بالصور.. بحرينى يجمع أكبر متحف من المقتنيات المصرية التاريخية.. الشيخ أبو شقرة: مصر فى قلوبنا وحب ناصر وراثة.. المحروسة أرسلت فى الخمسينيات 3.5 مليون جنيه للبحرين وكسوة للإمارات فى أزمتها

الجمعة، 08 أغسطس 2014 07:00 ص

الشيخ إبراهيم أبو شقرة

رسالة المنامة -محمد ثروت و نورهان فتحى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على بعد مترين من الباب الخشبى الكبير تدعوك كوكب الشرق أم كلثوم بصوتها الرنان لتناول قدح من القهوة العربية معها وهى تغنى "اسأل روحك.. اسأل قلبك" دون أن تستطيع الإجابة عليها، وبينما تؤدى التحية للزعيم جمال عبد الناصر الذى يستقبلك بصورته وضحكته الصافية فى المدخل معرفًا بغلاوته عند أهل هذه البلد، ستقع ومن الوهلة الأولى فى غرام نعيمة عاكف ومحمد فوزى اللذين ملأت صورهما وذكرياتهما حوائط هذا المتحف الكبير.

لسنا فى مصر ولكن كل ما يحيط بنا يحمل حبا مصريا خالصا بالتأكيد، حيث حول الشيخ "إبراهيم أبو شقرة" بيته البحرينى المكون من طابقين إلى متحف مصرى تحيا فيه كل مساء أروع وأجمل فترات مصر الذهبية التى ربما نساها المصريون ولكنها محفورة فى وجدان الشعب العربى كله.

صور لفنانى زمن الفن الجميل، أعداد مجلات مصر التاريخية كالمصور وآخر ساعة ونورا والمنوفية، طبعات أولى من دواوين صلاح جاهين الشعرية، طوابع بريد وعملات نقدية من أيام الملك فاروق ربما لا يعى المصريون أنفسهم عليها، أسطوانات نادرة لأم كلثوم وعبد الوهاب وأسرار تعرفها للمرة الأولى من الكتابات الصفراء القديمة مثل أن إسماعيل ياسين تقدم لخطبة الفنانة هالة فاخر من والدها لابنه فى زيجة لم يكتب لها الاكتمال.

بالإضافة إلى العديد من المقتنيات الشخصية التى استخدمها العرب فى مصر والبحرين على مدار القرن الماضى من أطباق خزفية وزجاجات مياه غازية وآلات كهربائية وأجهزة راديو وتليفزيون تجدها جميعاً هنا محفوظة ومتراصة بعناية فائقة ترسل لك من فوق الأرفف الخشبية التى تراصت عليها نظرة أو ابتسامة أو ذكرى حلوة تثير فى وجدانك أسبابا عديدة، لتعشق تراب مصر هذه البلد التى يحفظ قيمتها كل الشعوب العربية عن ظهر قلب.

"مصر التى علمتنا.. مصر التى ساعدتنا.. مصر فى قلبنا وإليها محبتنا".. هكذا استهل الشيخ "أبو شقرة" الذى يبدو وكأنه تجاوز منتصف العقد الرابع بسنوات قليلة عن مصر، والذى يرقى إلى أن يكون شعراً مثبتاً بالحقائق والوثائق والتواريخ.

ويحكى الشيخ: "أول مدرسة نظامية علمت البحرين كانت هنا بالمحرق واسمها الهداية وكان أول مدير لها هو الشيخ حافظ وهبة المصرى رحمه الله، والذى جاب السعودية والبحرين ناشراً رسالة العلم والتعليم وبسببه حفظ عشرات بل ومئات الخليجيين القرآن وتعلموا الخط العربى، كما زرع فى نفوسهم مبادئ الوطنية حيث كان واحدًا من أبطال ثورة 1919، الأمر الذى تسبب فى محاربة الاحتلال البريطانى له وإبعاد الإنجليز له خوفاً من قيام ثورة بسببه فى البحرين".

الشخصية الثانية التى أثرت فى البحرين هى الزعيم "جمال عبد الناصر"، فقط يكفى أن تقول كلمة "ناصر" دون أن تكمل لأى بحرينى اسم الزعيم الراحل ليبدأ بعدها فى سرد حكايات وقصص لا حصر لها عن محبة زعيم الأمة العربية المحفورة فى نفوسهم حتى الآن.

واختتم كلامه عن ناصر قائلاً: "كل ما ترونه حولكم هى ذكريات ورثتها عن عائلتى فى حب الزعيم الراحل، فأنا لم أرى ناصر، ولكنى كآلاف غيرى من البحرنيين ورثت جينات حبه عن أجدادى".

ومن الشعراء يروى الشيخ "أبو شقرة" ذكريات البحرين مع أحمد شوقى، قائلا: ذهب وفد شعبى محملا بالحب والهدايا لأمير الشعراء وكانت الهدية عبارة عن نخلة بجذع من الذهب البحرينى النفيس، وقاعدة من الذهب المصرى، وتمرها عبارة عن كرات من الألماس تم إهداؤها عشقاً وولعاً منا بشعر أمير الشعراء".

وعن المواقف النبيلة للملكة مع مصر يحكى لنا "أبو شقرة" كيف جمع أهل البحرين أكثر من 43 ألف دولار فى الستينيات ليرسلوها كتبرعات للجيش المصرى، بعد النكسة دعماً منهم لخير أجناد الأرض ورداً منهم للجميل الذى بادر به الرئيس جمال عبد الناصر حينما أهدى البحرين 3.5 مليون جنيه فى أواخر الخمسينيات.