خطيب بالأوقاف: تجديد الخطاب الدينى ضرورة حسب حال المخاطَب وقدر استيعابه.. والشيخ أحمد موسى: لابد من إعداد الدعاة ماديا وعلميا ونفسيا.. ويجب على الداعية فهم الشرع والواقع.. وصياغة الدين بأسلوب حديث

الخميس، 24 يوليو 2014 05:36 ص
خطيب بالأوقاف: تجديد الخطاب الدينى ضرورة حسب حال المخاطَب وقدر استيعابه.. والشيخ أحمد موسى: لابد من إعداد الدعاة ماديا وعلميا ونفسيا.. ويجب على الداعية فهم الشرع والواقع.. وصياغة الدين بأسلوب حديث الشيخ أحمد موسى طه إمام وخطيب بوزارة الأوقاف
حوارات لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الشيخ أحمد موسى طه، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، فى حوار لـ"اليوم السابع"، حول رؤيته لتجديد الخطاب الدينى، يقول الله تعالى "وَمَا أَرسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، وقال تعالى "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نزل به الرُّوحُ الْأَمِينُ".

وقال البخارى، عن على بن أبى طالب، رضى الله عنه أنه قال "حدثوا الناس بما يعرفوا، أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله؟"، لافتا إلى أن النبى، صلى الله عليه وسلم، كان يجدد لأصحابه الخطاب بين الحين والآخر، فمرة يكون بالأمر المباشر "خذوا عنى مناسككم"، وأخرى بالترغيب كحديث الذى سقى كلبا فدخل الجنة، ومرة بالترهيب "دخلت امرأة النار فى هرة لا هى أطعمتها وسقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض"، ومرة بالاستفهام "من أصبح منكم اليوم صائما؟"، ومرة بضرب المثل "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم؟"، قال بن حجر فى شرح الحديث: وفيه ضرب الأمثال والأشباه لزيادة الإفهام وتصوير المعانى لترسخ فى الذهن.

وأضاف "طه"، أنه من فضل الله سبحانه وتعالى أن كان كل رسول يتكلم بنفس لغة من أرسل إليهم، وهذا هو تجديد الخطاب الدينى فى أبهى صوره يتجدد من رسول إلى رسول، وإلا لو كان الوحى كله بلسان الرسول الأول لم يفهم قوم إبراهيم مثلا ما كان يفهمه قوم نوح، وتطبيق النبى صلى الله عليه وسلم، للتجديد فى خطاب أصحابه، وإخباره ببعث المجددين، أفرادا كانوا أو هيئات، كل مائة سنة، يوحى أن التجديد فى الخطاب الإسلامى ضرورة لابد منها تبعث فيه روحا جديدة وتحمل المتلقى على قبوله، وما مر من كلام ابن مسعود وعلى ابن أبى طالب، رضى الله عنهما، يتضح أنهما فهما ما قالا من خلال تربية وتعليم رسول الله لهما، وهو أن الخطاب لابد وأن يتغير ويتجدد بحسب حال المخاطَب وقدر استيعابه.

وتابع الخطيب بالأوقاف، أن من الأدلة السابقة جملة وغيرها يظهر أن تجديد الخطاب الإسلامى ضرورة ملحَّة، لا يستغنى عنها توجيه دعوة الإسلام إلى عباد الله، ويظهر أن مسألة تجديد الخطاب الإسلامى لها أصل فى كتاب الله وفى سنة رسول الله، وفى فهم سلف الأمة الذين هم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وانطلاقا من هذا نقول إن لغات الناس وبيئاتهم واحتياجاتهم وأدواتهم تتغير من زمان إلى زمان، ومن عصر إلى عصر، بل إن أبناء العصر الواحد يختلفون باختلاف بيئتهم وثقافتهم، لذا من الضرورى أن يخرج الخطاب الإسلامى ملائما للعصر الذى يحياه المخاطَبون، مناسبا للغتهم وثقافتهم وبيئتهم، حتى لا يكون الخطاب وبالا عليهم، بحيث لا ينتفعون به أصلا، لأنه لم يبلغ عقولهم، أو يفهموه فهما غير صحيح فيعيثون فى الأرض فسادا، كهؤلاء الذين يسمون فى زماننا بالجهاديين والتكفيريين، وهذا يبين خطر مسئولية الدعاة وعظمها، وكيف أنهم لابد لهم من فهمين، الأول فهم للشرع والثانى فهم للواقع ومعرفتين، معرفة العلم، ومعرفة سياسة العلم، ولله در أبى السعود صاحب التفسير الشهير، عندما كان يفتى الأتراك إذا جاءته المسألة باللغة العربية أفتى باللغة العربية، وإذا جاءت بلسان الترك أفتى فيها بلسان الترك.

وأشار "طه"، إلى أنه بعد هذا العرض، لابد أن نشير إلى نقطتين غاية فى الخطورة، أولاهما أن تجديد الخطاب الإسلامى لا يعنى تغيير أى شىء فى دين الله عز وجل، أو إهمال جزء منه أو إضافة جديد، وإنما المقصود بتجديد الخطاب الإسلامى صياغة دين الله بأسلوب حديث، وتقديمه بطريقة يفهمها الناس مع إحياء ما اندثر منه.

ويقول الدكتور سالم عبد الجليل، فى كتابه تجديد الخطاب الدينى، "يكون التجديد بإحياء الفرائض المعطلة، وإزالة ما علق بالدين من الآراء الضالة والمفهومات المنحرفة، وتخليص العقيدة من الإضافات البشرية لتُفهم بالبساطة التى فهمها سلف الأمة، وإحياء الحركة العلمية فى مجال النظر والاستدلال، والعمل على صياغة حياة المسلمين صياغة إسلامية شرعية، بفقه الواقع المتجدد والمتغير، والبحث عن الاجتهادات الفقهية المستمدة من ثوابت شريعة الإسلام، ولا يعنى التجديد بحال من الأحوال إضافة شىء جديد إلى ثوابت الدين، كما أنه لا يعنى بحال من الأحوال اقتطاع شىء منه ونبذه، فهذا وذاك ليس فى الحقيقة من التجديد وإنما ابتداع أو مسخ أو تجريد.

ويضيف "طه"، أن ثانيتهما أن الدعاة إلى الله لن يستطيعوا أن يقوموا بتلك المهمة، ويقدموا رسالة الله للعالمين تقديما يناسب أفهامهم وثقافتهم وبيئتهم وعصرهم، إلا إذا تم إعدادهم إعدادا ماديا وعلميا ونفسيا يؤهلهم للقيام بمسؤوليتهم، أما ما نراه اليوم من أحوال الدعاة وحملة الرسالة، لا تنبئ بتجديد خطاب ولا بتقدم رسالة ولا بنهضة أمة، لأن الدعاة فى بلادنا أهملهم المسئولون وقصروا فى حقهم فلم يمدوهم لا بعلم ولا بمال، فمن هنا ضاعت الرسالة وتأخر الخطاب وكثر الخبث، وتزعزعت أركان الملك، مشددا على أنه بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم، لم يُبن ملك على جهل وإقلال، وحتى يعود البنيان إلى تمامه على الجهات المسئولة إمداد العلماء والدعاة بما يكفى حاجاتهم من العلم والمال، حتى يوجهوا للناس خطابا متجددا ترقى به الأمة فى دينها وأخلاقها، وتتقدم على غيرها وتُكفى شر أعدائها، وتتجه إلى مصالح دينها ودنياها.


أخبار متعلقة..


نائب رئيس جامعة الأزهر: تجديد الخطاب الدينى حتمى.. وضوابطه مراعاة الاختصاص والتجرد والالتزام بقواعد العربية.. ويجب فهم النصوص فى ظل مقاصد الشريعة.. والشافعى كتب فقهه مرتين الأولى بالعراق والأخرى بمصر









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة