محمد صبرى درويش يكتب: جعل الله كل أيامكم أعياداً

الأحد، 27 يوليو 2014 12:13 م
محمد صبرى درويش يكتب: جعل الله كل أيامكم أعياداً صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فرحةٌ عارمةٌ تنتاب النفوس بتلقائية شديدة حينما تقترب الأعياد، مصحوبة دوماً بتَذكرٍ لأيام الطفولة، والكل له طقوس تختلف عن غيره ويختلف رسم تلك الطقوس من بلدة لأخرى ومن محافظة لأخرى، إلا أن الجميع يشترك فى الفرحة والاحتفال.

ونشعر بنشوة الفرحة فى اللحظات الأولى من ليلة العيد، وعلى أنغام كوكب الشرق "يا ليلة العيد أنستينا"، ولا أعرف كيف تأتى ليلة العيد دون أن نسمع تلك الأغنية التى لا أمَلُ من سماعها طول هذه الليلة، وكأنها تُجدد الأمل والعزم كما تقول كلماتُها، فهذه الأغنية منذ عام 1940مـ وقد ارتبط عبيرها بقدوم العيد والأغنية بشكل عام تثير معانى السعد فى النفس وتثرى الأذن طرباً.

وفى عادى الأيام أستيقظُ مبكراً إلا أن يوم العيد أستيقظُ فيه مبكراً جداً حتى لو كانت ساعات النوم هى ساعة واحدة، وأشعر وكأننى استيقظتُ من نوم شهر كامل، ولا أعرف السر وربما لدى علماء النفس سبباً، لكن لهذه الليلة سراً وسحراً، أعتقد مهما قدم العلماء أسباباً فلن يأتوا بسرها.

وفى صباح يوم العيد نجد التكبير السابق لصلاة العيد، وغمرة للجميع بسكينة وهدوءٍ نفسى عجيب، لا أعرف من أين تأتى السكينة ولا أدرى كيف يُبث الهدوء بين حنايا الجمع، وصلاة العيد لها مذاقٌ خاص فهى قلب اليوم الذى يضخ السعادة مجدداً فى الأنفس وتنشر نبض الفرح والبهجة أين ما كانت.

وبعد الصلاة تتغلل سبل الود بين الأهل والأقارب، وتنتشر وتمتد حتى لمن تعرف ولمن لا تعرف، وكأنك مُرسلُ سلام للدنيا، تُحبُ ولا تكره، وتفرح وتُمحى من رأسك كلمة حزن وكأنك لم تكن تعرفها من قبل هذا اليوم، وشهية مفتوحة لفطار شهى تأكل منه القليل مع إحساسٍ بالشبع التام، ما هذا اليوم؟ وكيف نحن فيه كذالك لا أدرى؟.

ولكن سرعان ما نتذكر عزيزٍ قد فقد، أو شهيدٍ قد طالت روحه الطاهرة يد إرهاب غاشم، أو غريب هو بعيد عنا، أو عملٍ يُبعدُ بينك وبين أهلك كالعمل فى جريدةٍ مثلاً فى هذا اليوم، ولكن لا يعرف معنى العيد فى مصر إلا من حضره خارجها، وكأنه لا عيد إلا بمصر مما نجد من تقارب ومودة وفرحة تتدرج نحونا وقتاً ليستقبلها كل إحساسٍ فينا ليرتوى بالبهجة ويجدد أملاً وعزماً حتى عيدٍ آخر يملؤنا من جديد بالفرحة والأمل والعزم.

جعل الله كل أيامكم أعياداً، وأسرى بالفرحة لنفوسكم والبهجة إلى حنايا أرواحكم، وجعل الله مصر وأهلها كل يومٍ فى عيدٍ وحماها من تكدير الفرحة بالإرهاب الذى يريد أن يُدنس أرضها، ولكن عزيمة الفرحة لدينا تأبى أى ضير يمس وطننا أو يقترب من أرضنا، كل عام ومصر فى خير، وكل الخير لمصر وأبنائها فى كل وقت من العام، وكل عام وجيش مصر وكل مؤسسات دولتنا وقادة الدولة بخير، وكل عام والوطن العربى أجمع والأمة الإسلامية كلها فى خير وفرحة وسعادة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة