شيخ الأزهر: التقصير فى السؤال عن ذوى القربى إثم ومعصية

الإثنين، 14 يوليو 2014 03:16 م
شيخ الأزهر: التقصير فى السؤال عن ذوى القربى إثم ومعصية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتحدث اليوم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى برنامجه اليومى، الذى يذاع طوال شهر رمضان المبارك، على الفضائية المصرية قبيل الإفطار ـ عن عظم صلة الرحم وأهميتها.

وفى بداية اللقاء: أوضح أن أولى الأرحام هم من يحرم بينك وبينهم الزواج، وأن القرآن الكريم كثيرا ما يتحدث عن بر ذوى القربى بعد الأمر بالإحسان إلى الوالدين، قال تعالى: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِى إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ» {البقرة: 83}.

وتابع: "فالأمر بعبادة الله، أعقبه الأمر بالإحسان إلى الوالدين، ثم ذوى القربى، ثم بعد ذلك اليتامى والمساكين وابن السبيل، ودخول ذوى القربى فى هذه الأوامر القرآنية يدل على عظم صلة الرحم وأهميتها، وعمدة الآيات التى تقرن الأمر بالإحسان بذوى القربى "صلة الرحم" بالأمر بالإحسان إلى الوالدين، قوله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا» {الإسراء: 23}، فهذا الربط بين عبادة الله والنهى عن الشرك، وبين البر بالوالدين وبين الإحسان إلى ذوى القربى واليتامى والمساكين، يدل على أن منظومة الإيمان هى منظومة واحدة، وأن الذى لا يبرُ والديه، ولا يحسن إلى ذوى رحمه ولا يعطف على اليتامى والمساكين، كأنه خارجٌ عن منظومة الإيمان بالله سبحانه."
وأشار إلى أن تقصير معظم الناس فى السؤال عن ذوى القربى إثم ومعصية، فأوامر القرآن الكريم صريحة فى النص على الإحسان إليهم، والسؤال عليهم، مؤكدا أن المسلم إذا كان يستطيع أن يقوم بالزيارة، ولديه الوقت، فلابد من الزيارة، وإذا كان مشغولا معظم وقته أو يسكن فى مكان بعيد، فمن الممكن أن تقوم طرق التواصل الحديثة مقام الزيارة.

وشدد على أن صلة الرحم واجبة وإن كان القريب كافرًا أو مُشرِكًا، ومن باب أولى بر الوالدين غير المسلمين، فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ -رَضِى اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَى أُمِّى وَهِى مُشْرِكَةٌ، فِى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: إِنَّ أُمِّى قَدِمَتْ، وَهِى رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: «نَعَمْ صِلِى أُمَّكِ» فأمها كانت على الشرك وعلى الكفر.

وأضاف: "السيدة أسماء كانت مسلمة، فالنبى ـ صلى الله عليه وسلم - ما قال لها إنها كافرة، فلا تستقبليها أو لا تحسنى إليها أولا تصليها، وإنما أمرها فقال: «نَعَمْ صِلِى أُمَّكِ»، والفاروق عمر ـ رضى الله عنه ـ حينما أهداه النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ حُلَّة من الحُلَل فأراد ان يلبسها قال: لا أنا أعطيك هذه الحُلة لتبتاعها أو لتهديها، فأهداها إلى أخٍ له لم يكن مسلمًا، فإن الهدية بر وصلة، ثم إن الآية القرآنية واضحة: «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة: 8}، فصلة الرحم وبر الوالدين واجبان وإن كان الموصولُ كافرًا أو مشركًا.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة