"فيس بوك" و"واتس آب" أحدث الطرق للتهنئة بالعيد

الإثنين، 28 يوليو 2014 10:01 ص
"فيس بوك" و"واتس آب" أحدث الطرق للتهنئة بالعيد Happy feast
كتبت جهاد الدينارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التلغراف، صندوق الطرود الذى يحمل هدايا ونفحات العيد، وسباق الضغط على أزرار التليفون لسماع صوت من نحبهم ومبادرتهم بجملة "كل عام وأنتم والأسرة بخير" أصبحت وسائل للمعايدة جار عليها الزمن ومحتها السنوات، واقتصرت معرفة الأجيال الجديدة عنها على حكاوى الآباء والأجداد عن مظاهر الاحتفال بالعيد وتبادل المحبة والمودة بين الناس بمثل هذه الطرق التى تحولت إلى مجرد "تراث".

"للمعايدات وسائل ولغات أخرى" فتعتبر هذه الجملة هى الملخص المفيد للحال الذى وصلت له التهنئة بالعيد فى أشكالها الجديدة، التى تغيرت فى السنوات الأخيرة بعد الانفتاح على عالم التكنولوجيا الحديثة والعالم الغربى وظهور أحدث التطبيقات والبرامج التكنولوجية مثل "فايبر، واتس أب" مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك، تويتر، انستجرام" وغيرها من الوسائل التى أصبح من شأنها أن تقضى تماما على المكالمات التليفونية والزيارات العائلية التى مع الوقت أصبحت أفعالا تندرج تحت مصطلح "دقة قديمة"، فلا داعى لأن ترهق حالك وترفع سماعة التليفون طالما بيدك أن تسجل رسالة صوتية وترسلها إلى الجميع كنوع من أداء الواجب دون أن تنتظر رد، أو تتخذ "التاج" كحل أفضل للمعايدة على أصدقائك الافتراضيين، وهنا الغائب عن الفيس بوك ليس له نائب.

ولم يتوقف التغير فى أشكال المعايدة عند الأساليب والوسائل وحسب، إنما أصبحت اللغة أيضا ركن أصيل ضمن هذا الاختلاف والتغير، فبعد أن كانت اللغة العربية هى المسيطرة على الأمر خاصة وأنها معايدة لمناسبة دينية، أصبحت اللغة الإنجليزية هى الأكثر استخداما وكأننا نحتفل بعيد الاستقلال الأمريكى.

بل انتسبت كل من جمل "كل عام وأنت بخير أو عيد مبارك" إلى الرجعية بل والسوقية أحيانا، فى حين أصبحت "happy feast" علامة على أن كاتبها "ابن ناس"، بينما تدخلت لغة "الفرانكو" لتحل أزمة المعايدة للجمع بين اللغتين العربية والإنجليزية لتصبح جملة "3ed sa3eed " دليل آخر على أنك "شاب روش" أو سبيل للتهرب من الوقوع فى أخطاء الكتابة باللغة الإنجليزية.

يحكى محمد 80 عاما عن أساليب المعايدات قديما ويصفها ببركة العيد، مستاء من هذا الزمن وتغير أساليب المعايدة واصفا إياه بزمن قلت به البركة: زمن سلق البيض كل حاجة بتحصل فيه بقت من باب المجاملة من غير نفس، فبعد ما كان الناس، بتعيد على بعضها بكلمات تهنئة رقيقة يتبادلوها بتلغراف لو كانت الأماكن والمسافات بنهم بعيدة، أو من خلال صندوق الطارد اللى كان بيمثل لنا صندوق المفاجآت من لعب للأطفال أو زيارة من الريف الفطير والقشدة والعسل، أو أى نفحة من قرايبنا فى القرى بمناسبة العيد.

مستكملا": بدأت المظاهر دى فى التقلص والتغير مع تقدم الوقت وانشغال الناس بمشاكلها الشخصية، اللى خلتها تفقد للمعايدة بركتها وحلاوتها وتأثيرها الطيب على الناس، وأقصت الكبار عن الاحتفال بشكل كبير، بعد ما اقتصر على النت و الموبيلات والبرامج الحديثة اللى لا يفقه فيها شىء العواجيز اللى زى حلاتى.

فى حين يعلق "مازن طارق" 15 سنة الحفيد الأكبر له على رأى جده فى أساليب التطور فالمعايدة: أنا مش موافق جدى على كلامه، لأن لكل وقت وله أساليبه اللى بتعبر عنه، يعنى أنا دلوقت مقدرش أبعت تلغراف أعيد على أصدقائى وقرايبى، وأنا ممكن بكل سهولة أبعت رسالة بضغطة واحدة على زرار الموبايل ترسل لكل الناس أو أعمل "تاج أو منشن" على الفيس بوك، أو حتى أجمع ناس على جروب على "الواتس أب أو فايبر" وأقولهم كلهم فى نفس الوقت كل سنة وأنتم طيبين.

أما عن استبدال اللغة العربية باللغة الإنجليزية والفرانكو فى المعايدة: الإنجليزى و"الفرانكو" بقوا أسلوب حياة يعنى أنا واللى فسنى بنتكلم كده دايما ولأن المعايدات جزء من كلامنها وأفعالنا فساعات بنعيد على بعض بنفس الأسلوب اللى ما بيقللش من تهنئتنا لبعض وسعادتنا بحلول العيد، وده مش معناه إننا نسينا العربى إنما لكل جيل موضته وتقاليعه اللى ممكن تبقى صح أو غلط.



Happy feast



Happy eid








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة