مكتبة الإسكندرية تتصدر طبعة ثانية من كتاب "الفن الإفريقى"

الأحد، 03 أغسطس 2014 09:04 م
مكتبة الإسكندرية تتصدر طبعة ثانية من كتاب "الفن الإفريقى" غلاف الكتاب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت مكتبة الإسكندرية طبعة ثانية من كتاب الفن الإفريقى، الكتاب يضم دراسة وافية عن الفن الإفريقى فضلا عن عرض لمجموعة مقتنيات البنك الدولى من المنتجات التقليدية التى تعكس ثراء وتنوع الفن الإفريقى.

الكتاب المترجم إلى العربية صدر فى طبعة ملونة 92 صفحة، يرى الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، أن القارة الإفريقية تتميز بأنها صاحبة حضارة بهرت البشرية خاصة فى مصر وأكد أن آراء العلماء تتفق الآن أن الظهور الأول للإنسان كان فى قارة إفريقيا، وذكر سراج الدين أن القارة السمراء لها عطاء كبير فى مجال الفن يرجع إلى عصور ما قبل التاريخ وقد تمثل هذا العطاء فى مختلف جوانب الفنون، فنجد فى فن الموسيقى تأثير الموسيقى الإفريقية فى إيقاع الموسيقى فى الأمريكيتين وفى جزر البحر الكاريبى وفى موسيقى الجاز التى بدورها أثرت فى أغلب موسيقى القرن العشرين وقد وصل إليها العديد من الآلات الموسيقية المنحوتة كالقيثارة التى تمتعت بمكانة اجتماعية عظيمة لدى الأفارقة، كام نجد الرسوم والصور المتنوعة الموجودة على جدران الكهوف والمأوى الصخرية المنتشرة فى الصحارى الإفريقية التى يرجع تاريخها إلى العصر الحجرى القديم وتنتشر المواقع الأثرية الخاصة بهذا الفن –الرسوم الصخرية- فى منطقة الصحراء الكبرى فى شمال إفريقيا وفى الطريق الجنوبى من القارة الذى يطل على المحيطين الهندى والأطلنطى ويشمل مواقع (ليسوتو، وبوتسوانا، ومالاوى، وناميبيا، وجمهورية جنوب إفريقيا).

وأضاف سراج الدين أن الظروف الطبيعية للمناخ الإفريقى الذى يتميز بالجفاف الشديد على حفظ تلك الرسوم المتنوعة التى تعد سجلا وثائقيا يقص لنا حياة الإنسان الإفريقى التى عاشها منذ الآلاف من السنين مضت على وجودها، كما تصور لنا هذه الرسوم مجموعات الحيوانات التى عاش الإنسان الإفريقى إلى جانبها، من وتماسيح، ووعول وزراف، وغيرها من الحيوانات التى عاشت فى هذه البيئة الطبيعية منذ أكثر من ستة آلاف عام، كما تعبر هذه الرسوم على تطور مراحل الصيد عند الصياد الإفريقى. ومن هنا تكمن قيمة هذه الرسوم من الناحية الفنية والتاريخية فى الاعتماد عليها كمصدر أساسى فى دراسة نشأة وتطور الفن الإفريقى منذ القدم، وفى التعرف على المواد الخام التى استخدمها الفنان الإفريقى فى تلوين رسومه وإكسابها لمعانا وبريقا استمر لآلاف السنين.

وللفن الإفريقى التشكيلى تاريخ عريق متصل بمختلف نواحى الحياة الإنسانية، من حلى تنوعت طرق تشكيلها وزخرفتها، وأدوات للزينة لاسيما التى أمدتنا بها منطقة ساحل العاج بالإضافة إلى اللوحات الفنية المتنوعة والتماثيل المصنوعة من مواد متنوعة، كالطين والحجر والمعادن النفيسة والعاج لأغراض مختلفة، بعضها خاص بالطقوس الدينية والعقائد عند الإنسان الإفريقى وبعضها اتخذ للزينة والطرف.

كما احتلت المرأة مكانة بارزة فى حياة المجتمع الإفريقى، فهى رمز الخصوبة والاستمرار، ومن هنا جاءت تماثيل المرأة الحامل وتماثيل المرأة المرضعة لطفلها من أكثر تماثيل السيدات شيوعا.
ومن الأعمال الفنية التى احتلت مكانة مهمة لدى الفنان الإفريقى، أعمال التراكوتا (التماثيل الطينية المحروقة) التى تمثل أقدم التماثيل الإفريقية الصغيرة الحجم. ويرجع تاريخها فيما بين عامى 500 قبل الميلاد، وعام 500 بعد الميلاد، بالإضافة إلى العديد من المصنوعات البرونزية والحديدية التى توضح جمال وتنوع الفن الإفريقى. لاسيما المشغولات التى تنسب إلى ملوك مملكة بنين. إلى جانب العديد من الآثار الإفريقية

المختلفة التى خلفتها القبائل الإفريقية المتفرقة من منحوتات وتماثيل ورسوم مصورة، والآثار المحفورة على الخشب، أو الحجر، وبعض الأدوات الفخارية التى اكتشفت فى غرب القارة بصفة خاصة.

ومن أكثر الفنون الإفريقية انتشارا وتنوعا، فنون الأقنعة السحرية، تلك الفنون التى تكشف عن مدى تأثر رائد الفن التشكيلى الحديث فى أوروبا –بيكاسو- بها، حيث عكس تناوله للوجوه والأجسام والرسومات الأخرى، عكس كل ذلك مدى تأثير الفن التشكيلى الإفريقى على بيكاسو، وغيره من فنانى أوروبا، وهو ما كان بمثابة الشرارة التى فجرت ثورة الفن الحديث بزهور التكعيبة cubism والتجريد، وما أصبح فيما بعد من بعض التيارات السائدة فى الفن المعاصر عالميا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة