نوال السعداوى..لا تراجع ولا استسلام

الخميس، 31 ديسمبر 2009 10:44 م
نوال السعداوى..لا تراجع ولا استسلام نوال السعداوى
دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄معاركها لا تنتهى وإبداعاتها لا تعرف الحدود ولا المحاذير.. وآراؤها الصادمة جعلتها هدفا دائما للتكفير والتهديد والمصادرة

نوال زينب السعداوى، هكذا تفضل أن تعرف، إن نظرت إلى عيونها فسترى التحدى يطل منها قائلاً خلقت لأكون هنا، أنظر جيداً لباقى ملامح وجهها فترى العناد والإصرار والقوة منحوتة عليها.

عادت نوال إلى مصر بعد غياب استمر ثلاث سنوات، أشيع خلالها أنها رحلت عن مصر نهائياً بعد تلقيها تهديدات بالقتل، كما قيل إنها طلبت اللجوء السياسى لأمريكا، وهو ما نفته نوال تماماً، مؤكدة أنها خرجت غاضبة من اتهامها بالردة والتكفير.

العديد من العبارات تتأكد أنها لنوال بمجرد سماعها، ومنها «الحجاب مفروض على الجوارى، الله لا دخل له بالسياسة، يجب ألا نمشى خلف الرسول فى الخطأ، الحج بقايا الجاهلية، صلاتى هى كتبى، لماذا لا نتزوج بدون ورقة؟، الدين حالة فردية يجب أن يمارس فى البيت مثل العلاقة الخاصة بين الأزواج، الحرية مسئولية لأنها استقامة للخلق فأنا أطالب بجوهر الأخلاق وجوهر الإسلام وجوهر المسيحية وجوهر السياسة وجوهر الطب»، ومن أهم ما قالته إجابتها عن سؤال مع صديق لها سألها «أتؤمنين بالله؟»، فردت قائلة:«منذ الطفولة يدور السؤال فى رأسى، أخاف أن أقول: لا أؤمن، وإذا قلت: أؤمن، أخشى ألا أكون صادقة».

ولدت نوال فى 27 من أكتوبر عام 1930، وتخرجت فى كلية الطب عام 1954، واتجهت بعد ذلك للعمل العام، فولدت نوال الكاتبة والناقدة والمدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص، فتعرضت للنفى والاعتقال، وتم تكفيرها وإهدار دمها من قبل جماعات إسلامية لانتقادها للسياسة والدين.

ما إن تنتهى معركة إلا وتبدأ أخرى مع نوال »المثيرة للجدل« ذلك اللقب الذى أعلنت اعتزازها به، تشتعل المعارك بسبب أفكارها الصادمة، وكتاباتها الروائية والمسرحية، والتى يعتبرها الكثيرون ردة عن الدين والتقاليد والأعراف، لكنه طريق اختارات أن تسلكه بإرادتها وأعلنت عن تمسكها به إلى نهاية عمرها.

أكثر هذه المعارك عنفاً كان معركة «الاسم»، عندما دعت نوال أن يقرن كل إنسان نفسه باسم الأم والأب معاً وليس الأب فقط، بحيث يصبح اسمها نوال زينب السعداوى، وبالفعل أطلقت ابنتها على نفسها اسم منى نوال حلمى، الأمر الذى أثار ضدها رفضا دينياً واجتماعياً جديداً، كما كانت مسرحيتها «الإله يقدم استقالته» معركة أخرى فى مجال الكتابة.

فى كتابه «وعرفت الإخوان» ذكر د. محمود جامع أن نوال نشأت فى بيئة دينية لأب يدعى سيد السعداوى من علماء الأزهر الشريف، ونال شهاداته الدراسية العليا من أكبر ثلاث مؤسسات دينية وعلمية هى الأزهر الشريف والقضاء الشرعى ودار العلوم، وقرأت القرآن وعمرها 7 سنوات ونهلت من كتب التراث الدينى، وقد كانت فى فترة الجامعة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، ومن المتحمسين لها، حتى أنها كانت ترتدى الزى الشرعى وتدعو الطالبات لارتدائه وأسست قسماً خاصاً بهن فى الكلية ومسجداً، وهو ما نفته نوال تماما واعتبرت أنه جزء من حملة تقصد تشويهها.

ترى أن حياتها معارك كلها فى سبيل الحق والحرية من أجل الشعب، وهو ما يجعلها تتعجب من اتهامها بالإساءة، معلنة ذلك التعجب فى قولها «أستخسر نفسى فى أن أكون فى مثل هذه المجتمعات، حيث الجو السيئ الذى يضايقنى عصبياً، خاصة أن هذا لن يفيدنى ككاتبة للرواية.. الأمر يحتاج للهدوء وراحة البال، فلماذا أبقى وسط هذا الغم؟، خاصة أن العالم كله يعرف قيمة نوال السعداوى، بينما لا تعرف بلدى قيمتى، لذلك عندما تلقيت الدعوات قلت لأسافر إذن وأبتعد 6 شهور عن مصر، ثم أعود وأرى بعدها ماذا يحدث».

عادت نوال إلى مصر لكن بعد ثلاث سنوات، بنفس الأفكار، عادت وهى تعلم أنها ستدخل نفس المعارك وستتعرض لنفس الضغوط.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة