محمد الباز يكتب.. بالمستندات.. كذبة غشاء البكارة الصينى فى القاهرة

الجمعة، 08 يناير 2010 11:01 م
محمد الباز يكتب.. بالمستندات.. كذبة غشاء البكارة الصينى فى القاهرة غشاء البكارة الصينى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء




نشر الزميل محمد الباز تقريراً فى جريدة الفجر، كذب فيه ما تردد عن دخول غشاء البكارة الصينى لمصر، حيث ذكر أن الزميلة الصحفية أميرة الطحاوى توصلت إلى أن ما نشر عن دخول غشاء البكارة الصينى إلى مصر لم يكن إلا خبر مفرك، قامت ببحث دقيق لتعرف فى نهايته أن الخبر الأول الذى نشره موقع الإذاعة الهولندية لم يكن سوى خبر مفبرك، ولما طلبت أميرة من الموقع الذى تعمل به أن يقوم بتصحيح الخبر قاموا بفصلها، اعترضت أميرة على قرار الفصل وطلبت أن يكون الفصل مبرراً فتراجع الموقع عن قرار الفصل واعتبرت فصلها مجمداً فقط وقامت بتخفيض مرتبها فى الموقع بشكل ملحوظ.

قرار فصل أميرة المجمد من الموقع مؤسف بالطبع، وأغلب الظن أنها لن تترك حقها، حيث قامت بالفعل باتخاذ إجراءات ضد الموقع لكن الأهم من ذلك هو كيف توصلت أميرة إلى أن خبر الغشاء الصينى ليس إلا مجرد فبركة، كتبت أميرة الطحاوى تجربتها فى البحث على مدونتها الخاصة، وأرسلت لى نسخة من الموضوع على إيميلى الخاص، وكانت حريصة على نشر ما وصلت إليه بدافع نبيل جداً وهو إثبات أن الانحدار الأخلاقى فى مصر لم يصل إلى هذه الدرجة من السفاهة، ثم أنها وضعت يدها على العورة الإعلامية الكبرى التى نعانى منها، حيث نختلق الخبر ثم نروج له.

ترصد أميرة الطحاوى ما جرى بأن القصة بدأت فى 22 أغسطس 2009 عندما نشر الموقع العربى للإذاعة الهولندية جملة ضمن مقال تقول إن الصين تورد لنا أغشية البكارة الصناعية، الصين عرفت أننا شعوب متناقضة وتعانى من شيزوفرينيا حادة، وعلى هذا تصدر لنا السبح والمصليات وفوانيس رمضان وملابس الحج ودمية محجبة والمايوه الشرعى وأغشية البكارة.

الواقع فعلاً أن الغشاء الصناعى لم يصنع لنا، ولكنه معروف منذ عام 1993 فى اليابان ثم الولايات المتحدة وانتقل بعد ذلك إلى الصين وتايلاند عام 1995، وأصبح يصنع فى الصين بسبب ارتفاع تكلفته فى اليابان، وقامت مجلة harpers magazine الأمريكية بترجمة طريقة استخدامه للإنجليزية فى مايو 2003.

الغشاء الصينى لم يصنع من أجل المسلمات أو المصريات أذن والإشارة إليه لم تكن جديدة، فقد نشر موقع "شرق جنوب غرب شمال" الصينى الناطق بالعربية الإنجليزية فى 12 أكتوبر نقلاً عن موقع آخر فى اليوم السابق مباشرة، أن الغشاء عرف فى الصين فى منتصف التسعينيات وعرضت جرائد آسيوية تجارب لنساء صينيات غير مسلمات استخدمنه من قبل، وأنه سبب لهن مشاكل صحية عديدة.

تقرر موقع الإذاعة الهولندية تعامل مع الغشاء الصناعى على أنه جديد وقد أورد ترجمة للإعلان عن المنتج مع نصه بالإنجليزية "استعيدى عذريتك فى خمس دقائق.. المنتج التكنلوجى الراقى، سرك المفزع يختفى للأبد، استعيدى عذريتك بخمس عشرة دولارا، بلا جراحة ولا حقن ولا أدوية والآثار جانبية، وهنا الخدعة الكبرى التى مررها الموقع، فالإعلان الأصلى باللغة الصينية وبه الثمن باليوان الصينى، 260 يواناً، وبالإنجليزية أيضاً، ولكن حتى يبدو الخبر وكأن هذا المنتج معد للتصدير تحولت ترجمة القيمة إلى 15 دولاراً بالعربية على الموقع، دون أن يكلف الموقع نفسه ذكر حساب تكلفة النقل أو الشحن والذى سيختلف من بلد إلى آخر، كما نسى تغيير ثمن المنتج منذ نشر الإعلان قبل 4 سنوات على الأقل.

فى الشهر التالى لنشر هذا الموضوع على موقع الإذاعة الهولندية وفى 13 سبتمبر تحديداً نشر موقع اليوم السابع نفس الخبر منسوباً للإذاعة الهولندية ووكالة دى برس السورة التى سبقت اليوم السابع ونشرت الخبر عن الإذاعة الهولندية فى 30 أغسطس 2009، والمفارقة أن "دى برس" ليست وكالة أنباء يتم النقل عنها، بل مجرد موقع إلكترونى للمنوعات وليس له مراسلون فى مصر.

خبر اليوم السابع جاء على النحو التالى: نقلت وكالة دى برس وإذاعة هولندا العالمية اعتزام مجموعة من المستثمرين المصريين استيراد أغشية بكارة صناعية من الصين، وسيتم بيعها بـ83 جنيهاً تقريبا، بعد دخولها السوق السورية حيث تباع هناك بـ700 ليرة.

المضحك كما تقول أميرة الطحاوى فى بحثها إن موقع دى برس فى سوريا أشار أولاً فى 30 أغسطس لخبر الإذاعة الهولندية، وذكر وجود مستوردين لديهم النية للاستيراد وأهملوا تناقض ما نشر بموقع الإذاعة من أنه منتشر فى مصر وأنه سيلقى انتشاراً فى نفس الوقت، وأصبح الخبر فيما بعد أن المنتج فى مصر ومنتشر أيضاً.

الغريب أن الموقعين اليوم السابع ودى برس نسب كل منهما الخبر للآخر ثم بدأ الآخرون ينقلون عنهما الشائعة، وكأن أن حدثت الملهاة التى تصل إلى درجة المأساة وهى أن بعضا من رجال السياسة قاموا بوصلة شجب وإدانة لمنتج غير موجود فى مصر، ومستثمرون وهميون فى معركة قامت على ترجمة غير دقيقة وتقديمها وكأنها فى مصر، كما انشغلت بعض المنتديات على الإنترنت بالحديث عن شرف المصريات المستورد من الصين، ورغم أن جريدة الوفد سألت مسئولاً بالسفارة الصينية فى القاهرة عن حقيقة الأمر ونفى الموضوع جملة وتفصيلاً إلا أن المعركة وصلات إلى مجلس الشعب، رغم أن الأمر ليس إلا وهماً لا وجود لأى حقيقة فيه.

كان من المضحك فى القضية أن سياسيين كباراً خرجوا ليدافعوا عن سمعة مصر وشف بنات مصر، ويطالبون بإعدام من استوردوا هذا المنتج، رغم أنه لم يكن هناك منتج من الأساس، الآن يعتقد البعض أن الغشاء الصينى موجود بالفعل، أو أنها شائعة وانتهت لكن راحت ضحيتها أميرة الطحاوى التى بحثت وأثبتت أن الأمر ليس إلا كذبة، وبسبب ذلك تعرضت لظلم بين فى الإذاعة الهولندية نرجو إلا يدوم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة