أبو سنة: الشعر ليس كلمات وإنما تجارب واقعية

الإثنين، 04 يناير 2010 12:57 م
أبو سنة: الشعر ليس كلمات وإنما تجارب واقعية الشاعر الكبير إبراهيم أبو سنة
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقدت الجمعية المصرية للنقد الأدبى، مساء أمس الأحد، ندوة لمناقشة ديوان الشاعر الكبير إبراهيم أبو سنة بعنوان "تعالى إلى نزهةٍ فى الربيع" والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، شارك فى الندوة الناقد والشاعر أحمد حسن والشاعر ياسر أنور، وأدار الندوة الدكتور علاء عبد الهادى.

افتتح الندوة الدكتور علاء عبد الهادى مشيرًا إلى رحلة أبو سنة من ديوانه الأول "قلبى وغزالة الثوب الأزرق" 1965، وحتى ديوانه "تعالى إلى نزهةٍ فى الربيع" 2009، والتى استغرقت ما يزيد عن أربعين عامًا من التجربة الشعرية، ويتسم شعر أبو سنة بمفردات الوجود والحياة فى عوالمها، وأكد على أن أبو سنة شاعر عفيف ترفض فطرته أن تخلق من القبح جمالاً، أو أن تجد من الفوضى نظامًا، وأضاف: إن الماء سر من أسرار شعر أبو سنة، وهذا ما تفصح عنه عتبات أعماله، مثل "حديقة الشتاء" 1969، الصراخ فى الآبار القديمة 1973، البحر موعدنا 1982، رقصات نيلية 1993، أغانى الماء 2002، فرمز الماء جلى من عتبة الديوان مباشرة.

وقدم الشاعر والناقد أحمد حسن دراسة حول الديوان، أشار فيها إلى أن تجربة أبوسنة الشعرية تكاد تكون صدى لرافدين كبيرين، كان لهما أكبر التأثير عليه وهما: الرافد القومى بتجلياته السياسية والاجتماعية عبر انتماءات الشاعر الأولى التى تجسدت فى تأثره المبكر بالمشروع القومى الذى حملته المرحلة الناصرية، والرافض الثانى: هو الرافد الإنسانى باتساعه الممتد الذى جعل الشاعر ينتمى إلى رحابة الفن الشعرى بوصفه معرفة نوعية خاصة، ويرتبط بمعجم الطبيعة باعتباره أفقًا لتشكيل الصور والرموز، وهو أمر متحقق بالفعل عند المضى فى قراءة متن الديوان.

وتابع: إن من يتأمل الصور الشعرية بعامة فى الديوان يجد أنها تعمل وفقًا لمنطق الانسجام مع الخطاب الكلى للشاعر، بحيث تتآزر وتتنامى لتشكل معمارًا شعريًا منضبطًا تتخلله الرؤية الفردية للأنا الشاعرة، بالرغم من تفاوت الصور بين التفرد والجدة والابتكار من ناحية، والذيوع والرتابة أو التشابه مع الإبداع السابق للشاعر من ناحية أخرى.

أما الشاعر ياسر أنور، فأشار فى دراسته إلى أن عالم أبو سنة يصيب الناقد والقارئ بنوع من الحيرة، لأنه ثمة مداخل متنوعة تصلح كمدخل إلى عالم أبو سنة، وقال "لكنى أجعل مدخلى إلى عالم أبو سنة هو الحرية"، وأكد أنور على أن أبو سنة لم يعبأ بالاتهامات التى وجهت إليه بأنه شاعر رومانتيكى، بل أصر على أن يمارس ذاته كما يراها هو.

وتابع: إن الديوان يشير إلى إشكالية دور الناقد مع الشعر، وما يحدث الآن من ضجيج
نقدى، يصر على موت المبدع، فيما لفت الانتباه إلى أن ديوان أبو سنة "تعالى إلى نزهةٍ فى الربيع"، هو الديوان الأول له الذى يستخدم تقنية الفعل، فجميع دواوينه السابقة تحمل عناوين ساكنة تعتمد على بنية الاسم، وهذا ما يدل على انتقال أبو سنة من حالة رصد المشهد إلى حالة الديناميكية واستشعار قيمته الفينة والإبداعية، وأنه مازال قادرًا على الفعل والإبداع.

بينما أشار الدكتور عايدى على جمعة فى مداخلته إلى أن الديوان يتميز بما يعرف "مركزية الصوت"، وأيضًا اعتماد الشاعر على البنى التصويرية الواضحة واللافتة، والتى يشعر بها القارئ، كما أن هناك حوارية تنتمى إلى مركزية الصوت من وجهة نظر سارد متمركز وليس حوارية عادية.

وأكد الشاعر الكبير أبو سنة على أن الشعر ليس كلمات وإنما وجود لتجارب واقعية تصطخب بالحياة، كما قرأ أبو سنة قصيدة "من الذى اغترب؟" وقصيدة "مرثية حلم" وأكد على أن هذه القصيدة مؤثرة فى حياته، لأنها نتاج تجربة حب حقيقى انتهى بمأساة موت حبيبته.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة