الأدباء يعتبرون انتحارهم "حلا" والمجتمع يصفه بـ "الضعف"

الخميس، 24 ديسمبر 2009 12:35 م
الأدباء يعتبرون انتحارهم "حلا" والمجتمع يصفه بـ "الضعف" هل مات صلاح جاهين منتحرا؟
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار الكاتب سمير فريد فى مقاله المنشور باليوم السابع؛ فى ذكرى ميلاد صلاح جاهين بأنه قد مات منتحرًا، بعد معاناته النفسية جدلاً واسعًا، خاصة أن إقدام مفكر وأديب على الانتحار أمر لا يمكن تجاهله، فمن قبل أطلق الكاتب والقاص المصرى محمد رجائى النار على رأسه عام 1979، وفى عام 1941 ألقت الروائية الإنجليزية فرجينيا وولف بنفسها فى النهر، وفى عام 1950 انتحر الكاتب الإيطالى الشهير تشيزاره بامنيزه فى أحد فنادق مدينة تورين الإيطالية، وفى عام 1982 انتحر الشاعر اللبنانى خليل حاوى، وفى عام 1961 انتحر إرنست همنجواى وهو من أشهر الكتاب الأمريكيين، مما يجعلنا نسأل هل انتحارالأدباء "ضعف" أم "حل" ليس له بديل؟
وقال أغلب علماء النفس والاجتماع متفقين مع الناقد الكبير سمير فريد إن الانتحار لا يعد عيبا فى حد ذاته، وأنه قد يكون دليل تميز ومعرفة.
يرى الدكتور عصام عبد الجواد – أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة – أن نظرة المجتمع لطبقة المثقفين أو الكتاب والأدباء والتى تؤمن بأنه بين العبقرية والجنون شعرة، هو ما يجعل المجتمع ينظر لتلك الطبقة على أنها بعيدة عنهم ويسمونهم "مجانين" أو "شواذ"، وهذا المثقف لا يستطيع أن يحاكى المجتمع كله؛ وذلك لأنهم لا يتقربون إليه ولا يثقون بتصرفاته ويرونها غير طبيعية، ولا تتماشى مع تقاليدهم وعاداتهم، كما أن غاية النفس البشرية هى أن تَحب وتُحب، ونتيجة لنظرة المجتمع إلى المبدع بعدم التقرب إليه، والتى تؤدى إلى انعزاله ومن ثم الاكتئاب والذى يدخله فى مرحلة من تعذيب النفس وتأنيبها، وعدم الاهتمام بالمظهر العام، وشعوره باليأس المؤدى إلى الانتحار، وهو أيضًا نتيجة لغياب الوازع الدينى.

بينما أكدت زينب النجار - أستاذة علم الاجتماع بجامعة الأزهر - على أن المعرفة قد تكون سبيلا للانتحار ودافعا إليه، مشيرة كما لو كانت تتناص مع قول صلاح جاهين الشهير "ومفيش حمار بيحاول الانتحار": الجاهل لا ينتحر فهو كما يذكر المتنبى" ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله.... وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم"، لأنه الوحيد على دراية تامة بمشكلاته التى تحوط به، والتى يبحث لها دائمًا عن حلول، فيكون انتحاره "ضعف" من وجهة نظر المجتمع، وبالنسبة إليه "الحل" الوحيد بعد المعاناة من المجتمع، ومؤكدة على غياب الوازع الدينى.

وقال الدكتور وائل أبو هندى: هناك علاقة بين الإبداع بوجه عام والاضطراب النفسى تتسم بنوبات الاكتئاب والنشاط الزائد والمرح الشديد والانفلات السلوكى وهى سمات تميز الإبداع أيضًا فى بعض الأحيان، مضيفا أن انتحار المثقفين أمر طبيعى فى هذا الزمان؛ لأننا فى زمن "الخواء العام" لا يوجد لدينا أى شىء سوى "الفقر"، فالمبدع يخاطب مجتمع سمته الفقر المعرفى، مما يدخله فى حالات الاكتئاب وعدم الرضا، والتى تؤدى إلى الانتحار، بعد أن ييأس من الحل، فيرى المجتمع انتحاره "هروبًا" من الواقع، والمنتحر يرى أنه "الحل" الوحيد، أو النتيجة الحقيقة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة