الجنس والجهل والفقر ثالوث يصنع جرائم القتل فى كرداسة

السبت، 02 يناير 2010 01:31 م
الجنس والجهل والفقر ثالوث يصنع جرائم القتل فى كرداسة كرداسة تتصدر جرائم الصحف
كتب محمود عبد الراضى- تصوير أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالقرب من ترعة المريوطية على بعد دقائق من شارع الهرم تقع مدينة كرداسة، مساكنها بسيطة لا ترتفع عن الأرض كثيرا إلا أنها تعانى من كثافة سكانية شديدة، اشتهر سكانها بصناعة الخامات البيئية مثل "الجريد والسجاد والكليم والجلباب" المنسوج يدويا، بينما تكتظ جنبات شوارعها بالباعة لشتى المنتجات والمأكولات والخضروات، من كل الأعمار، يظهر ذلك جليا بشارع السوق القديم، وشارع عبد الناصر وشارع باتا وبشارع المجارى على أطراف القرية، لا يهددهم إلا كارثة واحدة تتكرر باستمرار، حيث يستيقظون من نومهم على صياح أحد أفراد المنطقة بوجود "جريمة قتل".

اليوم السابع انتقل إلى منطقة كرداسة وتجول بين أحيائها وشوارعها والتقى بأهالى المنطقة الذين سردوا قصص القتل المتكررة، وكأنهم يحكون حواديت خيالية.

علاقة حب بين كل من "تامر .م.م" (بائع متجول) وابنة عمته "نجلاء" التى تتخطاه فى السن، تم إجبارها على الزواج من أحد جيرانها بعد إلحاح أسرتها عليها، لتسافر معه إلى ليبيا للعمل هناك، ثم تعود بعد 15 سنة بابنتها دون زوجها، حيث إنها لم تتحمل ألم فراق ابن خالها، بمجرد استقرارها ببيتها أقنعت ابنتها بأنه خالها لينام مع أمها على فراش واحد جمع بينهما فى الحرام، لتكتشف البنت حقيقة الأمر وتهدد أمها بالاتصال بأبيها، الأمر الذى دفع الأم للاستعانة بأحد الشباب لاغتصاب ابنتها تحت إشرافها لتنكسر عينها أمام أمها، ويعود الزوج المخدوع ليتخلصا منه العاشقان ويضعا جثته فى مصطبة خراسانية بالبلكونة، لتسرع سماح إلى قسم الشرطة تسرد لهم تفاصيل الواقعة كاملة.. كانت هذه هى احدى "الحواديت" التى سردها لنا فلاح بسيط يدعى "محمد خلف" (42 سنة).

بشارع ترعة عبد العال الذى يصعب السير فيه مترجلا لكثافة المارة تجولنا به فوقفنا على "حدوتة" مأساوية لم تختلف مفرداتها كثيرا عن سابقتها، سردها لنا "أحمد خلف" (نجار) الذى كان شاهدا على جريمة قتل وقعت بعد ان نشأت علاقة غير شرعية بين ربة منزل وجارها المزارع الذى يتساوى معها فى السن لتجد معه معالم الرجولة التى افتقدتها مع زوجها الطبيب البيطرى واستغلت انشغاله بالعمل لتقضى لحظات سعيدة مع عشيقها فى فراش جمع بينهما فى الحرام، إلا أنها لم تكتف بذلك بل أقنعت عشيقها بقتل زوجها، ليصوب عليه عدة أعيرة نارية ويلقيا بجثته فى الترعة.

يبدو أن الجنس تصدر أسباب جرائم القتل حيث سرد الأهالى على مسامعنا قصة أخرى خطت بطولتها صاحبة كوافير تدعى نجلاء التى تزامنت قصة زواجها مع جملة من الخلافات الزوجية ليتدخل هشام مندوب إحدى شركات الأدوية صديق زوجها لحلها، إلا أن الزوجة أعجبت بطريقة تفكيره وقوة شخصيته لترتبط به عاطفيا، لم يشعر الزوج بالعلاقة التى بدأت تقوى بينهما، لتضحى الزوجة بأمومتها مقابل جسدها، الخلافات الزوجية ارتقت لتصل إلى حد الطلاق ليجد عشيقها فرصة للتقدم لخطوبتها، إلا أن الأسرة رفضت ذلك وأجبرتها على لعودة إلى زوجها من أجل طفلتها الصغيرة، إلا أن عشيقها لم يستطيع تحمل البعد عنها بعد أن اكتشف زوجها حقيقة أمرهما ليضع سيناريو الخلاص منه، الأمر الذى باركته الزوجة ليتم قتله وإلقاء جثته بوسط الزراعات بمنطقة كرداسة، وهذا ما أكده جارهم "محمد أمين 32 سنة مدرس".

الأزمة الاقتصادية التى أصيبت بها كرداسة كانت إحدى الأسباب أيضا، فعلى إحدى المقاهى أهالى المنطقة استرجعوا معنا قصة قهوجى كرداسة الذى تخلص من زوجته وبنتها "بسمة" بسبب الديون التى طاردته، حيث نجح فى نصب شباكه حول السيدة التى تخطته فى السن بعدة سنوات بعد أن أعمت أموال وبريق الذهب عينيه ليتزوجها ويتصرف بأموالها كيفما شاء، إلا أن "بسمة" ابنتها الوحيدة، حاولت وضع حد لهذا المسلسل، فعقد العزم على قتلها بعدما خبأ لها سكينا أسفل سريرها لتكتشف الأم الأمر فتخلص منهما سويا.

الجهل وعدم القدرة على التفكير كان أحد الأبطال فى قصص القتل بالمنطقة، ففى عزبة الروبى بأبو رواش تحديدا، استأجر "سامر ،رجل الأعمال" خفيرا لحراسة فيلته، ليعلن بعد ذلك عن إفلاسه ويغادر البلد بأكملها هاربا من ديونه، مما راود عقل أحد جيرانه فى الاستيلاء على الفيلا ليطرد الخفير منها ويتفق مع آخر لحراستها، فراح الخفير ينتقم لنفسه دون تفكير فاتفق مع ثلاثة آخرين وأوثقوا الخفير الجديد بالحبال وأطلقوا عليه عدة أعيرة نارية انتقاما لكرامته.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة