الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "رمضان وتأثيره على النفس"

الثلاثاء، 08 يوليو 2014 08:00 ص
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "رمضان وتأثيره على النفس" الخبيرة النفسية راندة حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هو شهر نشتاق إليه، نستمتع بتراويحه، بقرآنه، بروحانيته، بأجوائه الخاصة التى تضفى على النفس والروح السكينة، الهدوء النفسى والطمأنينة، شهر إذا أتى فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين، شهر التراحم بين الناس، يحمل الحب، الود، التسامح، المشاركة فى الصوم، الصلاة، العبادات، الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله، هو شهر الحسنات، زائر خفيف يأتى ويمضى سريعاً فى خطاه، هو شهر القرآن شهر "رمضان".

أهم ما يميز رمضان هو الصيام، فى مفهومه الحقيقى ليس الصيام عن الطعام والشراب فقط، بل الهدف الأساسى أن نشعر بالأخرين، يعلمنا الرحمة والعطف على الفقراء والمساكين والمحتاجين، الصبر والقدرة على التحمل، الإحساس بالغير، فالصيام يطهر النفس ويهذبها ويزكيها من الصفات السيئة، يعودها على التحلى بالأخلاق الكريمة كالحلم، الكرم، الرفق، العطف، مجاهدة النفس والتحكم فى الشهوات.

من المظاهرالمحببة فى رمضان إجتماع العائلة كلها على مائدة الإفطار، وهو ما قد يتعذر طوال العام ومن شأنه أن يدخل على النفس الإحساس بالأمان والاطمئنان، مظاهر الفرح والزينة والفوانيس التى تزيين الأحياء والمنازل تبعث على البهجة، الأستبشار، الفرح والسعادة، تساهم فى التخفيف من ضغوط الحياة طوال العام وبالتالى تحسن المزاج والحالة النفسية بصفة عامة.

لا شك أن قدوم شهر رمضان هو فرصة لمواجهة الكثير من الأمراض النفسية، فقد أثبتت الدراسات النفسية أن من يتمتعون بالسواء والاتزان النفسى هم من لديهم وازع دينى، الملتزمون بأداء الفرائض، المتمسكون بروح الدين فى تعاملاتهم مع الآخرين، فالشعور بالطمأنينة النفسية المصاحب للإيمان والصلة القوية بالله له علاقة وثيقة بالجهاز المناعى الداخلى الذى يحمى الإنسان من جميع الأمراض النفسية والعضوية.

ثبت علميا أن الصيام يساعد الجسم على التخلص من الرواسب والفضلات المتراكمة فى الجسم فيؤدى إلى تحسن التركيز، وضوح الأفكار، صفاء الذهن والقدرة على التأمل، من الآثار النفسية الإيجابية للصيام أنه ينظم إفراز هرمون الإدرينالين الذى يخفف من حدة القلق والخوف والهلع، بالتالى يقلل من حالات الاكتئاب والاضطرابات النفسية.

من الناحية النفسية نجد أن رمضان يهذب النفس ويزكى الروح، كثير من الناس يبتعدون فى هذا الشهر عن المعاصى، وعن كل ما من شأنه أن يفسد الصيام ويتقربون إلى الله، وذلك لا يعتبر تناقضا فى الشخصية، بل هو رغبة فى البعد عن كل ما يغضب الله وأمل فى التغيير نحو الأفضل فى الحياة طوال العام، فيكون شهر رمضان بمثابة البداية لميلاد جديد لأرواحهم.

الصوم يعنى النضج وتحمل المسئولية وينمى قدرة الأنسان على التحكم فى ذاته ويقوى أرادته وفرصة لأعادة التوازن النفسى والسلام الداخلى.

رمضان مثل السفينة التى تأتى مرة واحدة كل عام تحمل معها الخير، فلنحسن استغلال هذا الشهر الكريم، نجتهد فيه ونستمتع بكل لحظة ببركة رمضان، بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، ذكر الله والتقرب إليه، اللهم اجعله شهراً تتبدل فيه ذنوبنا إلى حسنات وأعنا على الصلاة والصيام والقيام وتقبله منا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة