إسرائيل تجرى أكبر حركة تغييرات داخل أجهزتها الأمنية والاستخبارية لمواجهة التحديات العربية.. تقرير يكشف: ثورة تنظيمية بـ"الشاباك" و"الموساد".. وصفحات التواصل الاجتماعى أدوات جديدة لعناصر المخابرات

الأحد، 18 مايو 2014 12:22 م
إسرائيل تجرى أكبر حركة تغييرات داخل أجهزتها الأمنية والاستخبارية لمواجهة التحديات العربية.. تقرير يكشف: ثورة تنظيمية بـ"الشاباك" و"الموساد".. وصفحات التواصل الاجتماعى أدوات جديدة لعناصر المخابرات عناصر المخابرات العسكرية الإسرائيلية
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄ "الواتس آب" و"الإسكاى بى" أهم الأدوات الجديدة لعناصر المخابرات بتل أبيب

◄ موقع إسرائيلى: رغم الاستثمارات الضخمة الاستخبارات فشلت بالتنبّؤ بالثورتين المصريتين

◄"تل أبيب" تأسس وحدة تكنولوجية لربط جميع أجهزتها الاستخباراتية

◄ تدشين وحدة لـ"التنصت" على الشبكات الاجتماعية

كشف تقرير إسرائيلى عن تغييرات بعيدة المدى تمت خلال الفترة الأخيرة فى جميع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية وعلى رأسها شعبة المخابرات العسكرية فى الجيش الإسرائيلى "آمان" وجهازى "الموساد" و"الشاباك" وذلك نتيجة تداعيات ثورات "الربيع العربى" بالمنطقة والثورة التكنولوجية الأخيرة فى عالم الانترنت.

وأوضح التقرير الذى نشره موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى، أن التغييرات الأهم قد حدثت فى شعبة الاستخبارات العسكرية، حيث تم هناك تغيير ما يقارب الألف ضابط، وتم إحداث ثورة تنظيمية فى كل فروع الشعبة.


وأضاف "مكور" أن هناك شيئا جديدا ومهما يحدث لوحدات الاستخبارات المختلفة فى الجيش الإسرائيلى، مشيرا إلى أن سبب التغييرات فى شعبة الاستخبارات بدأ بعد الفشل فى حرب لبنان الثانية، عندما تبين حينها أن الاستخبارات قد ركزت خلال سنوات على تقديرات إستراتيجية ومحاولات عقيمة لتحليل عقلية القادة الإقليميين، مع إهمال للجمع التكتيكى، وهو الذى ينبغى أن يوفر معلومات مفيدة للجنود فى الميدان، بالإضافة إلى أنه عندما تم جمع معلومات كهذه، ظلت بشكل عام فى درجات عالية ولم تننقل إلى الوحدات التى تحتاجها.

وقال التقرير الإسرائيلى إن الأحداث فى عصر الإنترنت والشبكات الاجتماعية تحدث بسرعة فائقة، مشيرا إلى أن عمليات كانت تحتاج لسنوات فى يوم ما، تنتهى اليوم خلال أيام بل وساعات، وأنه بالإضافة إلى فقدان الاستقرار الإقليمي، فإن التغيير المصيرى بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية هو فى الحقيقة تكنولوجيا، حيث كان استناد أجهزة الاستخبارات فى الماضى على الإشارات الإلكترونية والتنصت على شبكات الإذاعة وخطوط الهاتف، لكن اليوم يستخدم الهاتف المحمول الذكى أو جهاز الاتصال اللاسلكى المتطورة فى جميع مناحى الحياة.

وأضاف التقرير أن خبراء المخابرات والاستخبارات، يؤكدون أن العدو أصبح هيئة غير متبلورة بشكل عام، دون سلسلة واضحة من الأوامر، وكل هدف استخباراتى مستقل يملك بعض الهواتف المحمولة المختلفة ويرسل كذلك رسائل مكتوبة فى البريد الإلكتروني، وشبكات التواصل الاجتماعية سواء "الواتس آب"، أو "الإسكاى بى" أو "فيس بوك" وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعى فى الإنترنت التى لديها قدرة تشفير أساسية، وبالتالى أصبحت تلك الوسائل أدوات جديدة لأجهزة الاستخبارات يجب تتبعها.


وأوضح "مكور" أن الموجة الحالية والهائلة من التغييرات فى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هى نتيجة للربيع العربى وللثورة التكنولوجية الكبيرة، مؤكدا أنه رغم الاستثمارات الضخمة فى جميع شعب الاستخبارات فى تل أبيب، إلا أنها فشلت بالتنبؤ بالأحداث الكبرى فى السنوات الأخيرة، حيث لم يتم التنبّؤ بالثورة المصرية وسقوط حكم حسنى مبارك عام 2011، وأيضًا الثورة التى تم فيها إسقاط نظام "الإخوان المسلمين" فى مصر.


وأضاف التقرير أن الاستخبارات الإسرائيلية تفاجأت أيضًا بتصاعد الأحداث فى سوريا، وحين اندلعت، كانت التقديرات المقبولة هى عدم بقاء نظام الأسد لفترة طويلة، بل إن وزير الدفاع السابق، إيهود باراك، عبر عن هذا التقدير بشكل علنى، لكن الأسد لم يبق فحسب، بل إنّ هناك توقّعات الآن ببقاء نظامه لسنوات كثيرة.

وادعى الموقع الإسرائيلى أنه برغم من الفشل السابق إلا أن المخابرات الإسرائيلية تظهر قدرة إبلاغ كبيرة من العمليات المميزة، مثل الكشف عن سفينة السلاح الإيرانية، والتى سيطر عليها سلاح البحرية فى شهر مارس الماضى، بالقرب من سواحل السودان.

وأضاف التقرير أنه من بين التغييرات المهمة فى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعيين قائد جديد لشعبة سرية تدعى مجموعة العمليات الخاصة، حيث تم تعيين القائد الجديد، الذى لن يتم الكشف عن هويته، فى وحدة تشغيل العملاء "504"، وهو مسئول عن سلسلة من الهيئات التى كانت تخضع حتى ذلك الحين بشكل مباشر لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وهو منصب لم يكن قائمًا حتى من قبل.

وأوضح الموقع الإسرائيلى أن هناك تغير آخر تم مؤخرا متعلق بشعبة الاستخبارات العسكرية التى كانت قد قلّصت بشكل كبير الهيئة التكنولوجية فى وحدتها الاستخباراتية المرئية، وهى "وحدة 9900"، والتى تجمع المعلومات الاستخباراتية من صور الأقمار الصناعية ومن مصادر مرئية أخرى.

وأوضح "مكور" أنه بدلا من هذه الوحدة، تم تأسيس وحدة تكنولوجية جديدة من المفترض أن توفّر شبكة تكنولوجية واحدة لجميع شعب الاستخبارات المختلفة، وعلى رأسها وحدة التنصت، وحدة جمع المعلومات الاستخباراتية من صور الأقمار الصناعية، وحدات العمليات الخاصة وشعب الاستخبارات "البشرية"، والتى تستند إلى تشغيل العملاء وتجنيدهم من العالم العربى.

وأشار تقرير الموقع الإسرائيلى إلى أنه فى الوقت الذى تعانى منه جميع وحدات الجيش الإسرائيلى من تخفيض الميزانية وموجة من الإقالات - منذ بداية عام 2014 ترك الجيش 1000 جندى ثابت وحتى نهاية العام سيصل عدد الُقالين الشامل إلى 2500 -، فإنّ شعبة الاستخبارات هى الوحيدة التى تتمتع بزيادة الميزانية، مضيفا أنه فى الواقع، فإن شعبة الاستخبارات تتواجد فى المركز الأول فى الترتيب الأفضل لوزير الدفاع موشيه يعلون ورئيس الأركان، بينى جانتس، بل حتى قبل سلاح الجو.



وقال الموقع الإسرائيلى، إن هناك ما يبرر التغييرات وإضافة الأجهزة أيضًا فى ظلّ العاصفة التنظيمية وفقدان الاستقرار التوظيفى الذى تؤدى إليه، مضيفا أن مسئولا استخباراتيا كبيرا فى الجيش الإسرائيلى أجاب على هذا السؤال قائلا: "إن الثورة هى نتيجة لبرنامج شامل تم تشكيله فى الجيش الإسرائيلى فى شعبة الاستخبارات العسكرية خلال السنوات الأخيرة".

وأضاف المسئول الإسرائيلى أن البرنامج الشامل سمى "عمل شعبة الاستخبارات العسكرية"، وقد وصل مؤخرًا إلى مرحلة تطبيقه، موضحا أن البرنامج تم بناؤه عبر سلسلة من الورشات بمشاركة مئات المسئولين من شعبة الاستخبارات العسكرية ومن الجيش الإسرائيلى بطبيعة الحال على يد الأركان العامة.

وأوضح المسئول الإسرائيلى أن هدف البرنامج كان هو ملائمة شعبة الاستخبارات العسكرية للتغييرات الدراماتيكية التى حدث فى عالم الاستخبارات بالإضافة إلى تغييرات تمّت فى هذه الأيام واشتملت على تجديدات دخلت إلى حيز التنفيذ فى السنة الماضية مثل إنشاء ميدان جديد يسمى "الميدان الإقليمي" فى قسم الأبحاث فى شعبة الاستخبارات العسكرية، والذى يهتم بالظواهر التى لم تكن قائمة فى الماضى مثل "عملية الأسلمة" و"تكاثر مقاتلى الجهاد فى المنطقة، مضيفا أن شعبة الاستخبارات قادت أيضًا برنامجًا شاملا يُدعى "الحرب القائمة على المعلومات الاستخباراتية"، والذى يهدف إلى ضخّ المعلومات الاستخباراتية التكتيكية إلى مستوى دائرة القتال فى الميدان.


وقال التقرير الإسرائيلى إن شعبة الاستخبارات فى الجيش الإسرائيلى ليست جهاز الاستخبارات الوحيد الذى يكتشف نفسه من جديد، بل إن أجهزة الاستخبارات فى جميع أنحاء العالم تحاول أن تلائم نفسها للعصر الجديد، ولكن أيضًا فى أنظمة الاستخبارات المختلفة فى إسرائيل، الشاباك والموساد، تحدث تغييرات تنظيمية مهمّة.‎ ‎

وأضاف الموقع أن التغيير الكبير والأهم على الإطلاق فى الشاباك استُكمل فى العام الماضى واشتمل على تعزيز كبير لمجالات "السايبر"، واستقبل الشاباك قوى بشرية كثيرة فى مجال السايبر واعتبر أحد الأجهزة الرائدة فى المجال، كمسئول عن تأمين الشبكات الوطنية.



وفيما يتعلق بجهاز "الموساد"، قال التقرير إنه تم تغيير أكبر هذا العام وتم تنفيذه بالموساد، وهو يترافق مع الأزمة التى تتضمن الترك الكبير لشخصيات مركزية فى التنظيم مثل مائير داجان، مضيفا أن الموساد واءم أيضًا نفسه مع عصر حروب الهاكرز "السايبر"، مشيرا إلى أن العديد من وسائل الإعلام العالمية نسبت مهاجمة المفاعل النووى الإيرانى بواسطة ديدان تجسس وتخريب إسرائيلية.

وفى نهاية التقرير، قال الموقع الإسرائيلى إن شيئا واحدا واضحا، وهو أن إسرائيل معنيّة بتغيير رؤيتها الاستخباراتية على ضوء التسارع التكنولوجى والتغييرات الإقليمية العديدة التى تحدث حولها، حيث أن الحرب الأهلية السورية، وثورات الربيع العربي، وتغيير أنماط الحكم فى منطقة الشرق الأوسط الجديد، واستخدام شبكات إنترنت مشفرة، أكدت أن الحرب القادمة ستدار من قبل عدو غير متبلور وغير متوقع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة