سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 20 يوليو 1882.. الخديو توفيق يعزل أحمد عرابى من نظارة الجهادية.. وعرابى يرد بجمعية عمومية

الأحد، 20 يوليو 2014 08:41 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 20 يوليو 1882.. الخديو توفيق يعزل أحمد عرابى من نظارة الجهادية.. وعرابى يرد بجمعية عمومية أحمد عرابى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إلى أحمد عرابى باشا.. إن سفرك إلى كفر الدوار مصحوبا بالجند وخروجك من الإسكندرية بعد القتال، وتعطيلك الخطوط الحديدية والبريد، ومنعك لمهاجرى الإسكندرية من العودة إلى أوطانهم واستمرارك على إعداد التجهيزات الحربية، وعدم امتثالك لأوامرنا والقدوم إلى الإسكندرية، كل ذلك ألجأنا إلى عزلك من وظيفتك فأنت بمقتضى هذا الأمر المرسل إليك معزول من الآن من نظارتى الجهادية والبحرية".

كان هذا هو نص قرار الخديو توفيق بعزل "أحمد عرابى" من منصبه فى مثل هذا اليوم "20 يوليو 1882 "، وفى مذكراته يقول "عرابى"، أن هذا الإعلان تلاه منشور صدر من الخديو، تم تعليقه فى شوارع الإسكندرية يفصل فيه الأسباب التى دعته إلى قرار العزل، ويدافع فيه عن نزول الإنجليز إلى مدينة الإسكندرية، مشيرا إلى أنهم سيعودون إلى بلادهم بعد استتاب الأمن والراحة فى أنحاء مصر وإعادة سلطة الخديو المسلوبة.

كان "عرابى" وقت صدور هذا القرار فى كفر الدوار يعد العدة ليصد تقدم الانجليز من الإسكندرية، ولم يكترث لما فعله "توفيق"، واستمر فى استعداداته، وطالب بعقد جمعية عمومية للنظر فى قرار العزل وهو ما حدث يوم 23 يوليو.

كان يوم 17 يوليو هو اليوم الذى تداخلت فيه عوامل متعددة دفعت "توفيق" لإصدار قرار العزل، ففيه وكما يقول كل من "أحمد عرابى" فى مذكراته، و"عبد الرحمن الرافعى" فى كتابه "الزعيم الثائر أحمد عرابى"، أرسل الخديو توفيق تلغرافا من سرايا رأس التين إلى عرابى بكفر الدوار يأمره بالكف عن الاستعدادات الحربية ويحمله تبعية ضرب الإسكندرية، ويدافع عن حسن مقاصد الإنجليز، ويأمره بالحضور إلى رأس التين ليتلقى منه التعليمات، وفى نفس اليوم بعث "راغب باشا رئيس مجلس الوزراء خطابا إلى عرابى يبلغه فيه بمخالفته لأوامر الخديو فيما يقوم به من وسائل الدفاع، وعزم الخديو عزله من منصبه.

رفض "عرابى" كل هذه التحذيرات وبعث إلى الخديو رسالة بذلك، وأرسل إلى جميع المديريات والمحافظات تلغرافات يتهم فيها "الخديو بممالأة الإنجليز وحذر الجميع من اتباع أوامره التى تخالف حالة الحرب، ودعا إلى عقد جمعية عمومية من الذوات والأعيان والعلماء يعرض عليها الموقف، ويطلب منها إصدار قرار فى شأن الخديو، وفيما يجب عمله لصالح الأمة، وصلاحية مثل هذا الوالى عليها.

فى مساء يوم 17 يوليو، وفى مقر وزارة الداخلية اجتمع العلماء والأعيان والرؤساء الروحانيين والوجهاء وكبار موظفى الحكومة، وبلغ عدد المشاركين نحو 400 شخص، وعرضت عليهم الرسائل المتبادلة بين عرابى والخديو، فقرروا بالإجماع على وجوب مداومة الاستعدادات الحربية، مادامت بوارج الإنجليز فى السواحل وجنودهم فى الإسكندرية، وقرروا استدعاء الوزراء من الإسكندرية للاستفهام منهم عن حقيقة الأمر.

استشاط الخديو توفيق غضبا من القرارات التى اتخذتها "الجمعية العمومية" واعتبرها تحديا لإرادته، فأصدر أمره بعزل "عرابى" وتعيين عمر لطفى باشا محافظ الإسكندرية مكانه، لكن تطورات الأحداث لم تنته عند هذا الحد، حيث عادت "الجمعية" للانعقاد بطلب من عرابى.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة