أزمات الربو التنفسية.. قاتل منتصف الليل.. 12% من أطفال مصر مصابون بالحساسية.. ووفاة 250 ألف مريض بالعالم سنوياً

الخميس، 15 مايو 2014 08:50 ص
أزمات الربو التنفسية.. قاتل منتصف الليل.. 12% من أطفال مصر مصابون بالحساسية.. ووفاة 250 ألف مريض بالعالم سنوياً صورة أرشيفية
كتب - أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستعمر وجهه اللون الأزرق، تنتابه نوبات حادة شرسة من السعال، يشهق محاولًا أن يسحب بعض الأكسجين إلى رئتيه، يندفع مع الشهيق صوت صفير واهن، ويحتد السعال فيما صدره يعلو ويهبط كأنه فى حال غليان.

يحس أن يدًا غليظًا تنقبض على صدره، تعتصره عصرًا، فيمتد الألم ليشمل الجهاز التنفسى كاملا، فمنطقة الفكين والرقبة والظهر، يتلوى فى سريره من شدة الألم، وتستمر الحالة نحو ساعة حتى ينهكه الوجع فينام كأنما هو مغشى عليه.

إنها نوبة من نوبات حساسية الصدر اللعينة، التى تصيب حوالى %7 من سكان مصر، و%12 من الأطفال على وجه التحديد، مما يشكل تحديًا صحيًا وضغطًا على الخدمات، خصوصا أنه لا يوجد حتى اللحظة الراهنة علاج يشفى منها نهائيًا.

وتقدر منظمة الحساسية العالمية عدد الذين يتوفون سنويًا بما لا يقل عن 250 ألف مريض على مستوى العالم، ويتوقع وصول عدد المصابين بحلول عام 2025 إلى 100 مليون، ذلك بسبب زيادة أنشطة الصناعة وعدم مراعاة اعتبارات الحفاظ على البيئة واستخدام الطاقة غير النظيفة خاصة فى الدول الأكثر فقرًا.

وهناك 6 أمراض للحساسية تصيب الإنسان فى أعمار مختلفة، أهمها حساسية الأنف والشعب الهوائية، تليها حساسية الجلد مثل الارتكاريا والإكزيما ثم حساسية العين.
وينجم مرض حساسية الصدر المزمن عن إصابة الشعب الهوائية بالرئتين بالتهاب شديد نتيجة مهيجات، ويؤدى الالتهاب إلى حدوث تغيرات فى الرئتين تسبب ضيقًا للمجارى الهوائية ومن ثم انقباضًا فى العضلات الموجودة فى جدار الشعب الهوائية التى تتقلص فيزيد إفراز المادة المخاطية من الشعب الهوائية ويحدث تضخم للأغشية المبطنة لها فتصبح عملية التنفس شديدة الصعوبة.

يقول الدكتور هشام طراف، أستاذ الأمراض الباطنة والحساسية بطب قصر العينى: إن الربو يعتبر من الأمراض الشائعة، وتزداد نسبة الإصابة باستمرار وفى جميع أنحاء العالم، موضحًا أن الربو من الأمراض متعددة الأسباب، وهناك عوامل كثيرة تساعد على حدوث المرض وتطوره، على رأسها العامل الوراثى.

كما تؤثر العوامل البيئية سلبًا وإيجابًا فى الإصابة بالربو وزيادة عدد نوباته، ويعتبر التلوث من العوامل المثيرة والمهيجة للأزمات، خاصة أنه يزيد من الالتهابات الفيروسية للجهاز التنفسى، فيما يثير فرو وشعر الحيوانات المنزلية كالقطط والكلاب وريش الطيور والأتربة والمبيدات الشعب الهوائية، مما يعزز احتمالات الإصابة بالحساسية المزمنة.

وتشير الدكتورة سوزان حسنى، أستاذ الحساسية والمناعة بطب عين شمس، إلى أنه لابد لكل مريض مصاب بالحساسية أن تجرى له اختبارات والاختبار يفيد فى معرفة مسببات الحساسية، لكى يتم علاجها، مؤكدة أن التعرف على مسبب المرض يأتى على رأس الوسائل التى تكفل العلاج المناسب، أو على الأقل تخفيف أعراض المرض وتقليل مرات النوبات التنفسية.

وتؤكد أن هناك طريقتين فى العلاج، إما علاج الأعراض بالأدوية، أو بعلاج مسببات المهيجات المناعية التى يتم علاجها بالأمصال المناعية ضد الأجسام المضادة التى تكون فى جهاز المناعة، وبالتالى يتم علاج المريض بعد مدة قصيرة وتصل نسب التحسن إلى ما يتراوح بين 80 و%90.

وحول إمكانيات العلاج فى مصر تقول: «لدينا معمل للحساسية تابع لجامعة عين شمس وبقصر العينى، وعلى أساس نتائج المعمل، يتم تناول العلاج، مؤكدة أن العلاج دون تحليل دقيق لمعرفة مسببات الحساسية ليس مجديا، ولا يتماثل للشفاء باستخدامه سوى نسبة لا تزيد على %10».

وتحذر من أن مريض الحساسية إذا لم يتم علاجه بشكل سليم من البداية فقد يتعرض للكثير من المضاعفات، حيث يمكن أن يحدث له هبوط شديد فى وظائف التنفس مما قد يؤدى إلى الوفاة.

وتتطرق إلى الأمصال المناعية، حيث تقول كانت حضناً تحت الجلد، أصبحت الآن نقطًا تؤخذ تحت اللسان وتتوافر فى المراكز المتخصصة لأمراض الحساسية ولا تباع فى الصيدليات لاختلاف الأسباب واختلاف المرضى ولها برتوكولات معينة ونسب وجرعات تختلف من مريض لآخر.

وتقول، إن الأبحاث الطبية تحمل آمالًا كبرى لمرضى حساسية الصدر باستخدام الخلايا الجذعية عن طريق علاج نقص المناعة الموروث لمرضى الحساسية، ولكن لايزال أمامها سنوات من البحث والتجارب والدراسات حتى تعتمد وتُقنن عالميا.

وتكشف عن حقيقة أن تشخيص الإصابة بأمراض الحساسية غير متطور فى مصر فلا يوجد سوى 4 مراكز للحساسية.

ومن جانبه، يشير الدكتور أيمن فرغلى، أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية، إلى أن حساسية الصدر تسبب ضيقًا شديدًا فى الشعب الهوائية مع التهاب بالغشاء المخاطى المبطن لها، وذلك يؤدى إلى النهجان الشديد وصفير الصدر، وتحدث هذه الأعراض مساءً فتسبب القلق الشديد للمريض وأهله، موضحا أن علاج الحساسية هو الوقاية باستخدام مستنشقات الكورتيزون وموسعات الشعب الهوائية.

ويقول، هناك مركبات مختلفة جديدة يتم استعمالها، ولكن المهم هو أن يتعلم المريض أنه لابد أن يستمر على العلاج الوقائى حتى تستقر الحالة بمستنشقات الكورتيزون بالغة الأمان، نظرا لأنها لا تصل إلى الدم لأنها تعتبر علاجًا موضعيًا.

ويعتبر التردد الحرارى عن طريق المنظار الشعبى من الأساليب الحديثة فى العلاج، ويمكن من خلاله تكسير العضلات بجدار الشعب الهوائية وبذلك تقل نسبة حدوث حالات التقلص، وهذا أسلوب حديث جارٍ إدخاله إلى مصر.

ويتسم العلاج بالتردد الحرارى بأنه يقلل من اعتماد المريض على العلاج التقليدى ويعتمد على استخدام جهاز يصدر ترددًا حراريًا يقوم بإتلاف العضلات الموجودة بالشعب ويفقدها القدرة على التقلص، وبالتالى تقل نسبة حدوث الأزمات الصدرية ويتم العلاج عبر ثلاث جلسات.

ويؤكد أن العالم لم يكتشف حتى الآن علاجات شافية من الحساسية، ومن ثم فإن معظم الوسائل العلاجية تستهدف السيطرة على المرض ومحاصرة أعراضه بما يساعد المريض على أن يتعايش معه ويمارس حياته بشكل أقرب إلى الطبيعى.

وينصح الدكتور فرغلى المريض بالبعد عن مصادر التلوث بكل أشكالها سواء العضوية أو الكيميائية، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتناول الطعام الصحى، حيث أثبتت الأبحاث أن تناول تفاحة واحدة يوميا لمدة 5 أيام فى الأسبوع تعطى كفاءة للجهاز التنفسى المناعى.

ويقول الدكتور سمير خضر، أستاذ الحساسية والمناعة بطب الإسكندرية رئيس جمعية الإسكندرية للحساسية، أن هناك بعض المرضى لا يستجيبون للعلاج ويمثلون نحو %5 من إجمالى المصابين، ويتعرض هؤلاء للأزمات الصدرية الليلية تحديدا والناتجة عن المجهود بالرغم من العلاج المكثف ويطلق عليهم مرضى الحساسية الصعبة. ويقول، إن الأمل الجديد لهذه الفئة فى استخدام مبطلات تفاعل الحساسية أو ما يسمى مضاد «الإيموجلوبيولين هـاء» الذى تم اعتماده فى مصر حديثا منذ بضع سنوات ويمثل أملا جديد لمرضى حساسية الصدر الصعبة.

ويؤكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس، وزير الصحة الأسبق، أن نسبة كبيرة من حالات الحساسية تعالج على أنها التهابات فى الجهاز التنفسى ولا تعالج على أنها حساسية صدرية، ويؤدى عدم تحديد العلاج الصحيح إلى أن تصبح الحالات مزمنة وتحدث للمريض تفاعلات كيميائية نتيجة الالتهابات، وتؤدى إلى ضيق فى الشعب الهوائية، مما يؤدى إلى صعوبة التنفس، وقد تؤدى إلى أزمات حادة قصيرة أو طويلة المدى.

ويشير إلى أن الحل الأمثل إذا لم يتم تحديد السبب، أن يتناول المريض أدوية وقائية تعمل على الحد من المواد الكيميائية التى تحدث أثناء حالة الحساسية وتؤدى إلى أعراض الحساسية، وتمنع التفاعلات الكيميائية التى تؤدى إلى الأزمة التى يشتكى منها المريض.

وأهم عقارين يمكن استخدامهما فى تحسين حالة المريض استخدام مركبات الكورتيزون بالاستنشاق التى تتميز بفعاليتها وتأثيرها الإيجابى وآثارها الجانبية القليلة مقارنة بتناول الكورتيزون بالفم.

وتنقسم الأدوية الوقائية إلى نوعين، الأول طويل المدى يؤخذ كعلاج للحد من أعراض الأزمات، وهناك نوع آخر قصير المدى يؤخذ عند تعرض المريض لحالة أو أزمة حادة.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

بهجةعلي عيسي

انسحاب صحيفة الجارديان

انسحاب بدون مقدمات

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة