مونيكا ناجى تكتب: إن بعض الظن إثم

الثلاثاء، 13 مايو 2014 06:03 ص
مونيكا ناجى تكتب: إن بعض الظن إثم صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أحد ليالى الشتاء كنت مهمومة وثائرة وأريد الرحيل عن كل ما حولى، أختنق وأريد أن أقتلع حتى جلدى منى.. فنزلت إلى الشارع الذى كان هادئا لا أعلم لماذا ربما لبرودة الجو أو لانشغال الناس بشىء ما.. وسرت قليلا تارة أفكر فيما يضايقنى وتارة أتأمل جمال مصر فى كل تفاصيلها الصغيرة، حتى تلك الأنوار الكثيرة..

وأثناء سيرى رأيت عاشقين يضحكان ويتمشيان، فابتسمت ساخرة قائلة فى نفسى "هؤلاء فارغا الهم والوقت، ما بالهما بما يحدث فى الدنيا!" وبعد قليل مرت طفلة صغيرة بجانبهما لتبيعهما الورد فقلت فى نفسى "طبعا استغلال الباعة الجائلين للعشاق المتنهدين" وقلت أيضا "طبعا سيشترى الشاب وردة للفتاة مهما كان ثمنها وإلا ستقول الفتاة أنه لا يحبها"..
لكن ما حدث شىء آخر لفت انتباهى.. عندما اقتربت الطفلة إليهما فتوددا إليها وملست الفتاة على شعر الطفلة الصغيرة، وأخرج الشاب مالا من جيبه وأعطاه إياها وتحدثا قليلا بصوت لم أسمعه فقد كنت بعيدة عنهم، وأخرجت الفتاة الصغيرة وردة لتعطيه إياها ولكنه رفض وربت على كتفها ومضت الطفلة فى طريقها..

حينذاك اعتلت وجهى نظرة دهشة قائلة "إن بعض الظن إثم!".. وفجأة فقت من الدهشة على قطرات مطر تنزل على جبينى ورموشى، فنظرت إلى السماء لوهلة ثم نظرت للعاشقين لأجدهما يركضان ممسكان بمعطف الشاب فوق رأسيهما وتعلو صوت ضحكاتهما لتملأ سكون اليل..
فما وجدت نفسى إلا وأضحك مثلهما وأنسى ما كان يشوبنى من ضيق وألم، فالسعادة فعلا معدية صرت أنظر إليهما وهما يبتعدان مسرعان وأنا البلل يملأنى..
لم أكن أشعر بالبرد رغم أن هذا يحدث نادرا فأنا فتاة كثيرة الإحساس بالبرودة، ولكن شعورى بالسعادة وتهدئة المطر لبرودة الجو جعلنى مكتفية بما أرتديه ولا أشعر بالبرد..
تنهدت بابتسامة ووقفت قليلا أتأمل قطرات المطر تصطدم بالأرصفة والأسطح، ثم رأيت سيارة أجرة فأوقفتها..
ركبت والابتسامة مازالت تعلو وجهى والسائق ينظر إلى فى المرآة مرارا وتكرارا ثم تشجع وسألنى "يبدو أنك فى شدة السعادة يا آنسة، ما سبب هذه الفرحة العارمة؟".
فضحكت بشدة حتى ملأت ضحكاتى سيارة الأجرة ولولا سرعة قيادته لملأت الشارع أيضا، فتعجب وسألنى "هل قلت شيئا مضحكا!".
ابتسمت وهدأت ضحكتى ثم نظرت إليه فى مرآة السيارة للحظات ثم أجبته قائلة"لا، لقد كنت مهمومة وحزينة فنزلت إلى الشارع لأبكى ولكن سبحان الخالق أنزل المطر فمسح دموعى ورسم على وجهى هذه الابتسامة، فما رأيك الآن هل أنا حزينة أم سعيدة!" فاهتز الرجل وقال لى بخجل وتردد فى نبرة صوته "آسف يا آنسة، إن بعض الظن إثم".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

زينب أسامة

عجبتنى

السعادة معدية فعلا :D

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجده اديب اندراوس

السعادة قد تأتي من ابسط الاشياء

عدد الردود 0

بواسطة:

مارجريت مجدى

قصه دمها خفيف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة