خبراء فى العلاقات المصرية الإيرانية: استقبال مبارك لـ "لاريجانى" إشارة إلى حسن النوايا.. ومحاولات التقارب بين الدولتين تأتى فى إطار المناورات مع الغرب

الأحد، 20 ديسمبر 2009 04:02 م
خبراء فى العلاقات المصرية الإيرانية: استقبال مبارك لـ "لاريجانى" إشارة إلى حسن النوايا.. ومحاولات التقارب بين الدولتين تأتى فى إطار المناورات مع الغرب على لاريجانى رئيس مجلس الشورى الإيرانى
كتب محمود محيى وسارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إشارة جديدة إلى حسن النوايا المصرية تجاه إيران، هكذا وصف خبراء فى العلاقات المصرية الإيرانية استقبال الرئيس مبارك للرجل الثانى فى الجمهورية الإسلامية على لاريجانى رئيس مجلس الشورى الإيرانى للمرة الثانية، فيما تأتى تلك المبادرة المصرية مغازلة للشعب الإيرانى عقب الموقف المصرى الرافض لإدانة إيران فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا، وهو ما أشاد به وزير الخارجية الإيرانى منوشهر متكى.

السفير محمود فرج القائم بأعمال مكتب رعاية المصالح المصرية فى طهران سابقا وصف زيارة لاريجانى لمصر بـأنها مهمة رغم كونها بروتوكولية، لأنها جاءت بناء على دعوة رسمية للمشاركة فى اجتماع لجنة مراجعة وتعديل النظام الداخلى لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية الذى يرأسه الدكتور أحمد فتحى سرور، ولاريجانى- كما يشير فرج- هو الرجل الثانى فى إيران والقريب من مرشد الثورة الإسلامية ومسئول الملفات الصعبة، خاصة الملف النووى والعلاقات الدولية مع الغرب.

وأوضح فرج لليوم السابع أن هذه المرحلة من العلاقات بين القاهرة وطهران بها الكثير من التوتر والفتور، مما يعنى صعوبة العودة لعلاقات قوية فى الفترة الحالية، وذلك لوجود العديد من الملفات العالقة بين البلدين والتى تحتاج للمزيد من بذل الجهد لاستعادة الثقة بين الطرفين.

وعن استعداد إيران لفتح صفحة جديدة للعلاقات مع مصر أكد فرج أنها مستعدة لاتخاذ تلك الخطوة بعكس الإدارة المصرية التى ترى أن الوقت لا يزال طويلا وذلك بسبب التدخلات الإيرانية فى الكثير من القضايا الإقليمية من بينها التدخل فى الملف الأمنى العراقى وجنوب لبنان وحركة حماس فى غزة والحوثيين فى اليمن.

وأضاف فرج أنه من الممكن أن تقوم الدولتان بمحاولات للتقارب فى إطار مناورات مع الغرب، مؤكدا أن عودة العلاقات المصرية الإيرانية لسابق عهدها أمر مهم لتعديل موازين القوى فى المنطقة.


فيما يرى الدكتور محمد سعيد إدريس رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن زيارات المسئولين الإيرانيين للقاهرة لن تؤثر فى تطبيع كامل للعلاقات المصرية الإيرانية التى توقفت منذ قيام الثورة الإسلامية فى إيران، ولكنها قد تساهم فى استمرار التطبيع الثقافى الذى يقتصر على البعثات التعليمية لدراسة اللغة الفارسية ومراكز البحوث التى تتبادل الوفود فيما بينها، بالإضافة إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى يتوافد عليه الإيرانيون المهتمون بالثقافة العربية، وأيضا مركز حوار الحضارات الذى يعقد ندوات ومؤتمرات بين الجانبين.

وأشار "إدريس" إلى أن العلاقات السياسية المتأزمة بين البلدين أثرت بشكل كبير على العديد من المجالات المشتركة بين البلدين كالثقافية والاجتماعية والفنية وغيرها، كان من أبرزها التأثير على الإنتاج الثقافى بسبب تخوف مصر من إنشاء "مركز ثقافى إيرانى" قد يسعى إلى تصدير الثورة الإسلامية ونشر الفكر الشيعى بمصر.

ويلفت الدكتور "عبد الحفيظ يعقوب" أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس إلى أن هناك تاريخا طويلا بين الثقافتين المصرية والفارسية يعود إلى عصر ما قبل الميلاد عندما كانت مصر جزءا من الإمبراطورية الأكمينية التى أسسها الإمبراطور الفارسى "قورش" وكانت "مصر" جزءا منها حتى مجىء الإسكندر الأكبر، كل ذلك يقف منعة فى الصدام النهائى وعدم التلاقى بين القاهرة وإيران ويجعل هناك مبررات للزيارات المتباعدة بين مسئولى البلدين.

وأشار "يعقوب" إلى العديد من الجوانب المشتركة بين الثقافتين المصرية والإيرانية خاصة فيما يتعلق بالفنون والعمارة فتأثرت "مصر" بالخطوط الفارسية" فى الكتابة والنقوش، وأضاف: "فى العصور الحديثة كانت مطبعة "بولاق" تطبع أمهات الكتب الفارسية، وكان الشعراء "الفرس" يكتبون قصائدهم باللغتين العربية والفارسية مثل الشاعر "سعد الشيرازى" الذى لقب بصاحب اللسانين لأنه كان ينظم قصائده بالعربية وبالفارسية.

ولفت "يعقوب" إلى وجود العديد من المفردات المشتركة بين اللغة الفارسية والعامية المصرية مثل "بيجامة وطربوش، وطازة وبالوظة" مشيرا إلى أن 40 % من اللغة الفارسية ذات أصل عربى.

واختتم "لا بد أن تظل الثقافة رابطا يجمع بين البلدين ويصلح ما أفسدته السياسة".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة