غادة عبود

غريب وأنا فى بلدى

الإثنين، 21 ديسمبر 2009 07:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أوقفوا جواز الجنسيات العربية من بعض. لأ إحنا مش أشقاء عرب وبنحترم بعض ولا حاجة. كل شعب فاكر نفسه هو صاحب الحضارة ونساءه أصحاب العفة ورجالته أهل الشيم. النساء السعوديات ينظرن إلى نساء المغرب على أساس إنهم بيسرقوا رجالتهم بالسحر والأعمال. والكويت يهود الخليج. واحنا السعوديين كل واحد عنده بير بترول فى فسحة بيته وبيروح يطفى كبته فى كباريهات شارع الهرم. والإخوة اللبنانيين علاقات عامة من تحت البلاطة. والمصرى فقير. كل ده معروف وبيتقال فى المجالس العربية داخل الحدود. سيبكم من المجاملات السياسية أنا بتكلم عن نظرة شعب عربى لشعب عربى آخر. وقفوا جواز الجنسيات العربية من بعض. عارفين ليه؟ لأنه مش الطرفين اللى قرروا الجواز من بعض هما اللى بيدفعوا الثمن، اللى بيدفع الثمن هما أبناء الجواز ده. الطفل اللى بيلاقى أعمامه بيشاوروا عليه ويقولوا "ابن المصرية، ولا ابن المغربية" وكأنه مش لحمهم ودمهم. لأ ده ابن الغريبة. عارفين يعنى إيه تبقى تنتمى إلى عائلة معينة بتتعامل معاك على أساس إنك إنت "الآخر"؟

ويكبر الأبناء اللى أمهم من بلد عربى وأبوهم من بلد عربى آخر. يدخلوا المدارس يكتشفوا إن اللهجة اللى بيتكلموا بيها الولاد فى المدرسة مختلفة تماما عن اللهجة اللى بيتكلم بيها الطفل ده فى البيت. فيحس كمان إن هو عضو غريب فى مجتمعه وقدامه حل من الاتنين: يا إما يفضل يتكلم زى أمه ويستحمل إنه يبقى هو النوتة النشاز فى سيمفونية أو مقطوعة موسيقية متماسكة ويتحمل ردود الأفعال منها الهجومية الواضحة ومنها التلقيح غير المباشر. أو بقى يتعلم من ابتدائى لغاية آخر عمره إنه يلقط لهجة مختلفة وأفكار ومعتقدات مختلفة عن اللى بيمارسها داخل البيت ويفضل طول عمره بيحاول يثبت للمجتمع إنه هو بيتكلم زيهم ويفكر زيهم ويتريق ويحتقر بلد أمه زيهم. كل ده فى محاولات مستميتة عشان يثبت للى حواليه بانتمائه ليهم وانه مش "الآخر."

فى كتير من الأحيان بيهرب الأولاد لبلد أمهم لعسى المجتمع يتقبلهم، لعل وصمة "الآخر" تختفى ويلاقوا بلد ومجتمع يضمهم، بس المفاجأة إنو لما بيهربوا لحضن البلد الأم، بيفاجئوا إنهم برضه لسه "الآخر".

وهنا حنيجى لأهم نقطة "الهوية" وحطوا ألف نقطة تحت موضوع "الهوية" الأجيال اللى نتاج زواج جنسيات عربية من بعض بيفضل دايما عندهم حيرة الهوية والانتماء. ما ينفعش يبقى عندك نص انتماء لهنا ونص انتماء لمكان تانى وده لأنه الهوية ما بتتجزأش زى المبادئ. أجيال طالعة ما تعرفش هى بتنتمى للبنان ولا الإمارات ولا فين؟ ولما يكون ما عندكش انتماء ولا هوية إزاى حتعرف تبقى عضو فاعل فى مجتمعك؟ وإزاى حتعرف تربى أجيال عندهم جواز سفر معين وبيتبعوا عادات وتقاليد ولهجة بلد تانى آخر.

زميلتى فى بيت طالبات الجامعة الأمريكية المغربية يسرا. مغربية الأم، مصرية الأب. أخذت تليفونى وسجلت اسمها "يسرا المغربية". استغربت وسألتها:
- مش أبوك مصرى
قالتلى: - ما أنا المصرية فى المغرب، والمغربية فى مصر. تصدقى أنا نفسى مش عارفة أنا منين!!!

نداء لكل المحبين: حبوا وقلدوا رشدى أباظة وسعاد حسنى زى مانتوا عايزين بس كفاية أجيال مزدوجة الهوية، مبعثرة الانتماء. أو اتجوزوا بس ما تخلفوش. أو خلفوا بس الأم من جنسية أخرى قبل ما تخلف تاخد كورس مكثف من أول اللهجة لغاية طريقة تقليب الشاى وتنسلخ تماما عن بلدها الأصل.

الانتماء والهوية مش بطاقة أو جواز سفر. ده زرع فى أرض يمتد من الجذور وأسلوب حياة وروح.

أعلامية سعودية








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة