محمود الجندى: شخصية رشدى فى "ابن حلال" سبب دخولى المستشفى

الأحد، 10 أغسطس 2014 11:05 ص
محمود الجندى: شخصية رشدى فى "ابن حلال" سبب دخولى المستشفى محمود الجندى

حوار - رحيم ترك
اعتاد النجم محمود الجندى فى أعماله الدرامية التليفزيونية والسينمائية مفاجأة الجمهور، خصوصا بعد تطور أدائه الملحوظ فى السنوات الأخيرة، وبات واحدا من الفنانين الذين يضيفون من خبراتهم الفنية إلى الشخصيات التى يجسدونها، وليثبت أن النجومية ليست بتقديم البطولة المطلقة بل بالإجادة فى الدور الذى يجسده.

وفاجأنا الجندى فى رمضان الماضى بتجسيده لشخصية «رشدى» ذلك الأب المتسلط والبخيل والأنانى الذى يدمر عائلته، بدءًا من زوجته وحتى أبنائه الاثنين فى مسلسل «ابن حلال»، لدرجة أن الجمهور كره شخصية رشدى وبات البعض يأتى به متشابها من شخصيات يراها فى الواقع، لذا التقت «اليوم السابع» محمود الجندى ليكشف عن تفاصيل الشخصية والمعاناة التى عاشها بسببها.

شخصية «رشدى» صعبة القبول ومكروهة.. هل انتابتك مخاوف من تقديمها؟
- بالفعل، فى البداية ترددت كثيراً وكنت قلقاً بشدة، ورفضت الدور لأن الشخصية فى السيناريو كانت «معتمة» وبالغة القسوة، ولكن تجسيد الأدوار الصعبة متعة لأى فنان، لذلك جلست مع المخرج إبراهيم فخر لمعالجتها، وتوصلنا إلى تقديم الشخصية بشكل «لايت» بجانب الأمور السلبية التى بداخلها، لتكون مقبولة للجمهور ويأخذ موقفا من سلوكها.

هل كان لك ملاحظات على السيناريو؟
- لم نصطدم أو نختلف فى شىء، وكنت متفقا معهم، ولا يوجد ما يستدعى الاختلاف، وهذه أول مرة أشارك فى عمل فنى من تأليف حسان دهشان، وكان مفاجأة بالنسبة لى فهو مقنع ومنطقى، وكتابته رائعة، واستطاع أن ينسخ الخطوط الدرامية للشخصيات ويربط بينها بحرفية شديدة.

ضحكتك فى المسلسل كانت أشهر أسوأ ضحكة فى دراما رمضان.. كيف اخترتها؟
- الصدفة وحدها وراء اختيارها، وكان لابد من اكتمال الشخصية بكل جوانبها حتى ضحكتها، وكان من الصعب اختيار ضحكة مناسبة لشخصية مثل رشدى «مكنتش لاقى له ضحكة رخمة زيه»، وأثناء إجراء البروفات على الشخصية، جاءت ضحكة عفوية منى، وهنا استوقفنى المخرج إبراهيم فخر وقالى لى: «هى دى ضحكة رشدى».

هل تخوفت من رد فعل الجمهور أن يكرهك بسبب شخصية رشدى؟
- الجمهور على درجة كبيرة من الوعى ويعلم تماما كيف يفرق بين الفنان والشخصية التى يقدمها وأن الأمر كله مجرد أداء انفعالى من الممثل، وقال ضاحكاً: «لو الموضوع كده كانت الناس كرهت محمود المليجى وفريد شوقى»، أما كراهية الجمهور للشخصية فهذا أكبر دليل على نجاحها وأن الهدف منها وصل إلى المشاهد لأنها مليئة بالسلبيات والقسوة، ويجب أن تلاقى رفضا من المجتمع.

«ابن حلال» حقق نجاحا كبيرا فى رمضان رغم وجود منافسة قوية من عمالقة الدراما.. ما هى عوامل نجاح العمل فى رأيك؟
- العمل الجيد يفرض نفسه بقوة تلقائياً، وفريق العمل بذل جهدا كبيرا ليخرج للجمهور بصورة لائقة، وكانت هناك حالة جميلة تمتع بها جميع الفنانين وهى الصدق فى التعبير عن الشخصيات التى يقدمونها، وابتعدوا عن المبالغة فى الأداء، إلى جانب حرص المؤلف والمخرج على الابتعاد عن «المشهيات» مثل الألفاظ الخارجة والمشاهد الجنسية، التى تجلب المشاهد ويعتمد عليها الكثيرون فى أعمالهم لتحقيق أرباح مادية ضاربين عرض الحائط بالقيم والأخلاقيات المجتمعية ومدى تأثير أعمالهم هذه فى سلوك الأجيال، إلى جانب الفنان محمد رمضان الذى ابتعد عن مغازلة جمهوره بالأعمال التى يحبونها مثل مشاهد الغناء التى تسمى «مهرجانات» والرقص والخناقات.

هل ترددت فى مشاركة محمد رمضان فى أول أعماله الدرامية وأنها من الممكن ألا تحقق نجاحا؟
- لو نظرت إلى كل الأعمال بهذا المنطق ما كنت يوماً فى المكانة التى أتواجد بها الآن كممثل، وأنا أتابع أعمال محمد رمضان منذ فترة، ومنذ بدايته الفنية بتجسيده أدوارا صغيرة ومحدودة، وأعجبت به وهو فنان موهوب بالفعل.

ولكنك رفضت مشاركته من قبل فى فيلم «عبده موته».. فما السبب إذا؟
- رفضت العمل مع رمضان فى فيلم «عبده موته» بعدما عرض علىّ أحد الأدوار، بسبب أننى وجدت الفيلم مجرد استنساخ لكل أدواره، ولا يوجد بها جديد أو مضمون، وكان لدى اعتراضات مسبقة على أفلامه والمحتوى الذى يقدمه للجمهور، وقلت له بالحرف الواحد: «أنت فنان مش بلطجى علشان تعمل أفلام زى دى»، وكان لابد أن يخرج من عباءته، ويجسد أدوارا مختلفة حتى لا يكون حبيس هذه النوعية فقط من الأعمال.

ما النصيحة التى وجهتها للفنان محمد رمضان؟
- نصحته بالابتعاد عن استغلال المنتجين له، الذين يوظفونه فى أدوار هابطة كما يحلو لهم، وهم يسعون فقط وراء الربح المادى ولا يهمهم ما يقدمه الفنان سواء كان فنا هابطا أم راقيا ما دام أقبل الجمهور عليها وتحقق ربحا، وقلت له «لو فضلت تقدم أفلام زى دى مش هتحقق حاجة، وهتبقى موضة وتنتهى زى غيرك كتير» وأنت فنان موهوب، ولكنك ظلمت نفسك فى أدوار البلطجة.

ما أصعب مشاهدك فى المسلسل؟
- من أصعب المشاهد التى أثرت فىّ شخصياً، عندما وصل رشدى بزوجته لحد الجنون وفقدانها الإيمان لدرجة أنها أشعلت النار فى نفسها لتنهى حياتها رفضاً للاستمرار فى العيش معه وتحمل المزيد من القسوة والظلم، وهناك مشهد آخر عندما أقدم «رشدى» على طرد ابنه بعدما جرده من ملابسه نهائياً وألقى به فى الشارع، «وكسر رجولته» أمام الجميع، وهذا غير إنسانى على الإطلاق.

من كان أداؤه مفاجأة بالنسبة لك من الوجوه الشابة؟
- المسلسل كان حافلا بتألق عدد كبير من النجوم الصاعدة، وأدهشنى حمزة العيلى الذى جسد دور «مسكر»، فهو فنان عبقرى وأبهرنى بشدة، وأول مرة شاهدته فيها كانت أثناء البروفات وكنت أعتقد أن المخرج فضل الاستعانة بشخص معاق حقيقى، لتجسيد الدور ليكون أكثر مصداقية، ولكن المفاجأة التى لم أتخيلها أنه فنان شاب، وليس معاقاً، وهنا تساءلت: «إزاى فنان موهوب زى ده محدش واخد باله منه»؟ وأيضا سهر الصايغ فهى ممثلة «شاطرة»، وأنا أعرفها جيداً منذ أن كانت طفلة صغيرة وتعمل معى فى المسرح.

ما السبب الحقيقى وراء دخولك المستشفى أثناء التصوير؟
- ضاحكاً: «رشدى هو السبب، منه لله»، فالشخصية كانت تحتاج إلى مجهود كبير وهو ما جعلنى أرهق نفسى فى العمل بدرجة كبيرة لأنها شخصية مركبة وصعبة، وأثناء تصوير مشاهدى أصابنى إرهاق، مما استدعى دخولى المستشفى لمدة 3 أيام، وأحب أن أشكر فريق العمل الذى حرص على مرافقتى أثناء وجودى بالمستشفى.


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة