اللواء حنان عبد الواحد فى أول حوار صحفى لـ"اليوم السابع" عقب ترقيتها لرتبة لواء: بخلع "الرتب" على باب البيت وبكون الأم فى منزلى..التحرش مشكلة اجتماعية والشرطة ليست الحل..ويجب تفعيل دور المسجد والكنيسة

الأربعاء، 06 أغسطس 2014 04:34 م
اللواء حنان عبد الواحد فى أول حوار صحفى لـ"اليوم السابع" عقب ترقيتها لرتبة لواء: بخلع "الرتب" على باب البيت وبكون الأم فى منزلى..التحرش مشكلة اجتماعية والشرطة ليست الحل..ويجب تفعيل دور المسجد والكنيسة جانب من الحوار
أجرى الحوار إبراهيم أحمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
•مصر تسير فى طريقها لاستعادة أمجادها بعد ثورة 30 يونيو.. وحضارة الأمم تقاس بدور المرأة فى المجتمع.. والبلد حاليا على الطريق الصحيح
•"ستكونن رائدات وسيذكركن التاريخ" عبارة قالها القيادات لنا أثناء التخرج وكانت أمام عينى دائما تحفزنى على بذل أقصى جهد
•نجاحى فى عملى وراء مكوثى فى "شرطة السياحة" 31 عاما منذ تخرجى وحتى الآن
•كنت واحدة من بين 13 ضابطة تم قبولهن فى أول دفعة للضابطات المتخصصين
•ترقية 4 ضابطات لرتبة لواء انتصار للمرأة ودليل على تغيير عقيدة الداخلية
•رفضت سلوك نجلتى نفس طريقى بسبب طبيعة العمل فى الشرطة والتحديات التى نواجهها مع المجتمع
•الحل الأمثل هو فضح الشخص وسط أهله وجيرانه وفى جهة عمله بأنه "متحرش"

العمل فى جهاز الشرطة ظل أعواما عديدة مقتصرا على الرجل فقط، إلا أنه مع بداية الثمانينات كانت بداية الانفتاح وإلحاق المرأة بكلية الشرطة والتى بدأت فى تجاوز ابرز العوائق أمامها فى عملها، وهى تغيير نظرة المجتمع السلبية لها بأنها جديرة أن تتقلد جميع المناصب حتى لو كان دخولها المجال الأمنى الذى يحتاج إلى مواصفات بدنية واجتماعية خاصة، ولكن بفضل رغبتها فى التحدى ومواجهة المجتمع، استطاعت المرأة بإرادتها القوية أن تقنع المجتمع بأهمية الدور الذى تقوم به فى مجال الشرطة النسائية، وأثبتت أنها لا تختلف عن الرجل فى أى شىء من حيث مهارة الأداء وحب العمل والتفانى فيه، وظهرت للشرطة النسائية دور كبير فى الفترة الماضية من خلال حفظ الأمن فى مترو الأنفاق والمطارات والمنشآت السياحية، وذلك بعد أن كان ينتهى دور المرأة فى العمل الأمنى سابقا بمجرد ترقيـها لرتبة عقيد أو عميد ثم تحيل إلى المعاش، وكان لا يسمح لهن بالترقى لرتبة اللواء، وكانت البداية العام الماضى مع قرار وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بترقية أول امرأة إلى تلك الرتبة وهى اللواء عزة الجمل مدير مستشفى الشرطة بالقاهرة الجديدة، والتى تم المد لها العام الحالى خلال حركة التنقلات والتغييرات التى شهدتها وزارة الداخلية والتى صدرت منذ أيام، وشملت ترقية 4 ضابطات جدد إلى رتبة اللواء والتى كانت مفاجئة مدوية أثبتت تغيير استيراتيجية وزارة الداخلية الجديدة بقيادة اللواء محمد إبراهيم الذى بذل جهودا كبيرة فى تغيير تلك العقيدة والاستيراتيجية ومفاهيمها، بأن يكون الترقى لأصحاب الكفاءات فقط، وعمل على ترقية الضابطات وهن اللواء حنان محمود خليل بشرطة السياحة، واللواء فاتن سيد باتحاد الشرطة الرياضى، واللواء إيمان السيد بميناء القاهرة الجوى، واللواء رقية حمزة بشرطة النقل والمواصلات.

اللواء حنان محمود خليل اختارت طريقا شائكا يصعب على أى امرأة السير فيه، واستطاعت بعزيمتها وكفاحها على اجتيازه، وهو ما منحها التفرد والامتياز حتى نجحت أن تحقق لنفسها إنجازا كبيرا بأن تكون إحدى النساء اللائى يشار إليهن بالبنان بعد أن ترقت أخيرا إلى رتبة اللواء بعد نجاحها وامتيازها فى العمل، وذلك بشهادة جميع زملائها فى العمل بالإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار.

"اليوم السابع" التقت باللواء حنان والتى تعد ثانى امرأة تترقى لرتبة اللواء فى وزارة الداخلية، وأجرت معها حوارا جاء نصه كالآتى..

كيف تلقيتى خبر الترقية إلى رتبة اللواء؟
الخبر كان لا يصدق، وإحنا بعد ترقية اللواء عزة الجمل العام الماضى لرتبة لواء كان فى مخيلتنا أن نسبة ترقيتنا ستكون 20 أو 30 % ، وكانت مفاجئة جميلة بالنسبى لى جدا وكان واقعا سعيدا على المجتمع كله، نظرا لكم التهانى التى تلقيتها بعد الترقية من الأسرة والأصدقاء والزملاء واللواءات ومديرى الإدارات كلهم كلمونى وفرحانين جدا.

وكيف كان شعورك فى تلك اللحظة؟
إحساس لا يوصف، وأنا كنت بعمل على جمع كافة أغراضى ومتعلقاتى من المكتب، تمهيدا لتلقى خبر خروجى للمعاش وكانت مفاجئة رائعة بالنسبة لى ولا أستطيع وصف فرحتى فى تلك اللحظة، وأود أن أتوجه بخالص شكرى وتقديرى للواء محمد إبراهيم وزير الداخلية على ثقته فى الضابطات وكفاءتهن فى العمل، وبالفعل توجهت وباقى اللواءات إلى وزير الداخلية ووجهنا له التحية على تكريمه للمرأة وقدمنا وعدا له بأن نكون على قدر المسئولية، وإنشاء الله نكون عند حسن ظن المجتمع بنا.

بعد قرار الترقية نريد أن نعرف من هى اللواء حنان؟ وكيف كانت فكرة الالتحاق بكلية الشرطة؟
أنا اسمى حنان محمود خليل عبد الواحد، خريجة كلية الحقوق وحصلت على ماجستير فى القانون الإدارى، وأنا اشتغلت شهرين فى المحاماة، ولكن لم أنجذب إلى المهنة، وخلال تلك الأوقات طالعت إعلان أكاديمية الشرطة بوسائل الإعلام فى قبول دفعة من الضابطات المتخصصين، وبالفعل تقدمت وفقا لرغبة والدى الذى كان صاحب فكرة الالتحاق بكلية الشرطة، وأثناء التقديم أعجبتنى الحياة العسكرية كثيرا من الانضباط والالتزام وجذبتنى روح التحدى.

وكيف عشت الفترة العسكرية فى كلية الشرطة؟
أنا كنت من ضمن أول دفعة للضابطات المتخصصات تلتحق بكلية الشرطة، وكنا 5 آلاف متقدمة والحمد لله كنت واحدة من بين 13 امرأة يتم اختيارهن وقبولهن، وكلنا كان عندنا عزيمة إن إحنا نكون قد التحدى، وتدربنا فى الأكاديمية على كل شىء مثل الرماية وإطلاق النار وألعاب القوى والدفاع عن النفس.

وكيف كانت رحلتك كضابطة شرطة بعد التخرج؟
عقب تخرج أول دفعة للضابطات من أكاديمية الشرطة، تم إلحاقى بإدارة شرطة السياحة والتى مكثت فيها طوال فترة عملى بالداخلية وهى 31 عاما كاملة، وذلك نتيجة عملى المتميز الذى كان يدفع القيادات الأمنية التى أعمل معها بالإدارة على عدم نقلى إلى أى مكان أخر، والإصرار على بقائى، وأثناء التخرج من الأكاديمية قالت القيادات الأمنية لنا "ستكونن رائدات وسيذكركن التاريخ" وتلك العبارة كانت أمام عينى طوال عملى بالداخلية، وحملتنا المسئولية، وكانت حافزا لى فى العمل وبذل أقصى جهد حتى نكون على قدر المسئولية الملقاة على عاتقنا وعلى قدر التحدى الذى يواجهننا أمام الداخلية أولا ثم أمام المجتمع والمرأة.

وما هى اختصاصات عملك؟
قبل قرار الترقية كنت أشغل منصب رئيس قسم الإعلام والعلاقات بالإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، وحاليا
أنتظر صدور حركة التنقلات الداخلية للإدارة حتى أعلم أى منصب سوف أتقلده خلال المرحلة المقبلة.

وكيف تستطيعين الفصل بين عملك كضابطة شرطة ومنزلك وأسرتك؟
أنا فى الشغل اللواء حنان وفى البيت مدام حنان، وقياس نجاح المرأة فى عملها بتقييمها فى عملها ومنزلها والمرأة الذكية يجب أن تتناسى طبيعة عملها وتصبح زوجة وأم فى منزلها، و"أنا قبل ما أدخل بيتى بخلع الرتب خارجه"، وأصبح إنسانا آخر مختلف نهائيا داخل منزلى وسط أسرتى التى تتكون من زوجى والذى كان يعمل ضابط شرطة، وهو حاليا خارج الخدمة، وكان يحفزنى كثيرا فى عملى وابنتين إحداهن خريجة هندسة وحاصلة على دكتوراه فى الهندسة والأخرى خريجة طب وفى طريقها لإكمال دراستها فى ألمانيا ومتميزين جدا فى دراستهم.

وهل كانت ترغب إحدى بناتك أن تسير على نفس دربك ودخول كلية الشرطة بعد تخرجهن؟
أنا رفضت إن بناتى يمشوا فى طريقى علشان طبيعة العمل فى الشرطة مختلفة تماما عن أى عمل آخر، حيث إنه فى كافة الإجازات الرسمية والأعياد والمناسبات تكون كافة الأعمال الأخرى فى إجازات إلا رجال الشرطة وطبيعة العمل فى الشرطة، حيث إننا نكون فى تلك الإجازات والمناسبات فى حالة استنفار تام، ونكون فى الحالة "ج" ولا يسمح لنا بالإجازة نهائيا فى تلك المناسبات، وكل منا فى مكان عمله ومكان خدمته، كما أن الضابطات يواجهن تحديات أخرى مع المجتمع، وهناك أسباب أخرى دفعتنى لرفض الأمر، وفى النهاية أنا تركت لهم حرية القرار.

وخلال عملك هل تعرضتى لأى مضايقات أو مواقف صعبة؟
هناك بعض المضايقات التى واجهتنى ولكن بفضل الله تغلبت عليها ونجحت فى خوض طريقى حتى أكرمنى الله وكافأنى نتيجة إخلاصى فى عملى وحبى له، وبالفعل خلال عملى فى إحدى الأماكن السياحية واجهت بعض المواقف الصعبة، حيث كانت هناك سائحة أجنبية تعرضت للسرقة وخطف حقيبتها، وكان داخل حقيبتها الدواء الخاص بها وكان أول ما يشغلنى هو معرفة اسم الدواء حتى أسرعت بشرائه لها، كما أنه كان هناك موقف آخر صعب فى مكان آخر قمت بالخدمة فيه، حيث وقعت مشاجرة بين شابين وقام أحدهم بضرب الآخر بالحزام، مما تسبب فى إصابته فى الوجه أعلى العين وأسرعت بالخروج من مكتبى وقبل أى شىء عملت على تطهير الجرح للشخص المصاب وعقب ذلك نقله للمستشفى، كما أنه وأثناء فترة عملى فى المتحف المصرى تمكنت الخدمات الأمنية من ضبط شابين كانا يعملان على مضايقة السائحين فى المتحف، وقبل أن يتم تحرير محضر لهم وجهت لهم النصح بأن تلك الأفعال تسىء من سمعة مصر ورفضت أن يتم تحرير محضر لهم، حرصا على مستقبلهم التعليمى.

فى الوقت الحالى أصبح لدينا العديد من عناصر الشرطة النسائية ومع ذلك لدينا مشكلة كبيرة فى الشارع وهى التحرش الجنسى فما هى رؤيتك لحل تلك المشلكة أو الظاهرة؟
إحنا عندنا دين إسلامى يرفض كل ما هو خارج الأخلاق تماما، والمشكلة هى مشكلة اجتماعية والشخص المتحرش هو الذى لم يحسن أهله تربيته ولم يعمله أحد أن ما يفعله بالتحرش بالمرأة حرام وعمل غير أخلاقى، والشرطة ليست هى الحل ولازم يكون الشرطة والقانون أخر الحلول، ولكن الحل يكمن فى دور المجتمع والمسجد والكنيسة فى تعريف الشباب والنشء الجديد مكارم الأخلاق والتربية الحديثة، وأنا أرى أن الحل الأمثل لهذه المشكلة أن يتم فضح الشخص الذى يرتكب ذلك الفعل وسط أهله وجيرانه وأصدقائه، وفى جهة عمله أو الجهة التى يدرس بها سواء المدرسة أو الجامعة بأن ذلك الشخص متحرش.

وما رأيك فى الرد السريع من قبل المجلس القومى للمرأة الذى أشاد بقرار وزير الداخلية بترقيتك و3 لواءات آخرين لرتبة اللواء؟
السفيرة ميرفت التلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة أعربت عن سعادتها بقرار وزير الداخلية، ووصول المرأة لتلك الرتبة الرفيعة، وأشارت أن ذلك يعكس مدى التغيير الملحوظ فى استيراتيجية وعقيدة جهاز الشرطة فى عهد اللواء محمد إبراهيم الذى له الفضل فى وصول المرأة لذلك المنصب، بداية من اللواء عزة الجمل العام الماضى.

وما هى طموحاتك بعد قرار الترقية بصفة خاصة وللشرطة النسائية فى مصر بصفة عامة؟
طموحاتى كبيرة وعندى أمل كبير أن بعد ثورة 30 يونيو مصر تسير فى طريقها لاستعادة أمجادها، حيث تقاس حضارة الأمم من خلال دور المرأة فى المجتمع، والبلد حاليا فى الطريق الصحيح، والحمد لله أنا براعى ربنا فى عملى جيدا ولا أنتظر غير قضاء الله، وإن شاء الله يكون للمرأة دور فعال الفترة المقبلة فى مجال الشرطة النسائية، خاصة بعد أن أثبت عدد منهن نجاحهن وتميزهن فى عملهن، وهو ما ساعد على ترقيتهن إلى رتبة اللواء ويعد بمثابة انتصار للمرأة بصفة عامة، وأتمنى أن ينعكس ذلك على نظرة المجتمع للمرأة بشكل عام، وتمكينها من الوصول إلى جميع المناصب القيادية التى لم تصل إليها من قبل.



اللواء حنان عبد الواحد تشير باصبعها




اللواء حنان عبد الواحد في حوارها لليوم السابع




اللواء حنان عبد الواحد









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة