القارئ أحمدعبده يكتب: أول أيام الشتا

الأحد، 17 يناير 2010 01:54 م
القارئ أحمدعبده يكتب: أول أيام الشتا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد حلم قصير لم يستغرق بضع من الثوانى القليلة والذى لم أفهم مغزاه فربما هو رسالة من الله أراد أن يرسلها لى ولكن للأسف لم أفهمه.

استيقظت سريعا من النوم الذى تميز بالساعات القليلة ربما الحلم قد أثار عقلى الباطن فعجل من استيقاظى أوانها إرادة الله أن أستيقظ فى هذا الوقت بالتحديد!! فبمجرد أن استيقظت وفتحت عينى وبعد دقائق قليلة من محاولة إدراك زلزال الحلم وتوابعه، كان أول ما وقعت عليه عينى من خلال نافذة غرفتى هى السماء، نظرت اليها فى تأمل شديد، لم تكن مثل كل يوم فاليوم مختلف قليلا، وبعد محاولات من التركيز وجدت شيئا غير عادته، فالشمس لم تكن موجودة فى مكانها الطبيعى فى السماء أين ذهبت!! ماذا حدث لها اليوم، ألم تستيقظ اليوم مع من استيقظ على كوكب الأرض أكانت فى سهرة مساء الليلة الماضية فى أحضان الجزء الآخر من الكرة الأرضية؟!! أم أرادت اليوم أن تتدلل على عاشقيها فى هذه البقعة من الأرض وتختبر حبهم لها؟!!

فمهما تعددت أسباب لغز اختفاء الشمس صباح اليوم ولكن النتيجة واحدة .. فالسماء تظهر عليها ملامح غريبة لم تعتاد عليها ، ربما كانت غاضبه لعدم رؤية الشمس اليوم فهما دائما معا فى كل مكان منذ نشأة الأرض يفرحان معا ويغضبا معا، أم أنها حزينة من أمر ما؟! فلونها اليوم قاتم يغلب عليه بعض الاكتئاب والضيق فيبدو عليها أنها تحبس دموعا بداخلها..

هنا أدركت أن أفضل أشهر السنة قد بدأت تظهر معالمها اليوم.. أنه الشتاء قد اقترب فى القدوم بشدة.. ربما تأخر فى موعده هذه السنة ولكن كنت انتظره، كما تواعدنا فى السنة الماضية أثناء وداعه لى ألا يتأخر، ولكنه كعادته متقلب بعض الوقت، فالشتاء بينى وبينه حاله من العشق فاراه يعبر عن كثيرا مما يحدث عن وجه الأرض، فهو أحيانا صديق حميم وأحيانا متقلب، أحيانا يكون قاسيا وأحيانا يكون فى قمة الحنان ودفى المشاعر..

كثيرا ما يربطنى بالشتاء ظروف أو مناسبات أو مواقف لا تنسى مهما طالت سنوات العمر، ففيه التقى بأناس لهم فى حياتى الفضل فى جعلها نقطه تحول وهنا يبدأ الارتباط الوجدانى بهؤلاء الذين يجمعنا سمات الشتاء بهم من حب وتقلب وشد وجذب، فالشتاء هو جامع ومفرق يجمع الأصدقاء والأحباب تحت أمطاره التى تتدفق بالمشاعر الجميلة لتملأ الناس بالحب والدفء، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فأيام أو أشهر قليلة تمر سريعا ويقترب الشتاء فى الذهاب بعيدا، وتأتى لحظة الوداع التى كرهها الكثير، فلون الحياة بدون الشتاء باهت جاف خال من الدفء والحنان، فلن تجد البرد الشديد الذى يجعل أقرب الناس إليك يضمك حتى تشعر بالدفء، فيذهب الشتاء ويلقى بنا بأخر قطره مطر لتمحو ماكتب على جدران الحياة من وعود وأمانٍ سطرها بعض الناس لآخرين ، وربما يمحو هذا العلاقة بين هؤلاء الناس أصلا أيا كانت صداقه أو حب، ويبدأ الشتاء أن يتوارى شيئا فشيئا ويتوارى معه الدفء الوجدانى برغم برودته.

وهنا أدركت أن رؤية صديقى الذى كان فى الحلم مرة أخرى بعد غياب دام أشهر كثيرة ربما يرتبط بقدوم فصل الشتاء الذى أعشقه ، فهل يمثل قدوم الشتاء هذه السنة عوده أناس اختفوا مع اختفاء شتاء السنة الماضية؟!! أم هى تهيؤات حدثت تحت تأثير مخدر عشق الشتاء!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة