بالفيديو والصور.. "اليوم السابع" فى قرية شيخ الأزهر "عبد الحليم محمود".. الفلاح الذى بشر الرئيس السادات بالنصر فى حرب أكتوبر بعد مشاهدة الرسول فى المنام يعبر قناة السويس.. أنشأ 4000معهد دينى

الأحد، 29 يونيو 2014 05:25 م
بالفيديو والصور.. "اليوم السابع" فى قرية شيخ الأزهر "عبد الحليم محمود".. الفلاح الذى بشر الرئيس السادات بالنصر فى حرب أكتوبر بعد مشاهدة الرسول فى المنام يعبر قناة السويس.. أنشأ 4000معهد دينى جانب من الجولة
الشرقية- فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيرته العطرة ونسبه إلى سيدنا الإمام الحسين، دفعنا للقيام بجولة فى قريته.. إنه الإمام الأكبر شيخ الأزهر الراحل الدكتور " عبد الحليم محمود "، وجاء لقاءنا مع عمدة قرية السلام العمدة "محمود صالح " نجل شقيقة الإمام الذى شغف على جمع كل ما يخص الإمام فى مكتبة خاصة بفيلته بالقرية.

أكد لنا صالح أن خاله الإمام عبد الحليم محمود مات دون أن يمتلك شيئا، وكان مدافعا غيورا على الأزهر، وأنه غير راض عن مسلسل" العارف بالله " الذى قام ببطولته الفنان حسن يوسف وجسد فيه حياة الإمام، فهو يرى أن المسلسل كان حبكة درامية ولم يتناول كل شىء عن حياة الإمام.

مولد ونشاة الإمام عبد الحليم محمود
وُلد الشيخ عبد الحليم محمود فى قرية "أبو أحمد" التابعة لمركز بلبيس، بمحافظة الشرقية، ,فى الثانى من جمادى الأولى، سنة 1328هـ، الموافق الثانى عشر من مايو سنة 1910م، والقرية منسوبة إلى جده (أبى أحمد) الذى أنشأ القريةَ وأصلحها، وتُسمَّى الآن باسم قرية السلام .

و يقول العمدة محمود صالح أن الشيخ الإمام نشأ فى أسرة كريمة شريفة ميسورة، مشهورة بالصلاح والتقوى، وهو الإبن الأكبر لأشقاء "3 ذكور و4 بنات " وكان والده - رحمه الله - صاحب دينٍ وخلقٍ وعلم، ذا همةٍ عاليةٍ وثقافة، وكان ممن شغفوا بالثقافة الدينية وحلقات الأزهر العلمية، فدرس فى الأزهر فترة طويلة، مما كان له الأثر فى توجيه ابنه للدراسة بالأزهر,وحفظ الشيخ القرآن الكريم فى سِنٍّ مبكر ,ثم دخل الأزهر سنة 1923م، وظل به عامين ينتقل بين حلقاته، حتى تم افتتاح معهد (الزقازيق) سنة 1925م، فألحقه والده به؛ لقربه من قريته، ثم التحق بعدها بمعهد المعلمين المسائي، فجمع بين الدراستين، ونجح فى المعهدين، ثم عُيِّن مُدَرِّسًا، ولكن والده آثر أن يكمل الشيخ عبد الحليم دراسته.,ثم تقدم الشيخ لامتحان إتمام الشهادة الثانوية الأزهرية فنالها عام 1928م فى سنة واحدة؛ ثم استكمل الشيخ الإمام دراسته العليا، فنال العَالِمية سنة 1932م، ثم سافر إلى فرنسا؛ لإتمام الدراسة فى جامعاتها، وذلك على نفقته الخاصة، وآثر الشيخُ عبد الحليم أن يَدْرس تاريخَ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس.* وفى سنة 1938م التحق بالبعثة الأزهرية، التى كانت تَدْرس هناك، وقد تم له النجاح فيما اختاره من علومٍ لعمل دراسة الدكتوراه.

المناصب التى تقلدها الإمام

تقلد الشيخ العديد من المناصب، من مدرس بالمعاهد الأزهرية، ثم عين أستاذا بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، ثم عميدا لكلية أصول الدين جامعة الأزهر، ثم عين أمينا عاما لمجمع البحوث الإسلامية، ثم وزيرا للأوقاف، ووكيل للأزهر الشريف إلى أن تم اختياره شيخا للأزهر الشريف عام 1973، وكان دراسا بحثا مولفا مصنفا مصلحا اجتماعيا قائدا للدعوة الإسلامية ، كان عالما عاملا، ومجدد العصر وما أحوجنا له ولأمثاله.
ويضيف نجل شقيقه الإمام الأكبر، أن للأمام ولدين الأكبر الدكتور محمد كان سفير لمصر فى أوربا وبعد وفاة الأمام عين وزيرا مفوضا فى وزارة الخارجية المصرية وتوفى بعد وفاة الأمام فى حدود عام حزنا عليه ,والأبن الثانى الدكتور "منيع,"كان متزوج من شقيقتى وشاءت العناية الإلهية أن يتقلد منصب والده عميدا لكلية أصول الدين ويجلس على كرسى والده ولم ينجب وتوفى هو الأخر ، وللإمام حفيد واحد من نجله الأكبر محمد ويسمى "حسين "ويعتبر هو الحفيد الوحيد ويعمل بالأعمال الحرة .

وأضاف نجل شقيقه الإمام، أن الإمام حينما تقلد منصب وزير الأوقاف كان يسمى العصر الذهبى للمساجد، وأنشأ المساجد فى كل ربوع مصر وضمها للأوقاف وأصبحت بالآلاف، وحينما تقلد منصب شيخ الأزهر كان يسمى العصر الذهبى للمعاهد الأزهرية وكانت قبل عهده المعاهد تعد على الأصابع وأنشا فى عهد أكثر من 4000 معهد على مستوى الجمهورية، وكان يقصد من ذلك نشر التعليم الأزهرى الإسلامى الصحيح وسمح بقبول تحويل الطلاب من التربية والتعليم إلى الأزهر لنشر التعليم الازهري، وبث روح التربية الإسلامية فى النشأ ولكن كان يحارب الفكر الشيوعى الذى كانت منتشرا فى السبعينات، وكان لا ينقطع فى المناسبات الدنية وكان قدوة ومثل أعلى لأهل القرية ويصل الرحم ولا ينقطع عن الاتصال بأهل القرية، لدرجة أنه لا يوجد أسرة بالقرية إلا وتسمى إبنها عبد الحليم، كما أن شقيق الامام الشيخ عبد الغنى محمود لم ينجب فأعتبر أن كل أبناء القرية أبناءه وتبرع بـ 50 فدان تم بناء جميع الخدمات بالقرية عليها من معاهد ومدارس وخدمات حكومية .

ويقول العمدة، أن أسرة الإمام غير راضية عن مسلسل " العارف بالله " الذى جسده فيه الفنان "حسن يوسف "حياة الأمام، فلم يعطى المسلسل الإمام حقه ولم يكن على المستوى المطلوب، والمؤلف وضع أشياء للحبكة الدرامية، وغير صحيحة، وليس بيه سوء اسمه العارف بالله .

مواقفه ضد الرئيس السادات
وما إن عين الدكتور عبد الحليم محمود شيخا للأزهر، وبدأ فى ممارسه دور الأزهر ، ,فما كان من الرئيس السادات إلا أن كاد يجرد شيخ الأزهر من اختصاصاته ويمنحها لوزير الأوقاف، فما كان من الشيخ الفلاح، إلا أن قدم استقالته على الفور، معتبراً هذا القرار يعوقه عن أداء رسالته فى مصر والعالمين العربى والإسلامي، ويقلل من قدر هذا المنصب.

على الرغم من أن الشيخ عبدالحليم محمود، روجع فى أمر استقالته، وتدخل الحكماء لإثنائه عن قراره، إلا أنه أصر على استقالته، وامتنع فعلياً عن الذهاب لمكتبه، ورفض الحصول على راتبه، وطلب تسوية معاشه، وأحدثت هذه الاستقالة دوياً هائلاً فى مصر، وإزاء هذا الموقف اضطر الرئيس السادات إلى مراجعة قراره، وأصدر قراراً أعاد فيه الأمر إلى نصابه، وجاء فيه: إن شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأى فى كل ما يتصل بالشؤون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله التوجيه فى كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية فى الأزهر.


بشرة النصر فى حرب أكتوبر

رأى الشيخ عبد الحليم محمود، قبيل حرب رمضان المجيدة، رسول الله فى المنام يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنا إياه بالنصر، ولم يكتف بهذا، بل انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام مبينا أن حربنا مع إسرائيل هى حرب فى سبيل الله، وأن الذى يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق، وكانت نتيجة الإعداد الجيد الذى قام به الجيش المصرى، مضافا إليه طمأنة د. عبد الحليم محمود لرئيس البلاد وحَفْزه إياه على شن الحرب ضد قوات الصهاينة، التى تحتل جزءا غاليا من تراب مصر، هى ما أسفرت عنه الحرب الرمضانية المجيدة من نصر كبير

وفاة الشيخ الأمام عبد الحليم محمود

بعد عودة الشيخ الإمام عبد الحليم محمود من رحلة الحج فى 16 من ذى القعدة 1398هـ، الموافق 17 من أكتوبر 1978م قام بإجراء عملية جراحية بالقاهرة فتُوفِّى على إثرها، وتلقت الأمة الإسلامية نبأ وفاته بالأسى، وصلى عليه ألوف المسلمين الذين احتشدوا بالجامع الأزهر ليشيعوه إلى مثواه الأخير، تاركًا تُرَاثًا فِكْرِيًّا زَاخِرًا، ما زال يعاد نشره وطباعته، وتم دفنه بضريح بناءه شقيقه الشيخ عبد الغنى بجوار مسجد القرية بالشرقية، بعد أن تبرع الإمام بجميع ما يملك ومات دون ان يترك شىء سوء سيرته العطرة ,ويتم الأحتفال بذكرى الإمام كل عام بقريته بحضور كوكبة من علماء الأزهر ومحبى الإمام من جميع انحاء العالم.


























مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة