ورصد "اليوم السابع"، مأساة قرى شرق إدفو التى سجلت حالات إصابة، وانتقلت لمستشفى حميات إدفو التى تحولت لخلية نحل، والفريق الطبى المقيم بالمستشفى يعمل جنبا إلى جنب مع الفريق المرسل منت قبل وزير الصحة، حيث تتوافد العشرات من الحالات المرضية العادية التى اعتقد ذووهم أنهم مصابون بالملاريا، وبعد فحصهم تبين خلوهم من الملاريا، وأن الجانب النفسى لدى المرضى هو ما جعلهم يعتقدون ذلك، حيث إن أغلب هؤلاء من قرى مجاورة للمنطقة التى سجلت حلات إيجابية.
من جانبهم أكد مسئولو الصحة، أن الأمر تحت السيطرة، وأن أغلب الحالات الإيجابية والتى لم تتجاوز الـ14 حالة حتى الآن، مشيرين إلى أن بقية الحالات سلبية، مشددين أن كل الحالات المصابة تلقت العلاج اللازم والجرعات وبعضها غادر المستشفى.
فيما قال أحد ذوى المرضى لـ"اليوم السابع"، أن حالة إيجابية تعالج بمستشفى أسيوط الجامعى، ويعانى المريض من سخونة شديدة ولا يلقى العناية الكافية، وأنهم يسعون لإعادة علاجه بمستشفى حميات إدفو.
بينما وقف موظف من قرية العدوة، فى ردهات مستشفى حميات إدفو، وتبدو عليه علامات الحزن العميق والقلق الشديد لإصابة 19 شخصا من أسرته، منهم أبناؤه الأربعة وأشقاؤه وأبناء عمومته وأبناؤهم أيضا.
وأطلعنا مواطن آخر على مظروف به فاكسات وتلغرافات استغاثة، طالبت رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء بإنقاذهم من تفشى وباء الملاريا، لافتا أنه بسبب هذه الشكاوى تحركت الحكومة –على حد قوله-.
وفى عنابر العزل يرقد الشاب هاشم، 17سنة، والذى تماثل للشفاء تقريبا من الملاريا، ولكن كشف أن إصابته لم تمكنه من أداء إمتحانات نهاية العام فى دبلوم الزراعة.
ويرقد بجواره "رمضان"، طالب ثانوى من نفس قريته، وقد تماثل للشفاء أيضا، وكان دخل المستشفى بعد تعرضه لآلام فى الظهر وصداع شديد.
وقال أحد أطباء الفريق الطبى المتواجد بمستشفى حميات إدفو، إن آخر موجة من الملاريا الخبيثة ودعتها مصر بدون رجعة فى منتصف الأربعينات من القرن الماضى، مشيرا إلى أن الحالات الإيجابية المسجلة هذه الأيام إصابة بالملاريا الحميدة، مؤكدا أن الملاريا طفيل موجود فى السودان، لا ينتقل من إنسان لآخر، إلا إذا وجدت البعوضة المتسببة فى نقل الطفيل.
وأكد الدكتور محمد عزمى، وكيل وزارة الصحة بأسون، أن الفحوصات الطبية أثبتت إصابة الملاريا لعدد 13 حالة، تم حجزهم بالعزل الطبى داخل مستشفى حميات إدفو، وجار فحص 14 حالة اشتباه بالمرض بنفس المستشفى، موضحاً أن أعمال فرق مكافحة المرض المشكلة بتوجيهات الدكتور عادل عدوى وزير الصحة، والذى سيزور صباح الأحد أسوان، للاطمئنان على جهود مكافحة الملاريا، التى تتم بإشراف من الدكتور عمرو قنديل، والدكتور محمد محرز، ويجرى حالياً مسح طبى ووقائى شامل لكل سكان قرية العدوة بمركز إدفو، حيث فحصت 561 حالة، وجار فحص سكان المناطق المجاورة بمركزى إدفو وكوم أمبو.
وأضاف "عزمى"، أن فرق المكافحة تقوم أيضاً بالأعمال الميدانية من الرش وتقصى حشرى لليرقة والبعوض، تضم متخصصين وكوادر بشرية على أعلى مستوى مهنى من إدارات الامراض المتوطنة والملاريا، وتشمل كل فرقة طبيب وملاحظ و2 فنيين و2 عمال.
من ناحية أخرى، تتواصل جهود مواجهة انتشار مرض الملاريا الوبائى فى منطقة شرق مركز إدفو، من خلال 7 فرق مكافحة من وزارة الصحة، منها 2 فرقة للتمشيط والفحص الوبائى لجميع سكان قرية العدوة والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى 5 فرق بالفحص الوبائى لباقى مناطق شرق إدفو وأيضاً بعض القرى بمركز كوم أمبو، كما تم توجيه رؤساء مدن إدفو والرديسية وكوم أمبو بسرعة ردم كل البرك والمستنقعات، الناتجة من أعمال الحفر الخاصة بمحاجر الرمل بمنطقة الشيخ مصطفى وغيرها، من خلال تكثيف أعمال المعدات الثقيلة من لودرات وحفارات وسيارات نقل.
مضوعات متعلقة
بدء حملة لردم البؤر المسببة للملاريا شرق مدينة إدفو فى أسوان
الطب الوقائى: 13حالة إصابة بالملاريا.. وفريق طبى لفحص القرى المصابة
"الصحة": 13 حالة إصابة مؤكدة بـ"الملاريا الحميدة" فى "العدوة" بأسوان.. والعدوى بسبب سودانيين مقيمين بالقرية.. رش كافة المنازل وردم المياه الجوفية لقتل الباعوض الناقل للمرض
وكيل "صحة أسوان": الأفارقة الموجودون بطريقة غير شرعية مصدر الملاريا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة