمل فى طياته خطرا مستمرا من الانقسام الطائفى.

ويستشهد على هذا الرأى بمثالين الأول من الهند، حيث يقول إنها خشيت "إبان فترة الزعيم (جواهر لال) نهرو من الطائفية الدينية التى هددت حياة نحو نصف مليون شخص أثناء التقسيم فى العام 1947، والتى استمرت فى تهديد الديمقراطية الهشة فى الدولة."

والمثال الثانى من مصر التى نظر إلى الدين المحافظ بها على أنه "عقبه لنوعية الإصلاح الاقتصادى والسياسى التى تمنى (جمال) عبد الناصر تنفيذها."

ويقول الكاتب إن زعماء مصر فضلوا "الاستخدام العتيق للإسلام الرسمى لشرعنة السلطة السياسية"، مشيرا إلى أن الدولة الحديثة حتى أثناء فترة رئاسة جمال عبد الناصر لم تسع مطلقا إلى القضاء على العقيدة الدينية، ولكنها على العكس عملت على استقطابها.

وفى الهند التى تعد أكبر ديمقراطية فى العالم يقول الكاتب، إن المهاتما غاندى نظر إلى "التسامح وعدم استخدام العنف على أنه صفة محورية للهندوسية، وكان ذلك هو الأساس الذى بنيت عليه رؤيته الشمولية للمجتمع الهندى".

ويورد هيبارد وصف جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند للعلمانية، الذى قال فيه "نحن نطلق على دولتنا دولة علمانية... ماذا تعنى هذه الكلمة تحديدا؟ من الواضح أنها لا تعنى مجتمعا تجرى فيه إعاقة وإحباط الدين. إنها تعنى حرية الدين والضمير بما فى ذلك الحرية لأولئك ممن لا دين لهم".

وفيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية يقول هيبارد، إن الرؤية العلمانية للقومية الأمريكية بنيت على فهم عصرى للدين وهوية قومية شمولية ويعكس هذا أفكار التنوير السائدة عند تأسيس الأمة والعناصر المحدودة للتقليد المتزمت.

ويوضح هيبارد أن الدستور الأمريكى يجسد "حلا وسطا فيما يخص مسألة الدين وهو: من أجل حماية الدين (والضمير) من التدخل الحكومى المفرط لا تمنح أفضلية لفئة معينة داخل مؤسسات الأمة والدولة."

ويشير الكاتب إلى إن الزعماء فى الولايات المتحدة، مثل فرانكلين روزفلت وهارى ترومان ودوايت أيزنهاور وجون كينيدى قد نظروا جميعا إلى الغاية الأمريكية من منظور دينى لكنهم اتجهوا فى الوقت نفسه إلى تبنى رؤية مسكونية للدين (يقصد بالمسكونية دعم وتشجيع الوحدة بين جميع معتنقى المسيحية على اختلاف مذاهبهم) والمجتمع.

لكن دوام الحال من المحال..

ويقول الكاتب إنه بعد وفاة عبد الناصر عام 1970 تخلى الرئيس أنور السادات عن "الخيار العلمانى لمصلحة إسلام سلفى متأثر بالمملكة العربية السعودية... وسعى لاستقطاب وليس مواجهة الرؤية الإسلامية واستخدامها لبناء قاعدة جديدة لسلطة الدولة."

واستمرت العملية بعد مقتل السادات إذ يرى الكاتب أن سلفه حسنى مبارك الذى أطاحت به انتفاضة شعبية فى 25 يناير كانون الثانى 2011 سعى إلى "تصوير نفسه على أنه المدافع الأصلى عن المعتقد الدينى داخل المجتمع المصرى".

وفى الهند يعتقد هيبارد أن استئصال الإجماع العلمانى كان جاريا بكفاءة بحلول مطلع الثمانينيات من القرن الماضى باستقطاب القومية الهندوسية من أجل اعتبارات انتخابية.

ويرى الكاتب أن عملية إضفاء الصبغة الطائفية على نظام الحكم الهندى تحت زعامة حزب المؤتمر فى الثمانينات من القرن الماضى تفسر الصعود الهائل والسريع لحزب بهاراتيا جاناتا.

وحصد بهاراتيا جاناتا مكاسب كبيرة من وراء المتحمسين الهندوس الذين أيدوا التعبئة الطائفية التى تبناها كل من أنديرا وراجيف غاندى زعيما حزب المؤتمر أثناء الثمانينيات ولكن دعمهم تحول إلى حزب بهاراتيا جاناتا فى الفترة من مطلع التسعينات.

وعلى الجانب الآخر من العالم يشير الكاتب إلى أن العقيدة المسيحية للرئيس الأمريكى السابق جورج دابليو بوش الابن كانت "جزءا محوريا من استراتيجية الحملة الانتخابية". مشيرا إلى اعتقاد بوش بأن "الله أرادنى أن أترشح إلى منصب الرئيس" ووصفه المسيح بأنه "فيلسوفه المفضل" جعلت الكثيرين من المسيحيين المحافظين يستنتجون أن بوش هو الأجدر بتمثيلهم.

حسن عبد الرحمن: المؤامرة على الإسلام قديمة ودول غربية تتآمر لهدم بلادنا










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة