يعلن ألبان كوسوفو، اليوم الأحد، استقلال الإقليم محققين بذلك حلمهم بعد ثمانية أعوام من إدارة الأمم المتحدة للمنطقة، عقب حرب استمرت عامين، وسط احتمالات لإعلان الصرب فى جنوب الإقليم انفصالهم.
ويفترض أن يصوت البرلمان على إعلان الاستقلال، بعد الظهر، فى بريشتينا، مع توقع أن تعترف الولايات المتحدة وعدة دول كبرى أخرى باستقلال كوسوفو بعد إعلانه، وستواكب بعثة من الأمم المتحدة الإقليم فى خطواته الأولى من الاستقلال.
فى المقابل تعارض صربيا التى تلقى دعم روسيا، وصرب كوسوفو، الذين يشكلون اقل من 10% من سكانه، بشدة استقلال الإقليم.
فقد قدم بوزيدار دجليك نائب رئيس الوزراء الصربى احتجاجاً إلى سفير سلوفينيا فى بلجراد سيروسلاف لوتشى الذى تتولى بلاده حالياًَ الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى.
وجاء فى البيان "أن الحكومة الصربية تعارض بشكل واضح وصول بعثة الاتحاد الأوروبى دون أسس قانونية واضحة لا يمكن أن تصدر سوى عن مجلس الأمن الدولى".
كما رفض زعماء الصرب فى كوسوفو البعثة الأوروبية التى وصفها أحد أبرز زعماء صرب كوسوفو القومى ميلان إيفانوفيتش بأنها "احتلال".
أما فى بلجراد فقد خرج نحو ألف متظاهر صربى تعبيراً عن احتجاجهم على ما يعتبرونه انتزاع جزء من دولتهم، وقال صرب كوسوفو أنهم سيقيمون برلمانا خاصا بهم فى كوسوفو، يسمونه "برلمان كوسوفو" بمناسبة الانتخابات البلدية فى صربيا فى مايو المقبل، الأمر الذى يزيد من احتمال انفصالهم.
وسينشر الاتحاد الأوروبى نحو ألفى شخص ـ بينهم 1500 شرطى و250 قاضيا ومدعياً عاماً ـ وتصل طلائع هؤلاء فى غضون أسبوعين.
وحرصاً على حصول الإقليم على اعتراف باستقلاله من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة ، أكد رئيس الوزراء الكوسوفى هاشم تاجى أن العملية التى ستؤدى إلى الاستقلال جرت "بالتنسيق" بين مسئولى الإقليم والغرب.
ووافقت دول الاتحاد الأوروبى ـ السبت ـ رسمياً على إرسال بعثة تضم حوالى 2500 شخص من رجال شرطة وقانونيين أطلق عليها اسم "يوليكس"، مكلفة بمواكبة استقلال كوسوفو.
ورغم ذلك فإن دول الاتحاد غير متفقة على تأييد الاستقلال فور الإعلان عنه، حيث يتوقع إعلان نحو 20 دولة ـ أبرزها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطالياـ تأييدها، فى حين قالت دول كقبرص واليونان وسلوفاكيا وأسبانيا ورومانيا :إنها ستتريث قبل أن تعترف به.
وعشية إعلان الاستقلال، سادت أجواء احتفالية ببريشتينا عاصمة الإقليم التى أطلقت فيها أبواق السيارات والمفرقعات بينما سارت حشود فيها ترفع أعلام الإقليم والولايات المتحدة وهى تهتف "كوسوفو" و"الاستقلال".
وتثير أعمال عنف واستفزازات محتملة في الإقليم مخاوف من تصاعد العنف فى الإقليم، الأمر الذى جعل قوة حلف شمال الأطلسى فى كوسوفو تؤكد أنها سترد "بحزم كبير على أى عمل استفزازى".
