وحيد عبد العزيز حبيب يكتب: راديو جدى

الأربعاء، 21 مايو 2014 06:02 م
وحيد عبد العزيز حبيب يكتب: راديو جدى راديو قديم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحكى لى من هم أكبر منى سنًا كيف أن الجيران تجمعوا للاستماع إليه وكيف أن بيتنا اكتظ بهم عند كل خطبة لعبد الناصر وكل حفلة شهرية لأم كلثوم وكيف أن جدى أصبح بمثابة وكالة رويتز كل صباح بين جيراننا يحكى لهم جديد الأخبار وما استمع إليه من عذب أصوات المقرئين والمنشدين, ويحكون لى أن بيت جدى كان ينقسم إلى قسمين وقت الاستماع للراديو، الرجال يلتفون حول جدى ومذياعه دون كلمة واحدة منصتين له بينما النساء اجتمعن حول جدتى وموقدها حيث إعداد الشاى للرجال.

واعتادوا قديمًا غلى الشاى مع الماء على النار، فيشرب الرجال أولاً ثم يرفعونه على النار ليغلى مرة ثانية تشربها النساء ثم المرة الثالثة يشربها الأطفال، وحين قدمت إلى الحياة كانت الدنيا قد تقدمت كثيرًا وظهر الترانزستور وأصبح كل جار منهم لديه الراديو الخاص به وبقى كل منهم فى داره بالأحرى استغنى كل منهم عن جدى ومذياعه وتلك من مصائب الغنى.

أن الإنسان يشعر أنه لا حاجة له عند الآخر
جمعنا الفقر كثيرًا فى المزارع
كنا نساعد بعضنا البعض
وجمعنا الخوف قديمًا
فكانت منازلنا متلاصقة
والشوارع بينها ضيقة
وحين جاء الغنى
جاء معه الاستغناء
استغنى كل منا عن الآخر وخدماته
الأرض ظهرت لها الميكنة الزراعية
والبيوت الجديدة تباعدت
بنفس مقدار تباعد أفئدة ساكنيها








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة