محطات مترو الأنفاق.. «جمهورية الباعة الجائلين».. التجار لـ«اليوم السابع»: هيمشونا هنرجع تانى.. ومحافظ القاهرة يمتنع عن التعليق

الخميس، 24 يوليو 2014 10:48 ص
محطات مترو الأنفاق.. «جمهورية الباعة الجائلين».. التجار لـ«اليوم السابع»: هيمشونا هنرجع تانى.. ومحافظ القاهرة يمتنع عن التعليق الباعة الجائلون فى محطة مترو الأنفاق
تحقيق : إيمان الوراقى ( نقلاً عن العدد اليومى)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثلاثون جنيها هى حصيلة ما جمعه «سعيد» من ركاب المترو بعد يوم قضاه متنقلا بين عرباته يبيع بضاعته وسط تأفف الركاب ودون اعتراض أحد من الشرطة له فى مشهد متناقض مع ما صرح به اللواء منير السيد مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات قبل أيام بما يفيد خلو جميع محطات المترو من الباعة الجائلين باستثناء محطتى حلوان والمنيب وإعلانه عن إبعاد وتحرير مخالفات لـ21.4 ألف بائع بالمترو والسكة الحديد خلال الحملة التى أطلقتها الإدارة العامة لشرطة النقل للقضاء على الظاهرة.

ولعل الحالة الاقتصادية السيئة التى يعيشها المصريون فى وقت اتخاذ إجراءات مواجهة الباعة خاصة قبيل موسم ينتظرونه تسببت فى رفضهم تنفيذ ما تمناه وأعلنه رئيس هيئة المترو الأسبق عن تطهير معظم المحطات من الباعة خاصة محطة فيصل إلى جانب محطات أخرى، فالواقع يؤكد أن الأمر ازداد سوءا لدرجة أن الباعة فرضوا سيطرتهم على محطات المترو خاصة الجيزة وفيصل مرورا بالدقى والعتبة وغيرهما من المحطات التى عايشت فيها «اليوم السابع» البائع سعيد فى رحلته اليومية لكسب قوته دون اعتراض أحد من شرطة المرافق له أو لغيره.

سيدة تضع أمامها وعاء كبيرا به جبنة قديمة، وأخرى تبيع بيضا وخبزا ريفيا، وثالث تأهب لموسم العيد، ورابع يبيع أحذية، بجانب باعة الفاكهة والخضروات، تراصوا ليعيقوا حركة الدخول أو الخروج من محطة مترو العتبة التى كانت نقطة لقائنا بـ«سعيد».

وسعيد ثلاثينى متزوج يعول أسرة تضم أما وزوجة وثلاثة أطفال يسكن فى عشش إمبابة، لفظته حواريها الضيقة المكتظة بأبناء كاره، ليجد نفسه مرغما على مطاردة ركاب المترو بحقيبة اتسعت لعدد من الأدوات المنزلية أولها «مقوار» الكوسة الكهربائى.. ينادى الرجل بأعلى صوته «المقوار السحرى» التلاتة منه بـ«خمسة».. لا هنقول بعشرة زى المحلات قربى يا هانم تلاتة بخمسة جنيه.. تحدثنا معه عن مهنته ومشاكلها فقال: «الأول متصوريش يا أبلة دا أكل عيشنا، هنعمل إيه يعنى يوفروا لنا شغل أو أماكن نقف فيها وإحنا هنلتزم، لكن ما بناخدش منهم غير كلام، مرسى قبل كده قال هنجيب لهم أماكن بديلة ولحد الآن مشفناش حاجة.. تشن حملات علينا بين الحين والآخر لكن ما باليد حيلة لقمة عيشنا واللى يقرب منها أمه داعية عليه.. والحى لم يقم بأى حملات أو تطهير للمترو كما صرح المسؤولين».

يصطحبنا «سعيد» فى جولة معه داخل المترو، يلتف حوله الناس وغيره من الباعة.. يدخل المترو دون اعتراض أحد.. يمارس مهنته بطبيعة لا يقطعها عليه سوى أصوات من يشترى بضاعته برزق أبنائه الثلاثة.

الأمر لا يختلف فى قليل أو كثير عمن افترش ساحات المترو بداية من سلالم مدخله ومرورا بطرقاته المؤدية إلى القطار، فى كل المحطات تقريبا خاصة الحيوى منها كمحطات رمسيس والعتبة والجيزة، انتشر الباعة هنا وهناك بشكل مكتظ يصعب معه سير الركاب وخروجهم ودخولهم.

محمد بائع ملابس قال لنا: «جلسنا مع مسؤولين بالحى، وننتظر ما يفعلون، لن نترك أماكننا إلا إذا وجدنا البديل»، ويعلق جمال بائع لعب أطفال: خصصت الحكومة جراج الترجمان لنقلنا إليه، والسؤال: كم باكيت فى هذا الجراج؟ كم بائع متجول يستوعبه الترجمان؟.. نحن فى موسم سنوى ننتظره بفارغ الصبر ولن نضيعه أبدا وعلى الحكومة أن تفعل ما تريد.

«أحمد» بائع أحذية قال: عندى بضاعة بـ150 ألف جنيه، همشى من هنا وأخسر يعنى؟ الفلوس دى بتاعة خمسة شركاء منقدرش نضيعها دى تطير فيها رقاب.

شدة وحسم أبداها الباعة بمحطات مترو تابعة لمحافظة الجيزة، يقول خميس محمد: ما فعله المحافظ من توفير بعض الأماكن كجراج الترجمان، خاصة فقط ببائعى القاهرة، أما نحن فلم يحدد لنا أماكن وسقطنا من حساباتهم وكأننا غير موجودين.. لن تحل تلك المشكلة أبدا إلا إذا وفرت لنا الحكومة بديلا نقتات منه، والا فمن أين سنواجه غلاء الأسعار والمعيشة الصعبة التى نحياها فى هذا الزمن ونحن بدون وظائف تعيننا عليها؟

اصطحبنى أحد الباعة إلى جراج الترجمان بشارع السبتية، وقال «شايفة مساحته أد إيه؟ دا هيكفى خمسة ملايين بائع؟، وعندما صححنا له المعلومة وقلنا له بأن هذا العدد موزع على محافظات كثيرة وليس القاهرة فحسب»، أجاب: ميدان رمسيس والعتبة فيهم آلاف من الباعة وشارع السبتية كله لا يستوعبهم.. ثم انتقد وسائل الأمان المفترض على الحكومة وضعها على الجراج فى ظل استغلاله من قبل شباب السبتية فى لعب الكرة.

الأكثر غرابة كان فى تراص عدد كبير من الباعة أمام سور الجراج ليشكلوا تحديا واضحا للحكومة يؤكد عدم استجابتهم لها وكأن لسان حالهم يقول «حلول غير قابلة للتطبيق ونحن باقون لكسب العيش».

من جانبه قال أحمد حسين رئيس نقابة الباعة الجائلين: ما صرح به رئيس الوزراء إبراهيم محلب من وجود بدائل للباعة لا يرضينا، وما خصصته الحكومة من أرض «وابور التلج» بشارع الجلاء بجوار القنصلية الإيطالية، كان من المفترض تسليمه خلال مدة أربعة أشهر انقضى نصفها، ولم توضع بها طوبة واحدة فلازال مجرد أرض، وكان من المفترض تسليم ولو الدور الأول.

وتابع رئيس نقابة الباعة الجائلين: صدَّقنا رئيس الوزراء فى اجتماعه بنا ووزير الاستثمار ومحافظ القاهرة وممدوح حمزة، خاصة ما قاله بخصوص مول الترجمان فى السبتية كحل مؤقت لبناء مول «وابور التلج» وصدمنا عندما وجدناه خلافا للواقع «لقينا غنم ومنقبلش نتعامل التعامل دا مخططين لنا خطوط فى الشارع لن نستجيب لأى حملات، تشنها الحكومة علينا».

وفى نبرة غضب واضح قال رجب إمام المتحدث باسم نقابة الباعة الجائلين جميع الباعة رافضون لبديل «الترجمان» لأنه مجرد شارع وأخبرونا أنه مول ولن يحل المشكلة أيضا مفيش حد بيعدى من هناك ده شارع مش مبنى، نحن لا نثق فى كلام المحافظ اللى بيوسع السكة لنفسه، احتمال فى حركة نقل المحافظين فبيدينا كارت يهدينا ويفضل من خلاله محافظ.. مسترسلا: رأينا نموذج الجراج عند المحافظ أثناء اجتماعه بنا، ورأينا أرض المول أيضا.. إنها لم تبن بها طوبة واحدة، لا نصدق المحافظ.

وأكد المتحدث باسم نقابة الباعة الجائلين: الباعة لا يرفضون الامتثال لتلك الترتيبات حال تنفيذها بشكل لا يضر بقوتهم، مهددا «لازم يوجدوا أماكن بديلة وإلا حصل صدام بيننا والحكومة ولن ينهوه إلا بالدم».

بدوره رفض جلال السعيد محافظ القاهرة الرد على رفض الباعة للتطهير، ومطالبتهم ببدائل حقيقية تستوعبهم قائلاً: «ما عنديش رد أما أسمع الكلام منهم هرد عليهم»، مشيرا إلى عزمه عقد اجتماع عاجل للحديث معهم ومناقشة الوضع».










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل

اهالى شارع نصوح بحى الزيتون بالقاهرة يتمنون اقالة المحافظ-

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة