أظهرت دراسة كندية حديثة أن النساء اللاتى يتناولن مضادات الاكتئاب أثناء الحمل، قد يعرضن أطفالهن لخطر الإصابة بالسمنة ومرض السكرى فى مرحلة الطفولة.
وربط الباحثون بجامعة ماكماستر الكندية، من خلال دراستهم، التى نشروها أمس السبت، عبر موقع الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، بين استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب أثناء الحمل، وخطر إصابة الأطفال بالسمنة والسكرى.
وقال "أليسون هولواى" أستاذ أمراض النساء والتوليد فى جامعة ماكماستر، رئيس فريق البحث: "هناك علاقة وطيدة بين السمنة وداء السكرى الآخذ فى الارتفاع لدى الأطفال، لأسباب تتعلق بنمط الحياة وتوافر الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، وانخفاض النشاط البدنى، ولكن دراستنا أثبتت أن تناول الأمهات لمضادات الاكتئاب أثناء الحمل قد يكون أيضًا عاملًا مساهمًا فى انتشار السمنة ومرض السكرى لدى الأطفال".
وأضاف هولواى، الذى قدم نتائج دراسته إلى المؤتمر الدولى لأمراض الغدد الصماء، الذى تعقده جمعية أمراض الغدد الصماء الأمريكية فى مدينة شيكاغو، أنهم وجدوا من خلال المتابعة، أن "مضادات الاكتئاب تزيد من دهون الكبد لدى السيدات الحوامل، وتنتقل البدانة لأطفالهن بعد ذلك، ويصابون باضطرابات فى التمثيل الغذائى التى تؤدى إلى السمنة، التى تعد أخطر الأسباب المؤدية إلى إصابة الأطفال بمرض السكرى".
ولفت إلى أن الدراسة لا تلزم النساء بتجنب تناول مضادات الاكتئاب خلال فترة الحمل، إلا أنه من الأفضل أن يتناولن مضادات اكتئاب لا تزيد نسبة الدهون فى الكبد، لتجنب الأخطار السابقة. وأكد الباحثون أن الهدف من الدراسة هو الإسهام فى تحديد الأسباب المرتبطة بإصابة الأطفال بداء السمنة ومرض السكرى قبل وقوعها.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن سمنة الطفولة، تعد إحدى أخطر المشكلات الصحية فى القرن الحادى والعشرين، وتتخذ هذه المشكلة أبعادًا عالمية وهى تنتشر بالعديد من البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، ولاسيما المناطق الحضرية منها.
وأضافت المنظمة أن معدلات انتشار تلك الظاهرة شهدت زيادة بشكل مريع، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الأطفال الذين يعانون من فرط الوزن تجاوز فى عام 2010 حوالى 42 مليون نسمة على الصعيد العالمى، بينهم نحو 35 مليونًا طفل يعيشون فى البلدان النامية.
