(افتح قلبك مع د. هبة يس).. مايملاش عينه إلا التراب

الأربعاء، 16 يوليو 2014 12:57 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. مايملاش عينه إلا التراب هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل (أ) إلى افتح قلبك يقول:
أنا شاب عمرى 31 سنة، من أسرة متوسطة، نشأت فى حى شعبى لكن فى بيئة محترمة وطيبة، لم يكن والدى ثريا، لهذا عرفت منذ اللحظة الأولى أن علىّ أن أعتمد على نفسى كليا فى تكوين نفسى ومستقبلى، وها أنا الآن أعمل ليل نهار، لتجهيز عش الزوجية الذى هو حلم حياتى منذ فترة بعيدة.

أنا وسيم، ولبق، لهذا لم يكن من الصعب علىّ التعرف على الكثير من الفتيات سابقا، كنت أبحث عن فتاة أحبها وتشاركنى حياتى، ولكنى وللصراحة كنت كلما رأيت فتاة بها مميزات أفضل من الفتاة التى ارتبطت بها، كنت أترك من معى وأذهب إلى الأخرى، كنت أفعل ذلك بسهولة لأنى لم أكن قد ارتبطت بأيهن حقا، كلهن كن مجرد تجارب أو محاولات للبحث عن الفتاة التى أريد، ولكنى لم أتجاوز أو أتمادى أبدا مع أيهن، لأن لى أختين أكبر وأصغر منى، وكنت لا أتخيل أن يكونا فى مكان هؤلاء الفتيات.

حتى قابلت إحدى الفتيات قدرا فى إحدى مقابلات العمل، كان كلانا يتقدم لنفس الوظيفة، تعارفنا وتقاربنا، وتكررت لقاءاتنا، ولأول مرة أشعر بالحب معها، كنا متفاهمين جدا، من مجرد نظرة العين فعلا، واتفقنا على الارتباط بالرغم من صعوبة ظروفى المادية حينها، حيث لم يكن لدى بعد ما يصلح حتى كمقدم لشقة، ولكنها وافقت وقالت لى إنها ستقف بجانبى، ورضيت بأن نبدأ حياتنا فى شقة بسيطة بإيجار متواضع، ولكن تشاء الأقدار أن يتقدم لأختى الكبرى عريس فى هذه الأثناء، فوجدت نفسا ملزما- بدافع المسئولية- بالمشاركة فى جهازها وترتيبات فرحها، فسخرت كل مواردى المادية لهذا الهدف حتى تم وتزوجت بفضل الله، ثم جاء دور أختى الصغرى، وتكرر الموقف بنفس حذافيره مرة أخرى، كل هذا وحبيبتى تنتظرنى، وتنتظر أن أتقدم إليها رسميا، لكن بعد أن أصبحت لا أملك شيئا بمعنى الكلمة.

صارحت والداى برغبتى فى التقدم لهذه الفتاة، لكنهما صدمانى برفضهما المطلق للأمر، بحجة أنى ليس معى أى مال يمكننى من الزواج أو فتح بيت، وبحجة أن والديها منفصلان مرة أخرى، ثم بحجة أن فتاتى "سمينة" بعض الشىء مرة ثالثة، الأمر الذى لم يعجب أمى، وأخذت تكرهنى فيها بسببه، لكنى فهمت فيما بعد أنها كانت تفعل كل هذا لأنها تريد لى زيجة معينة كانت تخطط لها.

قلت بيننا الاتصالات واللقاءات، وعرفت أنها يأتيها الخطاب الواحد تلو الآخر وهى ترفضهم، ففضلت ألا أقف فى طريقها وأن أنسحب من حياتها بهدوء علها تجد من هو أفضل منى، بعدها بفترة بسيطة وفقنى الله إلى العمل فى الشركة التى أعمل بها حاليا، فأصبح دخلى أكبر، وحالى أفضل إلى حد كبير والحمد لله، وإذا بأمى فى يوم من الأيام منذ حوالى 7 أشهر تقول لى إنها تريدنى أن أذهب وأتقدم لخطبة إحدى الفتيات التى تراها ممتازة و"لقطة" على حد قولها، فذهبت لأجد البنت جميلة جدا فعلا، وعلى خلق، وأهلها ميسورين إلى حد كبير، رحبوا بنا وكانوا متفاهمين جدا، لدرجة أنى عندما صارحتهم بأنى سأتزوج فى شقة إيجار فوجئت بوالدها يقول لى إنه سوف يعطينا شقتهم القديمة -وهى تمليك- لنتزوج فيها، ولكنى صممت على أن أدفع إيجارها لهم حفظا لكرامتى، ثم كان من البنت نفسها أن قالت إنها لا تريد هذه الشقة لأنها فى مكان لا يعجبها، فقرر والدها أن يشترى لها أخرى فى مكان أفضل، على أن أدفع إيجارها لهم أيضا وكأنى مستأجر عادى.

وسارت الأمور بمنتهى السلاسة فعلا، وكانوا عائلة محترمة إلى أبعد الحدود، لكن المشاكل دبت بينى وبين الفتاة قبل أقل من شهر من الخطوبة، لأنها خجولة جدا، ومتحفظة جدا جدا، لا تسمح بأن نكون معا على انفراد، أو أن نخرج معا، حتى الكلام تحرمه علىّ، فهى لا ترضى أبدا بأن تقول لى أى كلمة حب، وتعتذر دائما بأنها لن تستطيع ذلك قبل الزواج، ومهما كنت أحاول أنا معها لا تستجيب لى، فقد حاولت أن أكون لها أخ وصديق وحبيب، باختصار عملت لها "أراجوز" لكنها أبدا لم تلن، لدرجة أنى شكوتها لأهلها فكان ردهم أن أصبر عليها لأنها لم تعتد الكلام مع الشباب من قبل.

ويوما بعد يوم وجدت نفسى أفكر فى حبيبتى السابقة، وأقارن بينها وبين خطيبتى التى لا أستطيع أن أقول لها كلمتين، بدأت أتذكر كم كنت مرتاحا معها، وكم كانت تفهمنى بدون حتى أن أتكلم، تماسكت وتوقفت عن التفكير فيها لفترة وحاولت بشتى الطرق أن أحبب نفسى فى خطيبتى، خاصة أنها جميلة فعلا وأى شاب يتمنى من هى فى مثل شكلها، لكنى فشلت، وجدت نفسى أعاود الاتصال بفتاتى السابقة التى لم تكن تعرف بعد أنى خطبت غيرها، وعاد الوصال بيننا من جديد.

وأنا الآن فى قمة عذابى، فأنا غير مرتاح مع خطيبتى، بل أشعر تجاهها بالنفور أحيانا، كما أنى أشعر نحوها بالذنب الرهيب، فهى لم تخطئ أبدا فى حقى، كما أنها وافقت على فى حين أنه كان يمكنها الارتباط بمن هو أفضل وأغنى منى، هل أكمل معها من أجل هذا، أم أتركها كى لا أظلمها وأخونها مع غيرها فى يوم من الأيام.


وإليك أقول:
تسمح لى أكلمك بصراحة؟ أنت لن ترتاح يوما، لا مع خطيبتك، ولا مع حبيبتك، ولا مع غيرهما، أتعرف لماذا؟، لأنك تريد كل شئ، كل المميزات، كل الإمكانيات، تريد الأفضل على الإطلاق، بعيدا تماما عن ما تسميه أو ما تظنه حبا، فالحب يجعلك تكتفى بمن تحب حتى وأن كان هناك أفضل منه، بل لا يجعلك ترى من هو أفضل منه من الأساس، ويجعلك تتمسك بمن تحب ولا تحتمل فكرة فراقه لأى سبب من الأسباب، حتى لو وقف أمامك كل من تعرفهم، وحتى لو كانت كل الظروف ضدك.

أما أنت فاسمح لى أقول لك أنك لم ولن تحب، فأنت فى كل مرة تقيم الفتاة التى معك بكامل قواك العقلية، وبمنتهى الدقة واليقظة، وهذا ليس عيبا ولا تهمة بالمناسبة، طبعا من حقك أن تفعل، لكن العيب كل العيب أن تعطى لنفسك الحق دائما فى أن تجرب و( تقلب) فى بنات الناس، وأن تترك هذه لتذهب إلى تلك بحجة أنك تختار الأفضل، وتبحث عن الأنسب.. والغريب انك تقول أنك لم تتمادى مع إحداهن خوفا على أخواتك البنات، وهل ترضى أن يفعل غيرك مع أحد اخوتك ما فعلت أنت مع غيرهن؟.. ألن يكون ذلك تعديا وتماديا معها من وجهة نظرك حينها.

باختصار أنت لم تحب قط، ولا حتى فتاتك السابقة، أنت فقط استحسنت أنها فهمتك وأراحتك كما لم تفعل غيرها، بدليل أنك لم تتمسك بها، ولم تحارب من أجلها، بمجرد أن رفض والديك ارتباطك بها، لأن والداها منفصلان أو لأنها سمينة، تخليت عنها، ولم تهتم بكل هذا الوقت الذى أضاعته هى فى انتظارك، بعدت عنها ببساطة وسهولة، وأرحت ضميرك حينها بأنك هكذا لاتقف فى طريق سعادتها، وأنك تريد لها من هو أفضل منك.

وبمجرد أن أشارت إليك والدتك بأخرى، وبعد أن وجدتها مميزة فى كثير من المجالات، وافقت بسهولة، وأقبلت عليها، وكأنك أبدا لم تكن معلقا بغيرها، أو معلقا غيرها بك.. ولم تتذكر فتاتك السابقة بعد كل هذا إلا لأن خطيبتك تفتقد إلى بعض مميزاتها، ولأنها لا تعطيك ما تريد كما كانت تفعل الأولى، ولا تستطيع إشباع كل متطلباتك كما كانت تستطيع الأولى.. أى أنك لم تتذكرها إلا لأنك افتقدت بعض من مميزاتها التى كانت تمنحها لك، ليس حبا فيها ولا غيره.

الخلاصة.. يجب أن تعرف أن الحياة لن تمهلك هكذا بدون عقاب طويلا، لقد أخطأت فى حق فتاتك الأولى تلك، وفى حق الكثير من الفتيات من قبلها، وها أنت الآن تخطط للخطأ فى حق خطيبتك لا لشىء إلا لأنها فتاة محترمة، ولا تقبل بأن تتجاوب معك إلا فى الحلال.. مهلا يا أخى، بنات الناس مش لعبة، قف مع نفسك (وقفة رجالة) وحدد ماذا تريد بالضبط، لن تجد من تملك كل المميزات والمواصفات، مهما كانت مثالية وكاملة فيما يبدو، فكلنا ناقصون، وأنت كذلك، فعليك أن تعرف أنك إذا فزت بشىء فعليك بأن تتنازل عن غيره فى المقابل، لكن أن تظل هكذا عين فى الجنة وعين فى النار !!، لا يمكن...سينطبق عليك فعلا حينها مقولة (مايملاش عينه إلا التراب)، وستجد نفسك دائما تفكر فى خيانة زوجتك فى المستقبل، لمجرد أنك وجدت من هى أفضل منها فى شىء من الأشياء.

فكر.. هل تريد من تمنحك العاطفة التى تريد، بصرف النظر عن شكلها وإمكانياتها ؟، أم تريد الجميلة التى ستوفر لك الإمكانيات والرفاهية المادية، حتى وأن كانت أقل عاطفة تجاهك؟.. عليك أن تختار، والأهم من الاختيار هو أن ترضى وتقنع به بعد ذلك، فصدقنى أنت محظوظ أنك لم تقع فى شر أعمالك حتى الآن، لكن هذا لن يدوم إلى الأبد إلا اذا حسمت أمرك وقررت أن تقدر قيمة النعم التى بين يديك وأن تحافظ عليها.

سامحنى لو كان كلامى قاسيا بعض الشىء، لكنه كان لزاما على أن أحاول إفاقتك..

الصفحة الرسمية للدكتورة هبة يسن على الفيسبوك:









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة