خبيرة التنمية البشرية رانيا المارية تكتب: مصر تنتظر رئيس الأحلام

السبت، 24 مايو 2014 12:12 م
خبيرة التنمية البشرية رانيا المارية تكتب:  مصر تنتظر رئيس الأحلام صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما تنتظر كل فتاة أمير الأحلام يأتيها على الحصان الأبيض بشخصيته الساحرة القوية، تنتظر مصر رئيس الأحلام بصفات الفارس الجسور، وشخصية تتسم بالتوازن الدينى والفكرى، والأخلاق الكريمة والمبادئ القويمة والقيم العليا، ذات قوة وشجاعة لا تقهر وذكاء ودهاء لا يغلب، ولكن فى نفس الوقت تشترط أن يتمتع بالحنان والرومانسية وثروة لا أول لها ولا آخر، أو قدرة اقتصادية خارقة على تحويل التراب إلى ذهب مرة أخرى فهل هذا ممكن؟ دعونا لا ننسى أن مصر مليئة بالخيرات الذهبية المغطاة بالتراب وكل ما تحتاج إليه هو إزاحة التراب ليظهر الذهب.

فهكذا تنتظر مصر هذه الشخصية الأسطورية صاحبة الرؤية والرغبة المؤججة للنهوض بالوطن مرة أخرى، بعد أن سأمت من سوء الاختيار وكثرة الإحباطات، فأصبحت تنتظر من يبعث إليها بالأمل الذى يقضى على كلمة مستحيل ويحولها إلى مسار الممكن، فيبدأ شعاع هذا الأمل يحث كل مصرى على المحاولة من جديد بالحلم الذى سلب منه وبات محرما عليه، فأصبح هذا الشعب يحتاج لمن لديه القدرة على الحلم لمصر بدلا منه مجددا ونشر هذا الحلم بجرأة على مرأى ومسمع الجميع.

مصر تنتظر فارسا يمتلك الشجاعة التى تؤهله أن يبحر بلا ضمانات سوى إيمانه القوى بقدرته للوصول لشط الأمان، ويحتاج إلى القدرة على الصبر عندما لا يرى نجاحا على مرمى البصر حتى يقترب من مبغاه، ويحرص على أن يكون هادئًا عند الشدائد ومتمالك عند مواجهة المخاطر والصعوبات، كى يدفع الآخرين على الصمود عن طريق جعلهم باستمرار يشعرون بأهميتهم وقيمهم، ويستطيع خلق الثقة المتبادلة بينه وبين الشعب بإعطائهم الفرصة على أن يفكروا ويقرروا لأنفسهم، مع مراعاة الروح المعنوية التى هى أساس النجاح، واعتبار الفشل المؤقت مجرد فرصة لبداية ثانية أكثر ذكاء.

شخص يحترم قيمة العلم فهو شرارة التقدم الذى يحققه العمل، لذلك تريد مصر من رئيس الأحلام أن يكون شعاره علم وعمل من أجل الوصول إلى المكانة الحقيقية التى تستحقها مصر شخصية تعيش الواقع وتعمل للحلم، ولكن بواقعية حالمة تقف على الأرض وتحلق بالرؤيا فى الآفاق، شخصية صارمة بحزم نحو الاتجاه والهدف مرنة فى طريقة الوصول إليه.

شخصية تعرف تصنف الأولويات وترتبها استنادا إلى الهدف العام وبحسب إستراتيجية ممنهجة، فقد أرهقت مصر من التخبط والعشوائية أيضا الممنهجة والتى أطاحت بالأكفاء واستبدلتهم بمن شعارهم "اربط الحمار مطرح ما يريد صحبه".

مصر تحلم برئيس لها يملك روح المقاتل التى لا تهدأ إلا بالانتصار، ولا تنتصر إلا ببلوغ القمة، ويتمتع بروح القيادة التى يجب أن تتوافر لديه ليتبعه شعبه للقمة بدون نفور بالتالى يحتاج إلى قوة التأثير وليس قوة السلطان، وأن يكون لديه ما يقنع الجميع بإتباعه وأيضا لديه رصيد يجعل الجميع يثقون فى كلامه ووعوده ورؤيته، ولن ينال هذه المرتبة إلا بالوضوح والصدق والصراحة والإخلاص فى التوجه.

مصر تحتاج إلى قائد لديه القدرة على مواجهة المشكلات بحلول غير تقليدية تساعدنا على الخروج من عنق الزجاجة، وقدرة على إدارة الأزمات بقوة ومرونة وسرعة فى التفاعل، كفانا تباطؤ وأيد مرتعشة وقرارات تؤجل لأجل غير مسمى فى أحلك الأوقات، التى نحتاج فيها إلى تحقيق أشياء مميزة وعبقرية من أشخاص عاديين وظروف مليئة بالمعوقات، مصر فى أمس الحاجة لمن يرى ويواجه حقيقتها كما هى وليس كما نتمنى أن تكون، ولكنه واثق فى بصيرته للوصول بها كما نتمنى وتؤيده عزيمة قوية غير قابلة للتراجع.

مصر تستحق رئيسا يركز على ما تمتلك من نقاط قوة ومن أهم ما تمتلك مصر شعبها الأصيل، ولذلك تحتاج لمن يقدره ويستطيع استغلال هذه الثروة وتنميتها والتوجه بهم نحو التغيير الداخلى قبل الخارجى وإعادة إحياء القيم الدفينة العريقة التى كانت من سمات هذا الشعب، حتى يستطيع وضع الرؤية التى تؤهله للوصول بمصر للمرتبة التى تستحقها، فعلى الرئيس المنتظر أن يكون المعنى المجسد لفارس أحلام مصر.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة